أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - زمنwiki leaks














المزيد.....

زمنwiki leaks


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يتعرض "جوليان أسانج" مؤسس موقع "wikileaks" إلى السجن، إذا ما ثبتت التهم الموجهة إليه، ولكن "الحرب الثالثة" التي أشعلها الموقع الالكتروني الأشهر، مازالت تستعر، وتخلق مشاكل أكثر، وتعرض الآلاف من الأفراد، والعشرات من الحكومات إلى إحراجات قد لا تتوقف عند حدود الإحراج، مثلما جرى مع المؤسسة الدبلوماسية الأمريكية، التي افتضح سفراؤها بأنهم لا يمارسون العمل الدبلوماسي فقط الذي تحدده الاتفاقيات الدولية، بل يمارسون عملاً أمنياً في غاية الخطورة، وأن رسائلهم، وتقاريرهم، وتوصياتهم، وآرائهم، وتحليلاتهم، لم تكن لها أدنى درجة من السرية أو الحصانة أمام مندوبي "wikileaks"، والمتعاونين معه من أشخاص لم يكشف النقاب عنهم بعد.

الإعصار الذي انطلق مع تسريبات" wikileaks" عبر مئات الآلاف من الوثائق المنشورة، مازال في حالة من التصاعد، وخاصة أن التهديدات ازدادت بعد اعتقال مؤسس الموقع "جوليان أسانج" الأسترالي الجنسية في بريطانية، وما رشح من أخبار بأنه قد يسلم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعرضت دبلوماسيتها إلى صدمة قاسية، وانتشر غسيلها على كل الحبال، ومازال المخفي أعظم، ومازالت التبريرات التي تتسرب غير مقنعة لتبرير ما يجري مثل القول أنه أحد الجنود الأمريكيين الذين خدموا في العراق واسمه "برادلي" صدمته الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية في العراق ضد المدنيين الآمنيين، فقرر أن ينتقم، هل هذا معقول، وهل كل هذه الوثائق التي زلزلت الأرض تحت أقدام الكثيرين أفراداً وجماعات وأجهزة ومؤسسات وحكومات، بفعل رجل واحد مصدوم؟ ومن أين جاءته كل هذه الوثائق؟ وكيف استطاع الوصول إليها بهذه السهولة؟ وكيف سيعيش العالم إذا كانت لقاءات القادة، وقراراتهم، وترتيباتهم، وأحاديثهم المغلقة في الغرف السرية ليس لها أدنى حصانة؟

الإدارات الأمريكية المتعاقبة، كان لها تحفظات معروفة ضد كل دولة يمكن أن تمتلك سلاحاً سواء السلاح النووي او أسلحة الدمار الشامل الأخرى، بأن مثل هذه الأسلحة قد تنتقل إلى أيدي، جماعات تخريبية؟ وقد تم تدمير بلدان مثل ما حصل مع العراق على خلفيات من هذا النوع، فماذا ستفعل الإدارة الأمريكية الآن، عندما يتضح أنه ليس عند دبلوماسيتها أي سر، كله أصبح مفضوحاً، كله أصبح على صفحات موقع "wikileaks"، وكيف سيتعامل القادة في العالم مع نظرائهم الأمريكيين، مادامت كل كلمة تقال تصبح تحت تهديد التسريب؟

هل انتقلنا من زمن دكتاتورية الأيديولوجيا إلى دكتاتورية التكنولوجيا، وخاصة تكنولوجيا المعلومات؟ وهل الأجهزة الأمريكية الCIA والFBI، وغيرها، عاجزة فعلاً عن منع هذا التسرب، أم أن الأمر كله واقع تحت يافطة الفوضى البناءة التي دعت إلى تنفيذها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها؟
زمن "WIKILEAKS" زمن خطير جداً يحتاج في مواجهته إلى نمط جديد في العلاقات الدولية، كل شيء مكشوفاً، ومباحاً، وإذا كانت تقارير الدبلوماسيين الأمريكيين مكشوفة على الملأ هكذا، فما الذي يمنع أن تكون برقيات البنتاجون مكشوفة أيضاً، ومعاملات البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وخطط الشركات الكبرى العابرة للقارات مكشوفة ايضا؟


زمن "WIKILEAKS" زمن مختلف تماما، زمن الحروب التي لا يعود فيها شيء محظور أو محرم او محصن، وقد يؤدي ما يكشف إلى طلب توضيحات جدية، مثلما يطالب وزير الخارجية الروسي بتوضيحات حول ما تسرب عن خطط بخصوص دول البلطيق، والدولاب مازال يدور، ولا يعرف أحد متى يتوقف، وخاصة أن "الهاكرز" من مؤيدي "WIKILEAKS"، دخلوا على الخط قبل أيام قليلة، بعد اعتقال " جوليان أسانج" وراحوا يهاجمون العديد من المواقع المهمة، فماذا بعد؟

حتى هذه اللحظة، لا احد يعرف كيف سينتهي الأمر، ولكن الشيء المؤكد أن اللوم لا يقع على موقع "WIKILEAKS" بل اللوم يقع على الأقوياء في هذا العالم، الذين لم يراعوا أية حصانة للدول الصغيرة والضعيفة، وتعاملوا معها بقدر كبير من الاستخفاف، وها هو الدور قد جاء على الأقوياء لكي تكشف أوراقهم، ويتضح أيضاً أنهم عندما هدموا النظام الأخلاقي والقانوني والإنساني، فإنهم هم أنفسهم أصبحوا في وضع مكشوف.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاضي هو الجلاد والوسيط هو المنحاز
- شبابنا في غزة بين الحصار والانقسام
- الحوار المتمدن ... إلى الأمام
- هل للعرب من دور يتناسب مع ثقلهم؟
- نأسف...الخدمة غير متوفرة
- إلى الأمام -سرت-
- الانقسام ورطة لأصحابه وخصومه
- مجتمعنا في غزة و فقدان التسامح الاجتماعي
- مجزرة صبرا وشاتيلا ذاكرة القضية التي لا تنطفئ
- بعيداً عن السياسة،
- أنت والنورس
- مزايدة رخيصة ؟
- المصالحة الفلسطينية هل هي إرادة واعية أم مجاملة
- نعم..... للمفاوضات المباشرة
- حفلة سمر للخامس من حزيران
- غزة تحلم في الليل وتصدم في الفجر
- الكل بدأ يراجع حساباته
- عائدون ... إننا عائدون
- ثنائي الانقسام والحصار ينتج نفسه رغم انف الجميع
- النقاط على الحروف


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - زمنwiki leaks