أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - رأي في اجتثاث البعث والمصالحة














المزيد.....

رأي في اجتثاث البعث والمصالحة


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الحزب الشيوعي العراقي مع فكرة اجتثاث البعث أصلا ، ليس لأنه لا يملك رؤيا عما فعله النظام البائد من خلال سياسة تبعيث المجتمع وتشويهه بل ان الامر عكس ذلك تماما. فالحزب الشيوعي عانى الكثير من سياسية البعث وبطش أجهزته القمعية، منذ انقلاب شباط 1963 الأسود، وفقد جراء تلك الممارسات البشعة، خيرة قادته ومناضليه وأصدقائه، هذا غير الملاحقات والفصل والاعتقالات والمحاكمات الصورية.

لكن حينما طرحت فكرة الاجتثاث لأول مرة في (مجلس الحكم) في اواسط عام 2003، رفض الحزب ممثلا بسكرتيره الأستاذ حميد مجيد موسى، تلك الفكرة، معللا رفضه، بسؤال جريء: كيف يمكن للضحية ان تسلك سلوك جلادها؟. فنحن ضحايا ممارسات أدينت في كل وثائقنا ولقاءاتنا، ورفضناها ووقفنا ضدها سنوات طويلة، فكيف يمكن ان نلجأ الى ممارسات كنا ضحايا لها. فالفكر لا يمكن اجتثاثه بقرارات فوقية، او بأوامر إدارية، إنما بانتهاج الديمقراطية، واتخاذ السلوك السليم، والممارسات القويمة سبيلا وطريقا جديدا. و ان اول خطوة يجب اتباعها فورا ودون تأخير، هي إنصاف ضحايا النظام السابق، من ذوي الشهداء و المفصولين السياسيين، والمهجرين وفي مقدمتهم الكرد الفيليين والمبعدين ، وتعويضهم تعويضا عادلا، وتقديم التسهيلات الضرورية لمناهضي الدكتاتورية والحروب والاضطهاد، سواء كانوا أحزابا او شخصيات سياسية وعسكرية ونقابية و فنية واجتماعية، وتقديم الدعم المناسب لهم كي يسهموا في بناء العراق الجديد.

بالمقابل، لا ينبغي ان يؤخذ الضحية بجريرة المجرم، والتأكيد على الفرق بين البعث كحزب استغل السلطة لممارسة القمع والإرهاب حتى ضد عدد من قياديه ، وبين المنتسبين له سواء من اقتنع بفكره، او انتمى له بالترغيب او الترهيب.
وان التعامل مع هذه القضية لا ينبغي ان ينطلق من الثأر والانتقام، بل من اعتبارات مصالحة وطنية شاملة تستند على إعلان الطلاق مع نزعات التسلط والاستبداد والتفرد وتعتمد مبدأ المصارحة والمكاشفة والاعتذار للشعب عن تلك الحقبة الدموية من التاريخ العراق، وإدانة كل عمل لحق الأذى بالإنسان العراقي وبالوطن وثرواته. ولابد ان يتم ذلك كله ليس من خلال أخذ تعهدات صورية، وإنما بقناعة تنطلق من ان العراق الجديد سيكون قويا حينما تترسخ قيم التنوع وتتوسع المشاركة السياسية فيه.
ان الرهان على هذه التوجهات لا يعني بأي حال من الأحوال إعفاء المجرمين عن ما اقترفت أياديهم من جرائم بحق الشعب والوطن والجيران، بل يجب ان يقول القضاء كلته بشأنهم.

