أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلفي - كي لا تصادر اصواتنا














المزيد.....

كي لا تصادر اصواتنا


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2360 - 2008 / 8 / 1 - 11:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تكن قضية كركوك على اهميتها، هي الثغرة الوحيدة في قانون انتخابات مجالس المحافظات، بل ان هناك قضايا مهمة اخرى لا تقل خطورة عنها، فبالتصويت على القانون، يكون المصوتون قد رسمو خطا، لا نتمنى ترسيخة، هو التشريع القانوني للمحاصصة، كما جاء في الفقرة ثانياً من المادة (24) من القانون حول كركوك. وهذا اول قانون يقسم محافظة من محافظات العراق على اسس اثنية، ويوزع السلطات فيها وفقا لذلك، مما يضع بداية خطرة لتقسيم محافظات اخرى، على اساس اثني هذه المرة، وربما على اساس طائفي في مرات اخرى. وخطورة هذا الوضع تكمن بما يولده من تداعيات تهدد الوحدة الوطنية، وينسف الجهد الذي بذله ويبذله المخلصون في المحافظة على النسيج الوطني والاجتماعي العراقي، الذي تحترم فيه الخصوصيات، ويقر فيه الجميع على ان التنوع الاثني والديني والفكري في العراق هو ثراء وغنى للمجتمع وليس عامل اضعاف وانقسام وصراع.
ليس هذا وحسب بل ان الفقرة ثالثاً من المادة (24) تثير القلق لانها تشير الى استقدام وحدات عسكرية من جنوب ووسط العراق لمسك الملف الامني في المدينة، وتبين هذه النقطة عدم ثقة المصوتين بالوحدات الوطنية التي تشكلت في المدينة، والتي اشترك فيها ابناء المحافظة من كل القوميات والاديان هذا من جانب. ومن جانب اخر تثير حفيظة الكرد الذين ما زالوا يستذكرون سنوات القمع السابقة
ان التصويت السري على الفقرة ( 24) الخاصة بكركوك، دون ان يصار الى اتفاق على التصويت السري هو قرار فردي، دع عنك ان تمرير القانون ووضعه في جدول العمل، بهذه الطريقة، دون التداول داخل هيئة رئاسة البرلمان لا يضعف الثقة وطريقة العمل المتبعة وحسب، بل انه يشكل خرقا للسياق القانوني، كما انه «مخالف لدستور الدولة العراقية»، كما عده الكثير من السياسيين والمختصيين العراقيين .
من جهة اخرى، هناك نقاط اخرى خطيرة مررت بالقانون لا تقل اهيمة عن قضية كركوك، منها حصة النساء حيث ضمن القانون مشاركتهن بالترشيح فقط دون ان يضمن ان فوز امراة بين كل ثلاث فائزين (حسب نظام الكوتا)، كما هي الوجهة التي تبناها السياسيون العراقيون.
أما الفقرة خامسا من المادة (14) من القانون فقد نصت على ما يلي: ( تمنح المقاعد الشاغرة عند وجودها للقوائم المفتوحة الفائزة التي حصلت على أعلى عدد من الأصوات بحسب نسبة ما حصلت عليه من المقاعد لاستكمال جميع المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية). وتعني هذه الفقرة ان يحصر توزيع المقاعد المتبقية – بحسب هذا القانون - بالقوائم الكبيرة فقط، وهو ما يشكل مصادرة لأصوات الناخبين وتعديا على حقوق الأقليات والقوائم الصغيرة والمرشحين المستقلين.
وتكمن خطورة الفقرة اعلاه في انها تساهم في تضييق التمثيل، وخنق التنوع، وتحديد المشاركة التي هي الاساس في العملية الديمقراطية، خاصة والعراق يمر بمرحلة انتقالية، يحتاج فيها الى ترسيخ المشاركة وتشجيعها.

وقد وصف العديد من المراقبين هذه الخطوة بالخطرة فيما سماها سياسيون بارزون بالانقلاب الكبير على منهج العملية السياسية التوافقي. ومن جانبها وصفت رئاسة إقليم كردستان مصادقة البرلمان العراقي على قانون الانتخابات بأنه عملية سياسية الهدف منها «الانقلاب على الدستور»، معلنة في نفس الوقت عدم التزامها بنتائجها. كما ان الاحداث الدامية التي وقعت في كركوك يوم الاثنين الماضي، والمضاهرات والاحتجاجات التي انطلقت في المحافظات الكوردستانية، والجدل الواسع بين السياسيين حول القانون وطريقة تمريرة، كل ذلك يبين خطورة هذا القانون واستاحة ان تطبيقه بصيغته الراهنة، فمجلس الرئاسة سرعان ما نقضه. الامر الذي سيؤدي الى اعادة القانون المذكور، مرة ثانية الى البرلمان كي يقول فيه كلمة اخرى، وبمسؤولية اكبر هذه المرة، وسيتيح ذلك الفرصة مرة اخرى للعراقيين على مختلف انتماءاتهم للمساهمة في صياغة قانون يضمن مصالح الجميع ويعبر عن تطلعاتهم وامالهم، ويوفر الفرصة لتعديل الفقرة التي تخص المراة وكذلك توزيع المقاعد المتبقية على اكبر كسر متبقس من الاصوات، وليس لاكبر قائمة، بخلاف منطق الحساب والديمقراطية.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدار قبل الجار
- الديمقراطيون و انتخابات مجالس المحافظات
- حين افتقدنا الزعيم
- قمة روما وأزمة الغذاء في العراق
- الانتخابات بين إقرار القانون وتحديد موعد إجراءها
- انصفوا اللاجئين العراقيين...واعينوهم
- الاتفاقية العراقية الامريكية ... تعجيل ام تأجيل؟
- كي تؤكد للناس ان الأمن مستتبٌ ..... تّحرك معهم!
- كنت وستبقى نزيها
- برنامج خاص لمهمات عامه
- بعد إعمار البصرة!
- انتخابات مجالس المحافظات واستحقاقاتها
- غدا ليس -كل خميس-
- مدينة الصدر تراهن على استبدال البندقية بالسلام والتنمية
- ضحايا بالأرقام لسيارات لا تحمل أرقاماً!
- -الطريق- وشرطي المرور الذي بقى!
- مؤتمر الحزب الشيوعي الكوردستاني والمهمة الممكنة
- القائمة العراقية الوطنية وتباين المواقف
- قانون مجالس المحافظات بين إقرار البرلمان ونقض الرئاسة
- استهداف رجل مسالم و شجاع


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلفي - كي لا تصادر اصواتنا