أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم الحلفي - -الطريق- وشرطي المرور الذي بقى!














المزيد.....

-الطريق- وشرطي المرور الذي بقى!


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 10:41
المحور: المجتمع المدني
    


تناقلت وكالات الإنباء صورة شرطي المرور وهو يتصفح جريدة (طريق الشعب) كأول جريدة تصدر في بغداد بعد انهيار النظام الدكتاتوري المقبور. لقد شكلت تلك اللقطة مفارقة غير اعتيادية، حيث بدا شرطي المرور، آنذاك، وبزيه الرسمي، احد دلالات رموز الدولة العراقية وبقائها، وكذلك شجاعة العراقي، وسرعة مبادرته للقيام بواجباته الوطنية والرسمية. ودلت كذلك على انتهاء الإحكام القرقوشية التي كانت تحرم وتعاقب الإنسان فيما لو ضبط وبحوزته الصحف الوطنية التي تعبر عن وجهات نظر الأحزاب السياسية في العراق.
وان الذي انهار في تلك اللحظة هو النظام الدكتاتوري، رمز الاضطهاد ومصادرة الحقوق وتغييب الرأي الآخر، وليس الدولة العراقية، فهي باقية بقاء ارض الرافدين المعطاء، و بقاء الشعب العراقي الموحد بقوة وبإرادة لا تقهر، والذي يضفي عليه تنوعه ثراء كبير.

أتذكر مرور أول مفروزة لشرطة المرور، بعد انهيار النظام البائد، وهي تمر أمام مقر الحزب، بادرنا أفرادها بالتصفيق، ومن جانبهم ترجلوا من سيارتهم، وصافحونا فرحين، لم نعرف لحظتها من منا يهنيء الآخر، هل كانوا يحيّون عودتنا أم نحيي مجيئهم؟
لقد اتخذ أفراد تلك المفرزة من ساحة الأندلس موقعا للمباشرة في عملهم،. وباختيارهم هذا المكان، بدا وكأنهم يقولون: نبدأ بقربكم، لا نحتمي بكم فقط بل نؤكد معكم بقاء عراقنا دولة عزيزة، ونعمل معكم من اجل إنهاء الاحتلال وكل المظاهر الاستثنائية، ونبدأ في بناء مؤسسات دولتنا الوطنية.

ومرّت على العراق، وعلينا، خلال هذه السنوات التي أعقبت انهيار النظام الدكتاتوري مصاعب كثيرة، كان آخرها الإحداث التي اندلعت قبل أيام في البصرة وبغداد ومدن أخرى، وما خلفته من قتلى وجرحى، وخسائر لم يكن العراق يحتاج إليها، بل على العكس انه يحتاج الى الأمن والسلام والعمل من اجل إعمار ما خربته الحروب والإعمال الإرهابية، والصراع الطائفي، والتنافس على السلطة والنفوذ.

وحين تجولت ماشيا مع احد الرفاق في منطقة الكرادة، بعد ان طالت أيام حظر التجول الأخير، والتي شملت محافظات كثيرة منها بغداد التي نحب، لاحظنا وجود شرطة المرور في عدد من الساحات، رغم وجود الحظر ومنع حركة السيارات، بدا الأمر طريفا جدا، أو مفارقة أخرى. سألني الرفيق: ترى ما هو سر بقاء شرطة المرور في الواجب، رغم ان ليس لديهم ما يقومون به؟
أجبته:
لقد أراد هؤلاء الإبطال ان يؤكدوا، هذه المرة أيضا، أنهم احد رموز مؤسساتنا الوطنية، التي تبقى ملازمة لواجبها الذي هو ابعد من فك اختناقات المرور بل هو التأكيد على ان الدولة العراقية باقية مهما مرّت ظروف أو ساد، في لحظة ما، عبث عابر.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الحزب الشيوعي الكوردستاني والمهمة الممكنة
- القائمة العراقية الوطنية وتباين المواقف
- قانون مجالس المحافظات بين إقرار البرلمان ونقض الرئاسة
- استهداف رجل مسالم و شجاع
- فوز متوقع لشيوعي مقدام
- القصف المنسي والاجتياح المؤجل!
- الحركة المطلبية في العراق حركة واعدة
- مدنيون- ديمقراطيون هل من خطوة اخرى؟
- وقعت نداءكم وامشي معكم.. وخطوتي وحدي!
- المفسدون في....شبكة الحماية الاجتماعية
- مدنيون...ونزدهر في النور
- القضايا الاجتماعية في الميزانية... وجدل الوزراء
- اتفاقية الجزائر... كي تحترم يجب ان تمر عبر طريق اخر
- كي نتبادل بطاقات العيد بامانٍ اخرى
- قف للمعلم.... قف مع المعلم
- الشفافية في عقود النفط تكفل الحقوق
- صحوة للقضاء على المفسدين في ال...بطاقة التموينية
- قبيل إقرار قانون الخدمة الجامعية
- التحسن الأمني...حتى لا يكون مؤقتاً
- حتى يعودو ...


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم الحلفي - -الطريق- وشرطي المرور الذي بقى!