أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - حكومة الوحدة الوطنية الى اين؟














المزيد.....

حكومة الوحدة الوطنية الى اين؟


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نفذت قائمة التوافق العراقية تهديدها بسحب وزرائها من الحكومة، وسارع وزراؤها لتقديم استقالاتهم، التي رفض السيد رئيس الوزراء قبولها، داعيا الى الحوار والتفاهم من اجل استمرار عمل الحكومة على ضوء برنامجها الوزاري الذي تم التصويت عليه ابان القسم في مجلس النواب.
واعقب ذلك نشاط واسع بذله، ويبذله وسطاء بين الطرفين من اجل ردم الهوة ، والتفاهم على النقاط التي وردت في المذكرة التي قدمتها جبهة التوافق الى رئيس الوزراء، لكن حتى هذه اللحظة لم نشهد اي تقدم ملموس يشير الى انفراج، يبشر بافاق لحل الازمة في وقت قريب، رغم النشاط الواسع الذي يبذله عدد من المتنفذين والسياسيين العراقيين وفي مقدمتهم السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية الذي يسعى من خلال جهوده المكثفة الى ايجاد تفاهمات واقعية للعمل الوطني المشترك.
ولم تمض ايام حتى عقد خمسة اعضاء من القائمة العراقية في بغداد يوم الثلاثاء الفائت مؤتمرا صحفيا، سلطوا فيه الضوء على تعليق القائمة ومقاطعتها لجلسات الحكومة العراقية.
ان القرار المذكور جاء على عجل ودون تشاور كاف ، بين اعضاء القائمة وممثليها، لاتخاذ هذا القرار الذي ينبغى التفاهم عليه بشكل دقيق، لما يشكل من اهيمة وخطورة في آن ، خاصة ان توقيته جاء بعد انسحاب وزراء جبهة التوافق، مما يولد فهما ملتبسا عند الناس حول استقلالية القائمة العراقية، وتنسيقها مع جهات هي لا تنطلق - بالضرورة - من مواقف القائمة العراقية التي تتبنى المشروع الوطني الديمقراطي، الذي يؤكد على الواقعية والعقلانية والنهج الوطني ونبذ الطائفية السياسية والجهوية. الداعي الى التمسك بالخيار الوطني والهوية الوطنية العراقية، والاعتراف بالمواطنة العراقية ودورها في بناء دولة دستورية حديثة، تقوم على المساواة بين ابناء الشعب العراقي بغض النظر عن الانتماءات الاثنية والدينية والطائفية، وتحترم في الوقت نفسه الخصوصيات، وتحافظ عليها في اطار الوحدة الوطنية.
كما لا بد من التأكيد بان الانسحاب من الحكومة او تعليق المشاركة في جلساتها هي ليست الطريقة المثلى لحل الازمة، ولا هو الطريق الصحيح لاجبار الحكومة على التمسك ببرنامجها الوطني، ولا يفضي بالضرورة الى اعادة التوازن الوطني وليس الطائفي في تشكيلاتها، لكن ذلك ربما يؤدي الى اضعاف الحكومة واسقاطها، دون اعداد وتحضير واضح وملموس، لحل وتفاهم وطني، وجاهزية وطنية كافية لتشكيل حكومة وطنية حقيقية بديلة، تكون بعيدة عن النهج الطائفي والمحاصصات الطائفية المقيتة.
كما ينبغي الاشارة في الوقت نفسه الى ابتعاد السيد رئيس الوزراء كثيرا في سياسته عن البرنامج الوزاري، الذي شكل في ذلك الوقت برنامجا وطنيا عبر عن اتفاق القوى الوطنية المساهمة في الحكومة، فبدلا من أن نشهد على سبيل المثال تنفيذ مشروع المصالحة الوطنية واشراك القوى التي لم تسهم في العملية السياسية، وجذبها للعمل معنا، نجد انسحابا لقوى اساسية في العملية السياسية، وبدل ان نشهد توافقا وطنيا بعد كل نجاح يتحقق على الصعيد الامني نرى تأزما في الوضع السياسي ينذر باخطار غير قليلة، وبدلا من ان نرى تقدما في تقديم الخدمات للموطنين، نشهد تراجعا واضحا في هذا المجال، اضافة الى استشراء الفساد والرشوة. وبدلا من الاستفادة من القوى الوطنية والكفاءات المخلصة للعراق وتقدمه، نشهد هجرة واسعة للعقول العراقية حيث لا تجد من يحميها من الخطف والتهديد والابتزاز.
