أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - انحلال الشعور(1)















المزيد.....

انحلال الشعور(1)


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 16:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الإنسان كائن فضولي ولديه مشاعر يُحسدُ عليها قياسا مع غيره من المخلوقات التي تفتقرُ إلى تلك المشاعر, ولكن تلك المشاعر تتسببُ للإنسان بمشاكل نفسية عصبية وخصوصا حين يشعر الإنسان بالاضطهاد الشديد وبالظلم الشديد لذلك أكاد أن أجزم بأن عملية الفصام النفسي في الدول العربية مُصنع تصنيعا مخبريا وذلك حين يشعر الإنسان بأنه كائن مضطهد يكبتُ الحزن والألم أو حين يمر بمرحلة (سوء التكيف) فتظهر لذلك ردة فعلٍ عنيفة أهمها انحلال الشعور وانقسام تلك المشاعر وازدواج الشخصية.

ولتقريب المسألة أكثر فإن بغض الناس أحيانا يسلكون سلوكا مغايرا لطبائعهم وذلك من أجل أن ينتقموا لأنفسهم من أنفسهم على حسب تعبيرهم وأحيانا يكره الرجل المرأة أو المرأة الرجل أو يكره الرجل كل النساء والمرأة تكره كل الرجال بسبب الفشل في تحصيل علاقات عاطفية وبسبب إحباط شديد جراء التعرض لنكسة عاطفية كبيرة فينتكس الإنسان وتظهر ردةُ فعلٍ متتالية تُترجم تلك العمليات الفاشلة من خلال انقسام في الشعور فيحتل الكره مكان الحب وتنفصم الشخصية أو تنقسم إلى شخصية أخرى.

وشاهدتُ وأنا طفل صغير فيلما تلفزيونيا بالأبيض والأسود يحكي قصة إنسان مفصوما عقليا يخرج من بيته ليسرق الناس رغم أنه غني وسمعته طيبة وفي النهاية تبين أنه مفصوم عقليا ففي حالة الفصام ينسى الشخصية الأولى الطيبة ولا تستطيع تلك الشخصية الطيبة أن تتحكم بالشخصية الأخرى لذلك الفصام هو استقلال في الشخصية الثانية آني غير مستمر تعود بعدها الشخصية الأولى للتحكم بنفسها لتأخذ مجدها من جديد ,وبالمناسبة لم أسمع أحدا يُعلق على الفيلم بقوله بأن الإنسان المنقسم الشعور هو إنسان غير سوي مثله مثل المتزوج بثلاث نساء.

وشاهدت فيلما آخر عن بطلة تقوم أثناء الليل من نومها وتلبس ملابس لا تليق بمستواها الفكري وتخرج فيها للنوادي الليلية وأثناء النهار تعمل طبيبة محترمة جدا في أحد المستشفيات الخاصة حريصة كل الحرص على انتقاء ألفاظها وتكون طوال النهار مع زملائها غير قادرة على التكيّف مع الوضع وتتعرض للفشل العاطفي ومن ثمَ تظهرُ شخصيتها ألليلية وهي تضحك بصوتٍ عالي وتصدر من فمها كلمات نابية أثناء تحكم الشخصية الأخرى بها, ولو لم تكن مفصومة لاستطاعت شخصيتها الأولى السيطرة على الشخصية الثانية ولكن هكذا هو الفصام عبارة عن استقلال تام بالمشاعر والعاطفة كل إحساسٍ عن الآخر فتظهر الشخصية الإنسانية في كل مرة وهي مستقلة عن الأخرى.

وكنتُ وما زلت ُأسمع نساء حارتنا وهن يتحدثن عن طباع أزواجهن وجميعهن أو الغالبية مصرات على أن الأزواج في أغلب الأحيان طيبون جدا وأحيانا يظهرون تمردا ووحشية أو عصبية أثناء سوء تكيفهم مع بعض الأوضاع فتكون الشخصية غريبة بتصرفاتها وسلوكياتها , وقرأتُ مرة عن رجل آخر مصاب بفصام الشخصية وله أربعة شخصيات فمرة يظهر شريرا ومرة عاطفيا جدا ومرة أب لأسرة محترمة ومرة مثقفاً بالإضافة إلى شخصيات أخرى بنفس الشخصية, وشاهدتُ في حياتي على أرض الواقع رجالاً وأصدقاء لديهم أكثر من شخصية فمرة في بيتهم محافظون جدا وأثناء السهر مع أصدقائهم متحررون جدا ويتحدثون مع صديقاتهم عن حرية المرأة والتعبير, ويذهبون بنفس اليوم إلى المسجد من أجل ممارسة الشعائر الدينية حيث تكون رؤوسهم محنية إلى الأمام ومتواضعون جدا وتكاد عيونهم أن تدمع من شدة الحزن والخشوع وأنت أو أنا إذا رأيناهم نذرفُ معهم الدموع لشدة تأثير منظرهم بنا أو من شدة تأثير كذبهم علينا ووجوههم واجمة وباكية ومتأملة في الكون وفي الحياة, وهؤلاء الأشخاص يفقدون تلك البراءة حينما يتعاملون مع العمال الذين يعملون معهم في ورشهم فيذهب الأرق عن عيونهم وتتفتح العيون وترتفع الحواجب وهم يتكلمون وتظهر شخصيتهم الشريرة الجشعة الطماعة التي لا تتخاذل عن أكل أموال وحقوق الناس بالباطل.

