أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - قضايا تستحق الكفاح














المزيد.....

قضايا تستحق الكفاح


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان من يصدر القرارات التي تنتهك الحريات العامة، لم يتمعن كثيرا في المادة (46) في الدستور، التي تنص على ان "لا يكون تقييد ممارسة أيٍ من الحقوق والحريات الواردة في هذا الدستور أو تحديدها إلا بقانون أو بناءً عليه، على ان لا يمس ذلك التحديد والتقييد جوهر الحق أو الحرية).
وليس من يجهل ان مجلس النواب السابق لم يشرع قوانين يُغلـَق بموجبها نادي اتحاد الأدباء، وتـُرفع خيمة السيرك في البصرة، ويمنع عزف الموسيقى في مهرجان بابل. اما مجلس النواب الحالي فلم ينته بعد من إقرار نظامه الداخلي وتحديد صلاحيات رئيسه. وعندما ينجز ذلك، سيطالبه الناخبون بتشريع قوانين لا تحتمل التأجيل، تؤمن للشعب أوليات حياته وسلامته، ومنها ما يسهم في التخفيف من حدة الفقر، ويؤسس للضمان الاجتماعي، وبينها قانون العمل، والتشريعات الضرورية لحماية الإنتاج الوطني الصناعي والزراعي، وتحسين مناهج التعليم بكافة مراحله، وتطوير السياحة وغير ذلك. كما سيطالبونه بممارسة دوره الرقابي لحماية المواطن، وتحقيق الأمان، وتوفير الخدمات وتحسينها كما ونوعا.
فأي قانون يا ترى تم الاستناد إليه، في التجاوز على الحريات المدنية؟
ربما لا يزال البعض ينظر الى ما صدر عن الدكتاتور، يوم كان يجهد لترميم دكتاتوريته المتصدعة بفعل السياسات الطائشة التي انتهجها، والقرارات الارتجالية التي اتخذها، وغير هذا وذاك من العوامل، باعتباره قانونا. وربما ما زال من يتخذ قرارات انتهاك الحريات ينهل من تلك القوانين والقرارات الجائرة، التي أنتجتها عقلية الاستبداد بـجرة قلم. فالقانون هو ما يقوله صدام حسين. ومَثـَل ذلك القرار المرقم 82 لسنة 1994، ذو الهدف معروف الاتجاه والأبعاد.
لذا لا يعد امر انتهاك الحريات المدنية قضية قانونية. فليس هناك في هذا الميدان قانون شرع، غير قرارات الدكتاتورية المبادة، والتي يبدو ان التذكير بطبيعتها الاستبدادية مهمة قائمة ومستمرة .. حتى لا ننسى! كما ان جعل المعركة من اجل الحريات المدنية محصورة بعناوين النوادي الاجتماعية، هو اختصار للموضوع، واجتزاء للصراع. فالموضوع يتعلق بحرية الإنسان وحقوقه، ومن غير الصحيح حصر الصراع بين طرفين، احدهما بعض أعضاء مجالس المحافظات وحسب. فالفقرة (اولا) من المادة الثانية من قانون مجالس المحافظات تنص على ان: (مجلس المحافظة هو أعلى سلطة تشريعية ورقابية ضمن الحدود الإدارية للمحافظة لها حق إصدار التشريعات المحلية في حدود المحافظة بما يمكنها من إدارة شؤونها وفق مبدأ اللامركزية الإدارية بما لا يتعارض مع الدستور والقوانين الاتحادية).
لذا فليس هذا هو عنوان الصراع وتجلياته، بل يكمن الامر في مجال اخر .. بين قوى تفهم الديمقراطية كقيمة ونظام يحترم الإنسان ويقر بحقوقه ولا يسمح بالاعتداء عليها، وبين قوى تستفيد من بعض آليات الديمقراطية التي توصلها الى السلطة، كي تسلك من خلالها نهجا آخر غير ذاك التي أعلنت عنه في برامجها الانتخابية وبشرت به .. وموّهت به نواياها الحقيقية، الاستبدادية!.
لقد أخذت مفردة الحرية مساحة واسعة من نظريات كبار مفكري الإنسانية، سيما من عاش منهم تحت الاستبداد والقهر والظلم. ونعتقد نحن عشاقها الذين كافحنا الدكتاتورية ورفعنا (الحرية) قيمة كبرى وشعارا تعبويا في كفاحنا ضد الاستبداد، ان التضحيات التي قدمناها للخلاص من الدكتاتورية، هي مقدمات حريتنا التي لن نساوم عليها. كما نعتقد جازمين ان الديمقراطية والعدالة والمساواة والحقوق والحريات، هي قضايا تستحق منا الإقدام والتضحية من اجلها. وان النضال في سبيلها لا يقل أهمية عن كفاحنا ضد الدكتاتورية والإرهاب بكل أنواعه وتجلياته.
ان العراقيين، مثل أي شعب متحرر، يحتاجون الى الحرية قدر حاجتهم الى الماء والخبز. ويتوهم من يتصور انه قادر على تحجيم حريتهم، فهم يدركون ان بديلها هو القهر والذل والامتهان.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الترضية!
- لا .. يا سيادة الوزير!
- ثلاثة أحزمة ... أيهما اخطر؟
- نجحت العملية ومات المريض!
- اليسار الديمقراطي العراقي بين آلام الماضي و صعوبات الحاضر و ...
- أكثر من نجاح
- -الزيارات الأستباقية-
- الاتفاق المدعوم والشريك المزعوم
- إنقلاب الصورة
- الوظيفة المنسية
- اقبل عيونهم..
- -الإرهابي المجهول- ومصير البلد المجهول
- دخان اسود... دخان ابيض
- مخاطر تهديد الحقوق المدنية والسياسية
- صفقات وصفعات
- ثلاثة تحذيرات واقتراح الإفطار السياسي
- بعثة الصليب الأحمر في العراق والحصة التموينية
- جلسة مفتوحة وآفاق مغلقة
- حكومة التوافقات الإقليمية
- حلان لثلاثة تحديات


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - قضايا تستحق الكفاح