وبدل ان نرى طاقم عمل السيد رئيس الوزراء متنوعا يعبر عن تنوع القوى الوطنية وتعدد امكانياتها، نسمع حديثا واسعا يدور عن اعتماده على مجموعة من المستشارين، في غالبيتهم ينتمون الى جناح السيد المالكي في حزب الدعوة الاسلامية، وكثيرا مانسمع تصريحات عبر فيها قادة الحزب ذاته عن تذمرهم من اداء هؤلاء المستشارين وضعف امكانيتهم، وخطورة الدور الذي يضطلعون فيه.
فالحكومة التي تضع برنامج المصالحة بين اولوياتها، والاعمار والبناء في مقدمة اعمالها، والامن والسلام والعيش المشترك في مقدمة برنامجها، الحكومة التي تراهن على حشد الناس لدعم خطواتها، هي بأمس الحاجة الى الانفتاح على جميع القوى سواء المشاركة معها في الحكومة، ومنها قوى كافحت الدكتاتورية، ومشهود لوطنيتها ونزاهتها، او تلك التي تستهدفها سياسة المصالحة الوطنية.
ينبغي على حكومة تقول انها حكومة وحدة وطنية ان تعمل على اشراك الجميع في تحمل المسؤوليات الوطنية، وليس اضعاف مشاركتهم، وتهميشهم، واستمراء انسحابهم.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش العراقي وتأخير تسليحة
- اعداد قواتنا المسلحة مهمة وطنية
- المشروع الوطني الديمقراطي ..مشروع لاستقرار ونهضة العراق
- كلمة في المؤتمر الرابع لانصار الحزب الشيوعي العراقي
- ثمة خيار اخر
- المشروع الوطني: نكبر به ام نكابر عليه؟
- السلم الأهلي .. وليس المزيد من السلاح
- نحن والقائمة العراقية الوطنية
- تلوث مياه الشرب...ارهاب اخر!
- قبل فوات الاوان .....!
- حراك سياسي... لتأمين الخبز والعمل!
- التيار الديمقراطي والتحديات التي تواجهه
- سؤال حول المؤتمر الثامن إبان انعقادة
- اشارة أمل!
- راية أيار ترفف مجددا
- التوافق والمصالحة الوطنية هما الجدار الآمن
- تحية ل - طريق الشعب- التي فازت
- فرض القانون ... ثغرات ينبغي تلافيها
- إستنهاض قوى التيار الديمقراطي.. مسؤولية وطنية
- على شرف الذكرى.... واحنة دربنا معروف


المزيد.....




- تخرج يوميًا للبحث عن طعام لوالديها المريضين وإخوتها وسط الجو ...
- السيسي: ما يحدث في غزة -حرب إبادة جماعية مُمنهجة-.. وانتقاد ...
- بعد سؤالها عن -أسباب الثقة في المصادر-.. أمن الدولة العليا ت ...
- هل أوفى ستيف ويتكوف بوعده للسيدة التي قابلها في غزة؟
- صحوةٌ بعد 6 قرون.. بركان روسي يثور لأول مرة منذ 600 عام
- قبل 20 عاماً انسحبت إسرائيل من غزة.. هل تعود إلى القطاع بقرا ...
- تقارير: إسرائيل تستعد لمرحلة جديدة من الحرب والسيطرة الكاملة ...
- شركة أرامكو السعودية تعلن تراجع أرباحها جراء انخفاض أسعار ال ...
- من مصدات السيارات إلى صناعة الأثاث.. ورش تركية تعيد تدوير ال ...
- 5 خطوات لحمايتك من الإجهاد مع تزايد الحرارة وتغير المناخ


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - حكومة الوحدة الوطنية الى اين؟