أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم الحلفي - مخاوفهم ومخاوفنا














المزيد.....

مخاوفهم ومخاوفنا


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 09:29
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


لم تصمد كثيرا نظرية المخاوف الهادفة لتكريس الطائفية والانقسام التي أطلقها قادة المشروع الطائفي في العراق لتحقيق الهيمنة والسلطة والنفوذ، فسرعان ما تبددت تلك المخاوف أمام إرادة الشعب العراقي التواق الى العيش المشترك. فقد فشل الطائفيون، بكل تلاوينهم واتجاهاتهم، من ترسيخ كراهية أبناء الشعب لبعضهم البعض. وإضافة لذلك تلاشت نزعة الانقسام التي رعاها المتنفذون من اجل مكاسبهم الأنانية على حساب موارد الشعب. لم ينجح " فرسان" الطائفية في العراق في تمزيق الشعب العراقي وتهديد وحدته، بل تراجعت الطائفية كثيرا لكن خطرها لم يختف نهائيا، وسيبقى فعلها المشين قائما ما دامت نظام المحاصصات الطائفية والاثنية هو متراس " القادة " الذين لم يقدموا للعراق سوى الفساد والاحتراب.

لا يكفي التبجح في ترديد المشروع الوطني، كي يقتنع المواطنون بصدق الادعاء، فألاهم في ذلك هو تمثل قيم هذا المشروع والانخراط فيه، حقا، وليس استخدامه بضاعة للاستهلاك المحلي، بينما تكون الطائفية هي المطلوبة في تقاسم المغانم وحصص الحكم وامتيازاته. فليس كل من ادعى تمسكه بالمشروع الوطني صادقا في دعوته، فهناك من استقوى بالعامل الدولي والإقليمي على حساب العامل الوطني، وهناك ايضا من تسلق للمناصب عبر المحاصصة البغيضة.

ان التحديات الخطيرة التي واجهت الشعب العراقي بعد التغيير، ومنها إنهاء الاحتلال واستعادة السيادة والاستقلال، وتصفية مخلفات الدكتاتورية والحروب، وإعادة بناء العراق وتعميره، كلها استوجبت التفاف القوى السياسية وتعاونها على انجاز هذه الملفات، وبدلا من مبدأ التوافق السياسي، المبني على المشاركة السياسية والتشاور، تم الرهان على خيار المحاصصة التي لا تستقيم مع حاجة العراق الى الوحدة الوطنية، هذه السياسة الانقسامية التي ستبقى أثارها الخطيرة جاثمة على بُنى مؤسسات الدولة المدنية واطرها الشرعية الى أمد طويل.

ويبدو ان سلوك قادة المشروع الطائفي لا يتبدل مهما غيروا من خطابهم الطائفي، ورددوا مفردات المشروع الوطني، فسرعان ما تجدهم يلوذون بالمشروع الطائفي حالما يشعرون بتهدد مصالحهم الذاتية والحزبية الضيقة، ويعودون لطرح نظرية المخاوف مرة أخرى. ويبدو ان مخاوفهم الحقيقية ليست ناجمة عن صراع المجتمع على أساس طائفي، فقد أصبح هذا أمراً مستبعداً، بل عن خوفهم من فقدان مناصبهم، وخروجهم من دائرة الأضواء، وتراجع أدوارهم.
اما شعبنا العراقي الذي خبُر التسلط والاستبداد والتعسف والإرهاب، فله مخاوفه الخاصة، وهي ليست كما يروجها دعاة الكراهية والانقسام، بل تكمن في الخوف والقلق من تصاعد التهديدات الأمنية، ومن شبح البطالة و نقص الخدمات واتساع الأمية ونقص الخدمات الصحية.

هذه القضايا هي التي تشغل بال الشعب العراقي، التي لم تجد لها مكانا الا في جدول أولويات القوى الوطنية الديمقراطية وبرامجها.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لك ان تتصور!
- فساد وضحايا
- وعود -كبار المسؤولين-
- الاجتثاث والتمييز وما بينهما
- -بعض القوائم- والفساد الانتخابي
- لكي لا نرحل أمانينا مرة أخرى
- انتخابات دول الجوار
- تصريحات لها فعل المتفجرات
- سر جلسة قبل منتصف الليل !
- كل شيء من اجل المفوضية!
- أهداف مشاركتنا في الانتخابات
- طريقتان لخنق الديمقراطية
- اعتراف متأخر بانتهاكات انتخابية
- الأكثرية البرلمانية تمهد للانقلاب
- عودة الصداميين الآمنة الى -بيت أبي سفيان-
- فخ القائمة المفتوحة والمغلقة!
- الغياب والحضور في مؤتمر القوى الديمقراطية
- احتفال خاص في يوم مكافحة الفقر
- المشروع الوطني والمشاريع الانتخابية المعلنة
- اشتكيت على المفوضية


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم الحلفي - مخاوفهم ومخاوفنا