أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - التحسن الأمني...حتى لا يكون مؤقتاً














المزيد.....

التحسن الأمني...حتى لا يكون مؤقتاً


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2101 - 2007 / 11 / 16 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتلمس المواطنون في العاصمة بغداد تحسناً ملموساً في الوضع الأمني. ومن مؤشرات هذا التحسن انحسار عمليات الخطف والسلب والقتل على أساس طائفي، وتراجع وتيرة التفجيرات والمفخخات، مما خلق أجواءً مشجعة لحركة الناس التي بدأت تزداد يوميا، وهذا ما يشهده المرء بوضوح في الأسواق والمتاجر والساحات والحدائق العامة. وفي هذا الإطار هناك حقيقة واضحة لا ينبغي ان تغيب عن الأذهان، تؤكد على الدور الفاعل للمواطنين ومشاركتهم النوعية في الدفاع عن وطنهم، وإسهامهم بمسؤولية في تحقيق الأمن، انطلاقا من الشعور بواجبات المواطنة، ونبذ العنف وأهمية العيش المشترك. غير ان القلق لايزال ينتاب سكان بغداد، ولهم كل الحق في ذلك، فالسنوات السابقة التي مرت عليهم كانت قاسية ومؤلمة، وتركت مآسي غير قليلة.
ولكي يتبدد القلق ويصبح الانفراج حقائق ثابتة وواقعاً معاشاً، ينبغي على الحكومة ان تجعل من التحسن في الوضع الأمني منطلقا قويا للمضي في تقديم مبادرات تنطلق من المصلحة الوطنية، التي تتطلب حشد كل الجهود وتنسيقها من اجل تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية، فهذه الوحدة لا يمكن ان تثمر دون سياسة واقعية منفتحة على الآخرين، وإشراكهم في عملية صنع القرار الوطني وتنفيذه، وعبر تفعيل سياسة المصالحة الوطنية.
وفي هذا السياق، تأتي أهمية التعاطي الايجابي مع فكرة الوساطة بين الحكومة والمجلس السياسي للمقاومة، الذي أعلن عنه أخيرا، رغم الملاحظات على طريقة وشكل إعلان الوساطة، التي بدت وكأن الهدف منها هو الاستثمار السياسي لهذه القضية من طرف الوسيط.
ومن جانب آخر لم تكن الطريقة التي تعاملت فيها الحكومة مع استقالات وزراء (التوافق) مناسبة، في وقت مطلوب منها إيجاد حلول للمشكلات التي حصلت مع الكتل السياسية، مما ولد الانطباع بان الحكومة سرعان ما أصابها الغرور من نشوة النصر، رغم محدوديته على الجانب الأمني، وهذا ما يخلق القلق. والسؤال كيف تتعامل مع الآخرين لو قدر لها تحقيق انجازات اكبر؟
على الحكومة ان تعي بأنها ما تزال أمام تحديات غير قليلة ، فلا زالت هناك ملفات ساخنة تشكل أولويات عند الكثير من السياسيين فضلاً عن المواطنين، وفي مقدمة هذه الأولويات، هي حاجات الناس ومطالبها، تلك المطالب الواقعية والمهمة في آن. وتأتي الخدمات وتحسينها وتقديمها الى المواطنين في المقدمة من تلك المطالب.
وان مقياس نجاح الحكومة في أداء واجباتها أمام المواطنين، لا يقتصر على معيار التقدم في الجانب الأمني فقط، على أهمية ذلك، بل على ما يحصل عليه المواطن من خدمات، وليس على كميتها فحسب، بل على نوعيتها وديمومتها وطرق إيصالها للناس. لذا نؤكد دائما على أهمية تقديم الخدمات للمواطنين، والتعامل مع هذه المهمة كهدف دائم لا يمكن التغاضي عنه.

وهناك معيار آخر لمدى نجاح الحكومة، هو تمكنها من تأمين عودة المهجرين الى مناطق سكناهم بعد ان شهدت مناطق عديدة تهجيرا واسعا. صحيح ان الفترة الحالية لم تشهد نزوحا طائفيا، لكن الصراع الطائفي لم يترك منطقة دون ان يشوهها، ويجعلها مناطق مغلقة حصرا لهذه الطائفة او تلك.
ان ما يشهده الوضع الحالي من تحسن في الوضع الأمني قد يكون ظاهرة مؤقتة ما لم يرسخه الواقع وعبر توافقات سياسية واضحة.
فمازال أمام الحكومة العمل الكثير، فهل تجرؤ على التقدم الى الإمام وتمضي نحو توافق وطني أم تواصل المراوحة في مكانها؟



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى يعودو ...
- المفسدون... في البطاقة التموينة
- الدور المرتقب للعشائر المسلحة
- الحل يكمن بعيدا عن الاجتياح العسكري
- الحكمة تتطلب حشد جهود المخلصين
- الطريق نحو انفراج الازمات
- مقترح قانون التوازن، تجسيد للطائفية
- نحو حوار وطني شامل
- التسامح والمصالحة لا تعني العفو عن القتلة والمجرمين
- حكومة الوحدة الوطنية الى اين؟
- الجيش العراقي وتأخير تسليحة
- اعداد قواتنا المسلحة مهمة وطنية
- المشروع الوطني الديمقراطي ..مشروع لاستقرار ونهضة العراق
- كلمة في المؤتمر الرابع لانصار الحزب الشيوعي العراقي
- ثمة خيار اخر
- المشروع الوطني: نكبر به ام نكابر عليه؟
- السلم الأهلي .. وليس المزيد من السلاح
- نحن والقائمة العراقية الوطنية
- تلوث مياه الشرب...ارهاب اخر!
- قبل فوات الاوان .....!


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - التحسن الأمني...حتى لا يكون مؤقتاً