أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - القصف المنسي والاجتياح المؤجل!














المزيد.....

القصف المنسي والاجتياح المؤجل!


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتوقف القصف الجوي التركي للشريط الحدودي العراقي، منذ الاعلان عنه في نهاية السنة الماضية، ولم تتم متابعة هذه القصف اليومي لقرى كردستان الآمنه، كما يبنغي. بالمقابل لم يلحظ المتابعون، مصير القرويين الاكراد والرعاة الذين تركوا قراهم ومراعيهم، لسبب لم يقترفوه، سوى تواجدهم في المناطق الحدودية التي تتعرض للقصف ومنذ اشهر، ولم يتم احصاء الخسائر الذي تعرض لها هؤلاء الفقراء، جراء تشردهم من قراهم ومراعيهم. ويظهر ان هذا هو " المكسب الوحيد " الذي حققه الجنرالات الاتراك من خلال القصف اليومي لاراضي كردستان العراق.

المزاعم التي تدعيها الحكومة التركية والقائلة بأن الهدف من هذا التصعيد العسكري هو ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني والقضاء عليها، هي في الواقع مزاعم لا يمكن تصديقها، خاصة وان العالم يعرف ان القوات العسكرية التركية نفذت طيلة الربع الاخير من القرن 24 اجتياحا. ورغم التحضيرات العسكرية الواسعة، واستخدام احدث الاسلحة، لم تحقق تلك الاجتياحات شيئا يذكر من هذه المزاعم. فالتصعيد العسكري، في كل الاحوال، طريق يعقد الحل ويخلف خسائر بشرية ومادية غير مبررة. وبينت التجربة ان طريق الحلول العسكرية لن يحل المشكلة إطلاقا لأن أساس المشكلة يكمن في الاعتراف بحقوق شعب يبلغ تعداده أكثر من عشرين مليون نسمة في كردستان تركيا ومشكلته قائمة قبل وجود حزب العمال الكردستاني وستبقى تنتظر حلا سلميا ديمقراطيا عادلا.

واذا تجاوزنا التحليلات العمومية وبحثنا في جوهر المشكلة امكننا القول ان ملاحقة حزب العمال لم تكن السبب الوحيد للتصعيد، بل انها ذريعه مفضوحة وراء التحرك التركي لاجتياح كردستان العراق، تليها قضية كركوك التي تنتظر الحل حسب المادة (140) من الدستور العراقي التي تنص على إجراء استفتاء عام حول مصيرها، لتكون سببا اخر ضمن التدخلات الإقليمية القوية التي تعمل على الحيلولة دون تنفيذ المادة المذكورة، هذا اضافة الى محاولات زعزعة الاستقرار في اقليم كردستان، وتهديد التجربة الفدرالية التي لا تروق للسياسة التركية.

واذا كانت قضية كركوك تعتبر قضية داخلية عراقية تخص الشعب العراقي، والنظام السياسي في العراق، وبالتالي لا يحق لاي دولة اخرى، اقليمية أو غيرها، من التدخل فيها وفرض اجندتها بشأنها، فانه بالمقابل تعتبر مشكلة تركيا مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني مشكلة تركية داخلية تحل داخل البلد ذاته، ولا شأن للعراق بها وليس من الصحيح تصدير مشاكل تركيا الداخلية الى بلادنا.

ختاما لا بد من القول انه، رغم كل مظاهر التصعيد العسكري واستخدام القوة أو التهديد باستخدامها، يبقى الرهان على الخيارات والحلول السلمية ومستقبل الاستقرار في المنطقة قائما. ففي الوقت الذي تتطلع فيه الشعوب الى السلام والتاخي والوئام، وابعاد شبح الحرب عنها، وارساء انظمة ديمقراطية مستقرة، وبناء بلدانها وتنميتها وتطويرها، نجد هناك من يراهن على خيارات العنف وقعقعة السلاح. ولقد بينت التجربة أن من يراهن على غير الحلول السلمية سيكون رهانه خاسرا، إذ ليس هناك من افق لاي رهان ضد مصالح شعوب المنطقة التي تتطلع الى السلام والوئام، وتناضل من اجل تخفيف التوترات وازالة حالة الاحتقان، عبر حلول مقبولة، ومعقولة تستند الى لغة الحوار والتفاهم والمصالح المشتركة وليس الى لغة الحرب المدانة.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة المطلبية في العراق حركة واعدة
- مدنيون- ديمقراطيون هل من خطوة اخرى؟
- وقعت نداءكم وامشي معكم.. وخطوتي وحدي!
- المفسدون في....شبكة الحماية الاجتماعية
- مدنيون...ونزدهر في النور
- القضايا الاجتماعية في الميزانية... وجدل الوزراء
- اتفاقية الجزائر... كي تحترم يجب ان تمر عبر طريق اخر
- كي نتبادل بطاقات العيد بامانٍ اخرى
- قف للمعلم.... قف مع المعلم
- الشفافية في عقود النفط تكفل الحقوق
- صحوة للقضاء على المفسدين في ال...بطاقة التموينية
- قبيل إقرار قانون الخدمة الجامعية
- التحسن الأمني...حتى لا يكون مؤقتاً
- حتى يعودو ...
- المفسدون... في البطاقة التموينة
- الدور المرتقب للعشائر المسلحة
- الحل يكمن بعيدا عن الاجتياح العسكري
- الحكمة تتطلب حشد جهود المخلصين
- الطريق نحو انفراج الازمات
- مقترح قانون التوازن، تجسيد للطائفية


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - القصف المنسي والاجتياح المؤجل!