والمفارقة هي حينما طرح الحزب الشيوعي موقفه المسوؤل والعادل والمتوازن هذا لم يتفق معه سوى احد أعضاء (مجلس الحكم) آنذاك، فيما ساد الوجوم الوجوه من هذا الطرح " المغالي في تسامحه " على حد وصف احدهم.
اما اليوم وبعد ان غير الكثير من السياسيين قناعتهم بذلك، وأصبحت المصالحة الوطنية سياسية مقنعه، ومقبولة ولا مناص منها لوحدة واستقرار العراق، فلا بد من المضي بها إلى أخر الشوط بمسؤلية وعدالة وتوزان، وهنا تكمن ثوابتها الاساسية التي بدونها تفقد المصالحه قيمتها وقوة جذبها. فالعراق لكل العراقيين، الذين يتوجب عليهم الاشتراك في تحمل المسؤوليات لبناء بلدهم الذي أثخنته جراح الحروب والإرهاب، وبات الفساد يعشعش في مختلف مفاصل الدولة والمجتمع. لذا لا ينبغي في كل الأحوال الابتعاد عن التوازن حين يتم تتبع خطوات المصالحة الوطنية، فالإنصاف هو المعيار الوحيد لتطمين الضحايا، كي يشعروا ان الظلم الذي لحق بهم قد ولى الى الأبد وان استعادة حقوقهم وتعويضهم عن سنوات الذل والهوان والحرمان هو نصب العين.
فالضحايا لا يريدون اكثر من ان يكون العراق لكل العراقيين، وان الهوية العراقية، هي الهوية التي يحتكم لها، والمواطنة هي الأساس، والكفاءة والنزاهة هما المعيار في التفاضل.
وهناك قضايا قد تبدو شكلية في ظاهرها لكن لدلالاتها مغزى كبيرا، منها تحويل بعض السجون الى متاحف، وإقامة نصب تذكارية لأبرز جرائم النظام وتبشيعها في الوعي الشعبي، كي لا يفكر احد مستقبلا بتكرارها بأي حال من الأحوال!






#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات واللعبة الصفرية
- التقييم حين يكون منتجاً
- نحو حملة واسعة ضد الانتهاكات ومن أجل التغيير
- الانتخابات... مفوضية -مستقلة- وقوانين غائبة!
- انتخبت بديلا اخر، فلا تستولوا على صوتي!
- المرشحون الاشباح والبرامج المنسية
- الانتخابات: هناك ثمة مفارقة
- المصداقية رهاننا رغم أموال -النهابين-
- فوز الديمقراطيين مرهون بتركيز أصواتهم
- الطريق المفضي إلى الفوز
- المراقب المحلي في الانتخابات
- الانتخابات وتقنيات التزوير
- فعل الانتخابات والمساهمة فيها
- عراقيون تحت مستوى الفقر!
- فضيحة مرتزقة -بلاك ووتر- الجديدة
- مدنٌ ظُلمتْ وتتطلع إلى الإنصاف
- عطش الفاو ما أغربه!
- زيارة الى بقايا الهور
- مراكز استطلاعات الرأي: إتاحة المعلومة ام تزييفها
- إسناد مؤسسات الدولة مسؤولية وطنية


المزيد.....




- -كان معي ملائكتي الحارسة-.. سيدة تنجو بأعجوبة من اقتحام سيار ...
- ما حقيقة الفيديو المنسوب إلى حرائق القدس؟
- تصريحات مؤرخ جزائري عن الأمازيغية تثير جدلاً واسعاً، ومحكمة ...
- في يومها العالمي.. هل تستعيد الصحافة في سوريا حريتها المسلوب ...
- استقالة (أو إقالة؟) رئيس حكومة اليمن إثر خلافات واستياء شعبي ...
- هل يؤجج قصف إسرائيل لسوريا نعرات طائفية؟
- عراقجي: اتهامات الغرب كاذبة واستفزازية
- مصر.. فتاة أجنبية تتسبب في أزمة والسلطات تتدخل
- بإشراف من الشرع.. مشروع سوري أمريكي لتحديث منظومة عمرها 30 ع ...
- الليبيون يحيون ذكرى معركة سيدي السائح


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - رأي في اجتثاث البعث والمصالحة