أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جاسم الحلفي - قف للمعلم.... قف مع المعلم














المزيد.....

قف للمعلم.... قف مع المعلم


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:51
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لا يوجد من هو احرص من المعلمين على العملية التربوية، وعلى انتظام الدوام في المدارس، لا شك في ذلك. فلم تجد تفجيرات الإرهابيين بتعطيل الدراسة، ولا تهديدات المليشيات بقطع الدوام، موقعا أمام إقدام المعلمين وإصرارهم على استمرار عملية التعليم.

لكن المعلمين إذ يلوحون هذه الأيام بالاعتصام، مطالبين الحكومة (بالإيفاء بالعهود التي قطعتها على نفسها لتحسين المستوى المعيشي لـ(500) إلف عائلة تعيش حالة الفقر، بعد وصول النقابة إلى طريق مسدود مع المسؤولين بشان تحسين أوضاع المعلمين الاقتصادية المتردية)، حسب ما جاء في بيان المجلس المركزي لنقابة المعلمين العراقيين، فإنهم بذلك إنما يؤكدون حقوقهم وحقوق عوائلهم من خير العراق الذي لا بد له ان يشمل كل عراقي، فكيف الأمر بالنسبة لأولئك الذين يحترقون كشموع من اجل العراق؟

وبهذا الإنذار المبكر يكون المعلمون قد وضعوا الجميع إمام توقيتات، الاعتصام أولا ثم الإضراب لاحقا إذا لم تتم الاستجابة لمطاليبهم. ومثلي مثل الملايين من ابناء شعبنا أعرف صعوبة الأوضاع التي هم فيها، وان معاناتهم أصبحت لا تطاق، وان شكواهم لم تجد، على ما يبدو، من يصغي إليها، وان صبرهم لم يعد يحتمل من كثرة الوعود وعسل الكلام. فيا ترى أي وضع هم فيه الآن، والى أي درجة من الغضب وصلوا؟

يشهد تاريخ العراق المعاصر مواقف جليلة للمعلمين، وسجل وقفاتهم مع قضايا شعبهم ووطنهم، كبير ومشرف. فقد قدموا التضحيات الكبيرة جراء وطنيتهم، ولم يبخلوا بعطاءاتهم في سبيل ترسيخ قيم الخير والإنسانية والمثل وسائر القيم الطيبة.

واذكر للمعلمين في كردستان وقفتهم الأبية، في فتح صفوف الدراسة للطلبة، دون ان يستلموا درهما واحدا، او ينتظروا استلام راتب، بعد انتفاضة آذار المباركة عام 1990، في اشد أيام الحصار المزدوج ضراوة على كردستان، حيث الحصار الدولي الظالم الذي شمل العراق كله، وحصار الدكتاتورية. وبإعمالهم ومبادراتهم الجليلة تلك، سجل المعلمون هناك مأثرة كبيرة إذ فتحوا كوة الأمل، لكسر الحصار.

وما ان بدأت بشائر كسر الحصار والانتصار عليه، حتى بادرت حكومة الإقليم آنذاك، بتكريم المعلمين تكريما معنويا وماديا ترك أثرا طيبا عندهم. وتواصل دعم حكومة الإقليم لهم، وهم يتطلعون الى الأكثر، ولهم الحق في ذلك، واذ نشير الى هذا المثال نتطلع أن يحظى المعلمون من باقي مدن العراق بتكريمهم ومساواتهم مع زملائهم في إقليم كردستان.

ان المعاناة الشديدة التي مرّت على المعلمين، والمخاطر الحياتية البالغة التي تعرضوا لها، وصمودهم ونجاحهم في استمرار العملية التعليمية، رغم الإرهاب الذي طال المدارس، والتصفيات الطائفية وتهديدات المليشيات وعمليات التهجير، تتطلب من كل منصف ان لا يترك المعلمين وحدهم. وعلى الحكومة الاتحادية عدم نسيان شجاعة المعلمين ونكران ذاتهم، وروحهم الاقتحامية المقدامة التي لولاها لانهارت العملية التعليمية والتربوية في العراق، هذا الخيار المدمر الذي راهنت عليه كل قوى الشر والإرهاب، وخسرته جراء البسالة النادرة للمعلمين الذين انتصروا للعراق عبر إرادة خيرة ونبيلة.

للمعملين طاقة تحمل كبيرة، فهم من علّم ويعلّم الحرف والعلم والتربية والأمل. انهم يؤدون واجباتهم بصبر وأناة وإتقان، ولم يطلبوا أكثر من تحسين مستويات الرواتب وصرف مخصصاتهم، بعد طوال معاناة. ويجب ان يتذكر الجميع ان المعلمين يعرفون حجم الأموال التي ذكرتها الأرقام المعلنة في الموازنة الكبيرة لعام 2008، فكيف لو طالبوا بحقهم في الأرقام غير المعلنة؟ عندها بالتأكيد ستكون لهم، قبل غيرهم، وقفة أخرى.

المعلمون بحاجة إلى رعاية استثنائية وحلول ملموسة لمشاكلهم، فلا تدعوهم يلجأون إلى الخيار الأخير: خيار الإضراب العام. اننا نراهن على النظرة الحكيمة بدلا من ما تفعله النعامة!





#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشفافية في عقود النفط تكفل الحقوق
- صحوة للقضاء على المفسدين في ال...بطاقة التموينية
- قبيل إقرار قانون الخدمة الجامعية
- التحسن الأمني...حتى لا يكون مؤقتاً
- حتى يعودو ...
- المفسدون... في البطاقة التموينة
- الدور المرتقب للعشائر المسلحة
- الحل يكمن بعيدا عن الاجتياح العسكري
- الحكمة تتطلب حشد جهود المخلصين
- الطريق نحو انفراج الازمات
- مقترح قانون التوازن، تجسيد للطائفية
- نحو حوار وطني شامل
- التسامح والمصالحة لا تعني العفو عن القتلة والمجرمين
- حكومة الوحدة الوطنية الى اين؟
- الجيش العراقي وتأخير تسليحة
- اعداد قواتنا المسلحة مهمة وطنية
- المشروع الوطني الديمقراطي ..مشروع لاستقرار ونهضة العراق
- كلمة في المؤتمر الرابع لانصار الحزب الشيوعي العراقي
- ثمة خيار اخر
- المشروع الوطني: نكبر به ام نكابر عليه؟


المزيد.....




- Visit of the WFTU Palestinian affiliates in Cyprus, and meet ...
- “100.000 زيادة فورية mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية توضح ...
- WFTU Socio-Economic Seminar at Naledi, Maseru Lesotho.
- زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 استعلام جدول الرواتب ا ...
- “بزيادة 100 ألف دينار mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية روا ...
- منحة البطالة للمتعثرين.. كيفية التقديم في منحة البطالة للمتز ...
- فرصة جديدة.. رابط التسجيل في منحة البطالة بالجزائر مع الشروط ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1793 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- “حالًا استعلم” .. رابط الاستعلام عن وضعية منحة البطالة في ال ...
- مكافأة مع مع القبض لبعض الموظفين .. بشرى سارة.. مواعيد صرف م ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جاسم الحلفي - قف للمعلم.... قف مع المعلم