وبعض الناس نلاحظُ اختلاف شخصيتهم وتقلبها أثناء مناقشتهم في جلسة واحدة فمرة يكونون في شخصية (أ) ومرة في شخصية(ب) ومنهم من تتعدد شخصياتهم وآرائهم إلى ما هو أبعد من ثلاث شخصيات.

ولو نظرنا إلى الحياة من زاوية علمية لوجدنا أن الأرض والحياة والكونَ تتكون من العناصر الطبيعية المعروفة في الطبيعة وكذلك تتشكل شخصية الإنسان من خلال مجرى حياته العاطفية ومن خلال أفكاره ومعتقداته وميولا ته والإنسان المزدوج التفكير يبقى طوال حياته يتصارع من أجل البقاء مع فشله العاطفي وكبته الجنسي لتتكونً بعد ذلك الشخصيات المتعددة التي تسكنُ في أعماقه وهو لا يحاول أن ينصرُ إحدى الشخصيات على الأخرى بل على العكس نجده يعيش في وحدةٍ غير متجانسة مع كل شخصية من الشخصيات التي تصاحبه أثناء حياة اليقظة والإنسان المزدوج في الحياة الاجتماعية هو إنسان بلا أدنى شك مفصوم فكريا وعاطفيا نتيجة انحلال مشاعره وتفككها بسبب الفشل العاطفي أي أنه مصاب بفصام انحلال الوجدان والعواطف والشعور, فتجد هذه أو تلك الشخصية تحمل فكرا معينا وفجأة بعد انحلال الشعور يظهرُ الإنسان بشخصية أخرى في تصرفاتها وسلوكها ولديها رأي آخر مختلف تمام الاختلاف عن إيمانها العقائدي أو إيمانها الفكري.

وغالبية مجتمعنا من المسلمين الرجال يمشون في الشارع مثلاً وأعينهم على كل النساء وهذا بخلاف ما تحثه عليهم عواطفهم تجاه زوجاتهم , فهم في البيت يحاولون إعطاء الزوجة الحب ولكنهم بسبب ما يؤمنون به من عقيدة فاسدة عن تعدد الزوجات تنفصم شخصيتهم العاطفية بسرعة وهم يجالسون النساء الغريبات فتنقسم عواطفهم وتنقسمُ مشاعرهم إلى نمط آخر من أنماط الحياة العاطفية وذلك بسبب تفكيرهم المزدوج من حيث قدرة وسماح دينهم بأن يبقيهم مع عدة نساء في نفس الوقت , فمن الممكن أن يعيش المسلم مع الزوجة الأولى والثانية والثالثة بهدوء أعصاب تمشيا مع مبادئ العقيدة وهذا كله يؤدي إلى تأليف شخصية متعددة الأهواء والانفعالات بحيث تنتهي عملية الصراع العاطفي إلى ازدواجية شخصية لتستقل كل شخصية عن الأخرى بما لديها من عواطف.
ومن خلال مراقبة الشخصية المصابة بانحلال العواطف والشعور يتبين لنا جميعاً أن مستوى تفكيرها يكون على الأغلب غير سوي على الإطلاق, ذلك أن كل الناس وكل البشر لديهم تضارب في المشاعر وانقسامات في الشعور والعواطف ولكن تلك الانقسامات تُشكل مع بعضها البعض وحدة متجانسة من أنماط التفكير مؤلفةً شخصية واحدة ثابتة وهذا ما يطلق عليه علماء النفس اسم (الشخصية السوية) ولكن في الشخصية غير السوية نجد أن تلك العواطف والمشاعر المُنقسمة على نفسها تؤلف في النهاية عدة شخصيات وعدة اتجاهات عاطفية لا تتحكمُ الواحدة منهن في الأخرى وذلك بخلاف الشخصية السوية التي تتألف من عدة مشاعر مع تحكم كل تلك المشاعر ببعضها البعض, فتجد الشخصية غير السوية في تفكيرها العاطفي منقسمة على نفسها وتؤلفُ مع بعضها البعض عدة شخصيات.

من هنا ولنفس تلك الأسباب نجد المسلم مع زوجته عاطفيا ويحبها ويعطيها من مشاعره وبنفس الوقت لديه مشاعر أخرى مع امرأة أخرى في شخصية أخرى مثل النصاب والمحتال الذي يظهر أثناء النصب والاحتيال شخصية شريرة وبعد أن ينهي عملية النصب والاحتيال يعود إلى شخصيته الطبيعية ليظهر أمام الناس بعقلية أخرى مخالفة لعقليته السابقة.

وعملية انحلال الشعور الوجداني والعاطفي في المجتمعات العربية الإسلامية كثيرة ومتعددة الجوانب أهمها أن الإنسان أثناء الأعياد والمناسبات الدينية تُصيبه حالة من الهستيريا في حبه للناس ولكن بعد انتهاء الموسم يعود إلى شخصيته الحقيقية فينسى كل ما تعلمه وما يعلمه هو للناس.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصام السخيف
- وجوه جديدة وأصناف جديدة
- التجار يحكمون المدينة
- أزياء الحراميه
- أسعار تشجيعية
- المرأة العربية لاجئة سياسية
- يسافرون للعلاج!
- الطلاق بالثلاث
- في الجلجثة
- عرق الجبين
- براءة الأطفال
- الهجوم وسيلة للدفاع
- رسالة إلى الشعب الأمريكي
- تشابه أسماء
- ما زلتُ أنتظر الرحيل
- العقل السليم في الجسم السليم
- الكذب على الأطفال
- الانتخابات لعبة حقيرة
- الأرض المحروقة
- الشفافية مصطلح أردني


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - انحلال الشعور(1)