أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاسم الحلفي - مدينة الصدر تراهن على استبدال البندقية بالسلام والتنمية














المزيد.....

مدينة الصدر تراهن على استبدال البندقية بالسلام والتنمية


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 09:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما ان يتوتر الوضع الأمني في أي مدينة من العراق حتى تتوجه الأنظار الى مدينة الصدر (الثورة)، إذ عدّها المحللون والمتابعون بأكثر مناطق بغداد اضطرابا، فالمدينة أصبحت ثكنة عسكرية، ومخزناً لتكديس السلاح ومختلف الاعتدة، مما جعلها مسرحا للعنف المتواصل، حتى بات الهدوء حلما يراود ساكنيها الطيبين، وجلهم من الطبقات الفقيرة والمعدمة والمهمشة وغالبيتهم من العمال البسطاء وذوي الدخل المحدود.
المدينة تشكو من نقض كبير في الخدمات، وهي مهملة ومغضوب عليها من قبل السلطات الحاكمة منذ إنشائها في أوساط القرن الماضي، باستثناء بعض الفترات القصيرة، وظلت مرتعا خصبا لمختلف الإمراض الصحية والبيئية والاجتماعية. لكن وبرغم الإهمال المتعمد للمدينة وسكانها، ونظرة معظم حكام العراق السابقين الاستعلائية والمستخفة بها، فقد رفع أبناؤها اسم العراق عاليا في المحافل الوطنية والدولية، وأبدعوا في الفن والرياضة والعلوم وحققوا نجاحات ستبقى عالقة في ذاكرة التاريخ. فعلى سبيل المثال أحرز رياضيوها نجاحات باهرة، ومثلوا العراق خير تمثيل في ابرز المباريات الدولية، وخاضوا التحدي باسم العراق، فيما أسهم مثقفو وفنانو المدينة في رفد كل ما هو جميل في الفن والإبداع والثقافة العراقية الإنسانية.

من المؤكد ان مدينة بهذه المواصفات والخصائص لا تحتاج الى القتال ولا الى العنف وما يخلف من جروح وندوب تترك أثارا موجعة على الحياة الإنسانية. فمن المعروف للجميع ان المدينة أخذت " حصتها " من الحروب والنكبات التي مرت على العراق، حيث كان أبناء هذه المدينة جنودا ووقودا لـ " القادسيات " المدانة للنظام المقبور. فهي، وبعد كل هذه الويلات، لا تحتاج الى المزيد من الأرامل والأيتام، بل الى المياه الصالحة للشرب والكهرباء وتحسين شبكة الصرف الصحي حيث تعاني من طفح المياه الثقيلة ودخولها إلى البيوت، وتحتاج ايضاً الى اصلاح الطرق، ومكافحة البطالة المنتشرة بشكل مفلت في أوساط مختلف الشرائح العمرية وفي مقدمتهم الشباب، وتحسين مستوى التعليم، وتقديم الخدمات الطبية ومكافحة الإمراض.

إن تواصل العنف والإصرار عليه والاستماع الى من يشجعه ويدعو اليه هو الداء الذي يجب ان يستأصل عبر جعل المدينة مدينة للامان والسلام بعيدا عن السلاح وقعقعته، وغلق بؤر التوتر وتبديد القلق، عبر تجنيبها التصعيد العسكري، وحماية أرواح المدنين عموما، والأطفال والنساء والشيوخ على وجه الخصوص الذين يذهبون ضحيا لصراع لا يعنيهم ولا ينفعهم، وعلى ما يبدو غير عابئ بحياتهم وغير معني بمعاناتهم، على ان تكون مصالح المدينة وسكانها الكثيرين في المقدمة، ما يتطلب تجنيبها صراعات لا مصلحة لها فيها ولا تساعد على تقدمها وحل مشكلاتها بل تفاقمها وتضيف لها والحرص على إبعاد المدينة عن ان تكون أداة بيد البعض ممن يسعون لجعلها أداة لتوسيع النفوذ وفرض سلطات هي غير سلطات الدولة ومؤسساتها.

ان المدينة تحتاج الى إطلاق حملة أعمار واسعة واعتماد إستراتيجية تنموية خاصة بها. فالخراب الذي يعمها كبير، والتخريب الذي عانته وتعانيه وصل الى مديّات خطيرة، والتضخم السكاني فيها هو من الاتساع بحيث بات خطرا يهددها ولا تستطيع تحمله.

ليتم البدء بالأعمار، ولتكسر جدران الإهمال الذي رافق عمر المدينة منذ تأسيسها، فمواطنوها يستحقون كل الدعم لإخراجهم من الأوضاع الصعبة والتهميش الذي يعانونه. انهم جديرون بذلك وليكن الخيار التنموي بديلا للعنف والعنف المضاد.
ذلك ان ما تحتاجه المدينة، ليس العنف، مع كل ما يرافقه من آلام ومآسٍ، بل الامن والسلام والتنمية.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا بالأرقام لسيارات لا تحمل أرقاماً!
- -الطريق- وشرطي المرور الذي بقى!
- مؤتمر الحزب الشيوعي الكوردستاني والمهمة الممكنة
- القائمة العراقية الوطنية وتباين المواقف
- قانون مجالس المحافظات بين إقرار البرلمان ونقض الرئاسة
- استهداف رجل مسالم و شجاع
- فوز متوقع لشيوعي مقدام
- القصف المنسي والاجتياح المؤجل!
- الحركة المطلبية في العراق حركة واعدة
- مدنيون- ديمقراطيون هل من خطوة اخرى؟
- وقعت نداءكم وامشي معكم.. وخطوتي وحدي!
- المفسدون في....شبكة الحماية الاجتماعية
- مدنيون...ونزدهر في النور
- القضايا الاجتماعية في الميزانية... وجدل الوزراء
- اتفاقية الجزائر... كي تحترم يجب ان تمر عبر طريق اخر
- كي نتبادل بطاقات العيد بامانٍ اخرى
- قف للمعلم.... قف مع المعلم
- الشفافية في عقود النفط تكفل الحقوق
- صحوة للقضاء على المفسدين في ال...بطاقة التموينية
- قبيل إقرار قانون الخدمة الجامعية


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاسم الحلفي - مدينة الصدر تراهن على استبدال البندقية بالسلام والتنمية