أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جاسم الحلفي - دعم النقابات ام محاصرتها؟














المزيد.....

دعم النقابات ام محاصرتها؟


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2598 - 2009 / 3 / 27 - 09:04
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ابان انهيار النظام الدكتاتوري، وانتشار عمليات السطو والنهب والسرقة، وسيادة الفوضى العامة، حتى بدا للكثير ان عودة الاوضاع الى مسارها الطبيعي ضرب من الخيال، في ذلك الوقت العصيب والخطير، بادر عدد من الشخصيات النقابية والاجتماعية، الى جانب الأحزاب الوطنية، الى إعادة تنظيم الحياة شيئا فشيئا، والوقوف بقوة لحماية مؤسسات الدولة، والتأكيد على ان تلك المؤسسات هي مؤسسات الشعب، وليست ملكا للنظام المقبور كي يتم الانتقام منها. وبهذا دافع العمال عن معاملهم، والموظفون عن مؤسساتهم.

وتطورت فكرة التنظيم تبعا لذلك، وتعددت إشكاله وتنوعت اختصاصاته، فكان منه النقابي والاجتماعي والمهني. واشّر ذلك الى وجود استعداد مجتمعي لإعادة البناء والتنظيم، وتحديا لفكرة انهيار الدولة العراقية، فالأرض باقية والشعب يمضي في تنظيم نفسه، وان الذي انهار هو النظام الدكتاتوري ومؤسسات القهر والاستعباد التي اختفت حال إحساسها بالخطر. ولأن المواطنين الواعين عز عليهم رؤية وطنهم مخربا، فقد انطلقو، رغم افتقارهم للموارد المالية والمادية الى بناء منظماتهم النقابية والاجتماعية والمهنية، غير عابئين بالمخاطر والصعوبات، فعزمهم وإرادتهم الوطنية والمهنية تنطلق من رغبتهم الشديدة لإعادة بناء العراق من خلال تنظيم المجتمع على أسس جديدة لا تنهار لأي سبب من الأسباب.

وحين يتم استعراض تلك الصفحات البطولية من الإصرار على بناء النقابات والجمعيات والاتحادات، فلا بد من التذكير بتلك التضحيات الجسيمة التي بذلت، خاصة من الذين قدموا أرواحهم، شهداء من اجل بناء التنظيم النقابي والاجتماعي والمهني الجديد.

لم يثن الإرهاب وأعماله الشريرة نقابيي العراق من ان يسهموا مع شعبهم وقواه الخيرة في اعمار ما خربته الحروب والاحتلال، والدفاع عن المصالح الطبقية والمهنية والتضامن وفضح الفساد، فضلا عن دورهم في بناء الوعي الوطني العام في الدفاع عن العراق، وبث الوعي الديمقراطي، والترويج للانتخابات والتشجيع على المساهمة فيها والتصويت على الدستور، والمساهمة في نشر قيم التسامح والمحبة والتعايش المشترك، والتأكيد على ان مؤسساتهم المهنية هي مؤسسات مفتوحة للجميع من ذوي الاختصاص، بغض الطرف عن أي انتماء فرعي، إنما الوطنية والمهنية هي العامل المشترك. وبهذا المعنى وقفوا بالضد من كل إشكال تقسيم المجتمع على أساس مناطقي وطائفي. و ناهضوا القيم الاستهلاكية والنزعات الأنانية والانكفاء على الذات.
وكان ولا يزال انطلاقهم في بناء وترسيخ منظماتهم ونقاباتهم من فكرة تؤكد ان التنظيم المهني والنقابي بشكل خاص والدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني بشكل عام هو احد الأسس لترسيخ الديمقراطية في المجتمع، وهذه هي الأطر السليمة والمتحضرة التي تنسجم مع متطلبات العصر وتقدمه وليست الأطر التقليدية التي تتعارض، في عدد من منطلقاتها وقيمها، مع الدستور والقانون.

لكن مما يدعو للاستغراب انه بدلا من دعم هذه النقابات والاتحادات وتقديم التسهيلات كي تنهض بمهامها ، فقد تم تجميد أموالها والتضييق، عملياًً، على نشاطها والتدخل في شؤونها، ومؤخراً صدرت قرارات من اللجنة الوزارية العليا المشرفة على تنفيذ قرار مجلس الحكم رقم 3 لسنة 2004، بتسليم النقابات الى لجان مؤقتة، هي غير اللجان والهيئات الإدارية التي بادرت إلى تشكيل هذه التنظيمات وسهرت وقدمت التضحيات وواصلت العمل طوال هذه السنوات رغم الإرهاب والتخريب.

ان النقابيين لم يكونوا ينتظرون من الحكومة الى هذا الموقف غير المنصف، بل توقعوا منها احترام استقلالية منظماتهم ورفع التجميد عن أموالها، وتكريم الرواد والمبادرين والقادة الذين كان لدورهم في بناء الوعي الوطني العام وفي تكريس قيم التمدن والتحضر والتقدم اثر واضح في السعي لاقامة العراق الجديد، فالدستور كفل لهم حقوقهم، لذلك ينبغي إنصافهم، بدلا من تهميشهم كما يجري الآن.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في اجتثاث البعث والمصالحة
- الانتخابات واللعبة الصفرية
- التقييم حين يكون منتجاً
- نحو حملة واسعة ضد الانتهاكات ومن أجل التغيير
- الانتخابات... مفوضية -مستقلة- وقوانين غائبة!
- انتخبت بديلا اخر، فلا تستولوا على صوتي!
- المرشحون الاشباح والبرامج المنسية
- الانتخابات: هناك ثمة مفارقة
- المصداقية رهاننا رغم أموال -النهابين-
- فوز الديمقراطيين مرهون بتركيز أصواتهم
- الطريق المفضي إلى الفوز
- المراقب المحلي في الانتخابات
- الانتخابات وتقنيات التزوير
- فعل الانتخابات والمساهمة فيها
- عراقيون تحت مستوى الفقر!
- فضيحة مرتزقة -بلاك ووتر- الجديدة
- مدنٌ ظُلمتْ وتتطلع إلى الإنصاف
- عطش الفاو ما أغربه!
- زيارة الى بقايا الهور
- مراكز استطلاعات الرأي: إتاحة المعلومة ام تزييفها


المزيد.....




- “حالًا اعرف” .. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وأبرز ...
- غوغل تفصل عشرات الموظفين لاحتجاجهم على مشروع نيمبوس مع إسرائ ...
- رسميًا.. موعد زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ونسبة الز ...
- التعليم الثانوي : عودة إلى جلسة 18 أفريل و قرار نقابي بإلغاء ...
- صلاح الدين السالمي في الهيئة الإدارية لجامعة النفط:
- اتحاد الشغل بتونس يهدد بإضراب عام بسبب التدفق الكبير للمهاجر ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- Second meeting of the Andean Subregion
- بعد 200 يوم على الحرب.. غزة مدمرة اقتصاديا وصناعيا والجميع ت ...
- “بزيادة حتـــى 760 ألف دينار mof.gov.iq“ سلم رواتب الموظفين ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جاسم الحلفي - دعم النقابات ام محاصرتها؟