أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الانقسام ورطة لأصحابه وخصومه














المزيد.....

الانقسام ورطة لأصحابه وخصومه


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 01:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مثلما يجري في لبنان، يحدث في فلسطين وأكثر، بسبب أن الانقسام ساكن تحت عنوان الدولة التي ما زالت موجودة، بينما الانقسام هنا واضح ومكشوف ومعلن عنه، بل إن البعض يتغنى به ويراه أفضل شيء، لأنه يحقق لهذا البعض الكثير من الفوائد والمزايا العارضة.
الفترة الأخيرة في لبنان:
اتسمت بكثرة الحديث عن الجواسيس، وشبكات التجسس الإسرائيلية، التي تكشف عنها تباعا، ولكن المثير للريبة في الموضوع، أن ما هو بديهي بالنسبة لمعطيات الواقع يتحول إلى قضية مرتدة، وإلى شيء رهيب، وإلى نوع من السجال الذي يتجه بالجميع نحو الهاوية.
وكأن لبنان ليس منقسم طائفيا وسياسيا، وان هذا مدخل لاستقطاب الجواسيس، وكأن لبنان لم يكن محتلا لعقود من قبل إسرائيل التي وصل جيشها إلى العاصمة بيروت، وبقيت قواتها شمال الليطاني وجنوب الليطاني لسنوات عديدة، ولم يحدث فيها إجتياحات لمرات عديدة، ولم تحدث فيه تدخلات خارجية، وكل هذه وغيرها هي من العوامل التي تعطي فرصة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية المزيد من الاختراق.
جميل جدا أن الأجهزة الأمنية اللبنانية، تواصل عملها البطولي، وتكشف تباعا عن العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية، ومن وسائل التجسس الأخرى، وخاصة الوسائل الالكترونية المتقدمة.
ولكن هذا النجاح سرعان ما يتحول إلى ضرر كبير، وإلى كارثة مخيفة، لأن هذا العمل الأمني المتقدم الذي تقوم به الأجهزة الأمنية اللبنانية، يتحول إلى سجال سياسي مفتوح وعلني على وسائل الإعلام، وفي الإجتماعات العامة، بل وفي الشوارع المفتوحة ، فتكون النتيجة أن الفائدة تتحول إلى خسارة، والقضاء على هذه الشبكات التجسسية تتحول إلى عملية تدمير للحصانة الوطنية، حتى ليظن السامع من بعيد أن كل الشعب اللبناني في الداخل والخارج عملاء، نتيجة عدم السيطرة على هذا السجال بمسئولية وطنية
هنا في فلسطي:
يكاد يحدث شيء مشابه، عندما نرى بيانات تصدر بأن فلان عميل،والجهة الفلانية عميلة، وهكذا،فإن سجال الانقسام الذي هو أصلا ناتج بسبب التفصد الإسرائيلي، يستخدم العمل الأمني الدقيق والمتخصص والمسئول في تداعياته الكارثية، فيصبح من السهل القول أن فلان جاسوس، والجهة الفلانية هي بؤرة جاسوسية، دون أن يدري هؤلاء المهللين في هذا الحديث الغير مسئول، أن أول من يسقطونه بهذه الطريقة غير المسئولة، هي حصانتهم هم أنفسهم، وحصانة شعبهم.
