أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلفي - الأكثرية البرلمانية تمهد للانقلاب














المزيد.....

الأكثرية البرلمانية تمهد للانقلاب


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 19:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حقا كان يوم الثامن من شهر تشرين الثاني الجاري "يوما تاريخيا"، لكن ليس كما ادعى البعض بأنهم سجلوا يوما مشهودا لتعزيز المسيرة الديمقراطية، وإنما لإعاقة الديمقراطية وهي في خطوتها الأولى، تمهيدا للانقلاب عليها. ويمكن تلمس ذلك بسهولة من خلال النظر في التعديل على القانون الذي شرع الاستحواذ على أصوات القوائم التي حصلت على الكسر الأكبر دون ان تتخطى العتبة، وإعادة توزيعها على القوائم الكبيرة، ومنحها، وفقا لذلك، مقاعد إضافية من المقاعد الشاغرة. الكتل التي مررت التعديل، بهذا أعادت ما سبق ان حصل في انتخابات مجالس المحافظات حين تم إضفاء الشرعية القانونية على سرقة مفضوحة لأصوات لم تصوت لها بل لقوائم أخرى؛ ليس هذا فحسب، بل انه جرى تقليص نسبة المقاعد التعويضية الى 5% كي تـُحكم القوائم الكبيرة الطوق حول الذي لم يرم بنفسه في مركب المشاريع الطائفية.

كل القضايا خضعت للمساومة وفقا لأولويات مصالح القوائم الكبيرة، وبما يعزز الهيمنة والسلطة والنفوذ، لذا لم نلحظ جهدا استثنائيا تم بذله لتمرير التعديلات في جلسة البرلمان، فمرّ التصويت سريعا، وتبددت حالة الاستعصاء التي كانت تحول دون إقرار التعديلات على القانون خلال الفترة الماضية. تم ذلك بلمح البصر على حساب التنوع الفكري والثقافي، والحرص على الديمقراطية وتنميتها، فمقابل القائمة المفتوحة تمّ تقليص المقاعد التعويضية، ومقابل إجراء الانتخابات في موعدها المحدد تم تخصيص مقعدين للبعض في كركوك.

تلاشت تصريحاتهم المفزعة حول احتمال تفجير حقل الألغام في كركوك، واختفت تلميحاتهم المرعبة بانفلات الأوضاع مقابل مقعدين! من كان يتصور ان صفقة مساومة كالتي رأيناها قادرة على نزع فتيل الفتنة التي كثيرا ما هددوا بها، وأقلقوا الشعب باحتمال اندلاعها؟

لقد نجحت خطتهم التي بنيت على تهديدات مفزعة من احتمال انفجار الأوضاع، واستغلوا خوف الناس وخشيتها من حدوث ما لم تحمد عقباه، ووجدوا في ذلك فرصتهم الذهبية لعقد الصفقات التي اختبأت خلف مشكلة كركوك، وجعلت قيم أصوات العراقيين مختلفة، فصوت العراقي في الخارج ارخص بكثير من صوت العراقي في الداخل. فليس هناك من ميزان يساوي بين أصوات العراقيين، التي لا يمكن ان تتساوى في كل الأحوال، فكل محافظة دائرة انتخابية واحدة، وقيمة الأصوات فيها لا يمكن حسابها الا بعد الاقتراع.

ان تشريع قانون لتكريس الوجهة الراهنة والوجوه التي جرى اختبارها، سوف لا ينتج عنه غير اتساع التذمر، وتشديد السخط، وتعاظم الرفض للوضع المرير الذي يعيشه المواطن من جراء الاختراقات في الوضع الأمني، وتدهور الوضع المعيشي، ونقص الخدمات، ورداءة الأحوال.

تحسب القوائم المتنفذة حساباتها، احياناً، بدقة، لكن حساب سخط وتذمر الناس ومواقفهم الرافضة لكل محاولة للاستخفاف بعقولهم، لم يجر حسابه هذه المرة على ما يبدو، فقياس ذلك لا يعرفه الا من عمل وسط الناس، الذين لابد ان يقولوا كلمتهم قوية رافضة بوجه من لم يصنعوا حلولا انما يخلقون الأزمات تلو الأزمات.
فأمام إرادة الناس الراغبة في تغيير الأوضاع تتلاشى المتاريس التي يختبئ خلفها من يعمل على إعادة إنتاج المحاصصة والطائفية السياسية، سواء عبر تشريع قانون يسهل له ذلك، او عبر ائتلافات لا تختلف في شيء عن تلك التي عرفناها.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الصداميين الآمنة الى -بيت أبي سفيان-
- فخ القائمة المفتوحة والمغلقة!
- الغياب والحضور في مؤتمر القوى الديمقراطية
- احتفال خاص في يوم مكافحة الفقر
- المشروع الوطني والمشاريع الانتخابية المعلنة
- اشتكيت على المفوضية
- مظاهرة أربعاء الرماد وتوزيع العطايا!
- سجل الناخبين: أخطاء تتكرر
- خدمات ام سيارات الدفع الرباعي؟
- إختراقات أمنية... وقلق مشروع
- دمنا ليس ماء!
- الواقع الكردستاني وتحديات التغيير
- انتهاكات محدودة لن تؤثر على نتائج الانتخابات!
- ثغرات في سجل الناخبين.. مرة أخرى!
- انتخابات برلمان كوردستان: هل هناك جديد؟
- على الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم واجب صناعة الحلول
- مستلزمات الانتخابات النزيهة ممكنة
- هل يشكل مشروع دستور اقليم كوردستان نقطة خلاف؟
- إيران : اصلاحيون و متشددون و هناك اتجاه ثالث
- قانون الأحزاب وضمان الخيارات الديمقراطية


المزيد.....




- لعبة لطالما ارتبطت بكبار السن وتلقى رواجًا بين شباب بريطانيا ...
- وصفها بأنها -محرجة-.. استمع لما قاله مذيع CNN عن قمة ترامب و ...
- مصمّمة نيجيرية تخطف الأنظار عالميًا بأزياء هندسية مستوحاة من ...
- -أوهام عدوانية-.. رغد صدام تعلق على تصريحات نتنياهو عن -إسرا ...
- وثيقة سرية على مكتب نتنياهو.. حماس قد توافق على صفقة جزئية ت ...
- ترامب يتنمّر على الحلفاء والرؤساء
- ظروف صعبة يعيشها كبار السن في غزة نتيجة الحصار والتجويع
- كبريات الصحف الأميركية تجمع على انتقاد قمة ترامب وبوتين بألا ...
- هآرتس: سموتريتش محق وخطة الاستيطان الجديدة ستدفن الدولة الفل ...
- تعرف على أبرز المبادرات التي سعت إلى وقف حرب روسيا على أوكرا ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلفي - الأكثرية البرلمانية تمهد للانقلاب