شعبنا يقبع تحت الاحتلال منذ عقود طويلة، يأكل ويشرب ويغادر ويحضر ويواصل تفاصيل الحياة من خلال بوابات الاحتلال، ومعابر الاحتلال، ومنافذ الاحتلال، وجدران الاحتلال، وقرارات الاحتلال،ومن الطبيعي لكل ذلك أن يتمكن الاحتلال من تجنيد البعض، وهذا وارد، ولكن شعبنا الذي يخضع لكل هذه الضغوطات، ويتعرض لكل هذه الاختناقات، هو نفسه الشعب البطل، شعب القضية، وشعب الثورة، وشعب الانتفاضة، والعمليات البطولية، والصبر العظيم، وصاحب الهدف المقدس وهو هدف الاستقلال وبناء الدولة، فلماذا يترك البعض كل ذلك، ولا يثرثرون إلا عن الجواسيس الذين كشفوهم، والجواسيس الذين اعترفوا، والجواسيس الذين تم إعدامهم، وكأن ذلك شيء لا يحدث مثله في كل زمان ومكان، وكأن المكايدات السياسية، والأحقاد الصغيرة، ، هو الهدف الأكثر أهمية من الوطن وحلم استقلاله، والشعب وبطولته، والحياة وأملها الكبير.
إلا أن:
لعنة الانقسام هي التي تقف وراء هذا السلوك المريض، وهذه الادعاءات العبثية، والمزيفة.
لذلك يتوجب على الأجهزة الأمنية أن تبتعد بمعلوماتها عن الإعلام الرخيص، وأن يكون حرصها هو الأساس، وكتمانها هو القاعدة، وأن لا تسمح لسجال الانقسام أن يدمر في طريقه كل شيء.
وأحب أن اذكر:
أن شعبنا الفلسطيني، ولسنوات طويلة من الزمن، وخاصة بعد النكبة مباشرة كان أرخص شيء على خصومه اتهامه بأنه باع أرضه، وأنه ليس سوى حفنة من الجواسيس لإسرائيل.
تذكروا ذلك، وتذكروا كيف ناضل شعبكم ليثبت بعد ذلك أن هذا الشعب فعل المستحيل متمسكا بأرضه، وفعل المعجزات دفاعا عن وفائه لقضيته
يا أيها الأمنيون الذين تستسهلون التباهي بهذه اللغة ، ارحموا شعبكم وحصاناته، وعودوا إلى رشدكم، ولا تشوهوا تاريخ شعبكم ونضاله بهذه الثرثرة المثيرة للشك والتساؤل، ولا تستجيبوا للعنة الانقسام.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمعنا في غزة و فقدان التسامح الاجتماعي
- مجزرة صبرا وشاتيلا ذاكرة القضية التي لا تنطفئ
- بعيداً عن السياسة،
- أنت والنورس
- مزايدة رخيصة ؟
- المصالحة الفلسطينية هل هي إرادة واعية أم مجاملة
- نعم..... للمفاوضات المباشرة
- حفلة سمر للخامس من حزيران
- غزة تحلم في الليل وتصدم في الفجر
- الكل بدأ يراجع حساباته
- عائدون ... إننا عائدون
- ثنائي الانقسام والحصار ينتج نفسه رغم انف الجميع
- النقاط على الحروف
- نحن والانقسام
- جولة مع الأمل
- الأرض هي القضية وهي جوهر الصراع
- القمة العربية طموح و تحدّي
- القدس فوق عرش الإشتباك
- المرأة الفلسطينية في يومها العالمي
- لا تسقطوا في الفخ الإسرائيلي


المزيد.....




- مصر.. فيديو ترويجي للمتحف الكبير يثير ضجة ووزير السياحة يحذر ...
- بيان مصري بعد تقارير عن مشاورات إسرائيلية لنقل سكان غزة خارج ...
- إندونيسيا تحتفل بعيد استقلالها الـ80.. هل تكون وجهة لسكان قط ...
- في لفتة إنسانية.. بوهايمين الأيرلندي يكرم -بيليه فلسطين- بقم ...
- ماكرون مقتنع بأن بوتين -لا يريد السلام- ويدعو إلى إشراك الأو ...
- خبير عسكري: المقاومة لا تزال قادرة على خوض معارك صعبة وزامير ...
- مهرجان الصيف يضيء بنغازي ويفتح نوافذها للعالم
- في ضيافة مورغان.. الشيال يفند مزاعم الاحتلال بشأن أنس الشريف ...
- -الساكتون عن دم غزة خونة- غضب بالمنصات على التجويع وبتر أطرا ...
- عاجل| روبيو: سنوقف مؤقتا برنامج منح التأشيرات للقادمين من غز ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الانقسام ورطة لأصحابه وخصومه