أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - رسالة إلى الشعب الأمريكي














المزيد.....

رسالة إلى الشعب الأمريكي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3189 - 2010 / 11 / 18 - 09:03
المحور: حقوق الانسان
    


كانت أسرع طريقة لإرسال الرسائل –طبعا ما عدى حركات العيون والغمز والهمس والإيماءات بعضلات الوجه والإشارة من بعيد- طبعا ما عدى كل ذلك كانت الرسائل تعتمد على الحيوانات والطيور من خلال ربط الرسالة بأرجل الطير أو الحيوان السريع بالركض, وكانت الرسائل أحياناً تتأخر بسبب تسكع بعض الطيور حول الجيف أو تسكع بعض الحيوانات حول الجيف , فكان الطير يتأخر مثلاً إذا شاهد تحت جناحيه حيوانا ميتا فكان يذهب ليأكل منه أو كان يتأخر وهو يغازل محبوبته أو معشوقته فمثلاً كان يلاحق أحيانا الأنثى التي تعجبه وبالتالي كانت الرسائل تتأخر بعض الشيء, وحين أنشأ الإنسان مكاتب البريد وبدأ النقل بالطائرات وبالسيارات كانت الرسائل تتأخر بسبب مقصات الحكومة والرقابة الصارمة عليها , وأحيانا كان ساعي البريد يتأخر بإيصال الرسائل إلينا وأذكر بأنه كان يحتفظ بالرسائل ببيته وهو يقول لنا (أجيت على الدار وما لقيتش حدى) فكنا تقريبا نرجوه بأن يسلم لنا الرسالة وكان يرفض ويقول (خلي واحد كبير يجي يوخذها) طبعا صدقوني كان ساعي البريد يتحكم في رفع ضغطنا لأعلى حد وكنا قبل عصر الإنترنت لا نعرف كيف نكتب الرسائل لبعضنا البعض, حتى أنا بعد عصر الإنترنت كنتُ أقفُ حائرا حين كنت أبدأ بكتابة رسالة إلى صديق أو صديقة, وقد أعلل هذا الموضوع بعدم ممارسة هذه المهنة ,طبعا وكان محضورٌ علينا فعلا أن نكتب رسالة إلى الشعب بكل فصائله وشرائحه فهذا النوع من الرسائل كان خاصا برؤساء الجمهوريات وبالملوك فقط لا غير, وتخيلوا معي كيف سيكون منظر أي رجل فينا وهو يكتب برسالة إلى الشعب العربي ليضعها في صندوق البريد أو ليُلقِها بصوته على مسامع الناس, طبعا سيقول الكل عنه بأنه مجنون, واليوم بفضل الإنترنت يستطيع أي انسان فينا بأن يتخيل نفسه شبحا أو رئيسا لإحدى الجمهوريات بحيث يستطيع أن يفعل ما يفعله أي رئيس جمهورية وهو أن يكتب رسالة أو خطابا جماهيريا شعبيا موجهاً إلى الشعب العربي بأكمله ويستطيع كذلك أي انسان فينا أن يكتب رسالة إلى الشعب الإنكليزي أو الأمريكي.

طبعا المقدمة الطويلة للموضوع مش لله وإنما هي أيضا للشعب الأمريكي فنحن محضورٌ علينا ممارسة الرسائل لبعضنا البعض ليس من اليوم بل من أيام ما كان الحمام الزاجل يعمل ساعي بريد ومن أيام الغزلان والحيوانات السريعة والتي أيضا كانت تعمل كساعي بريد ,وممنوعون اليوم من الرسائل حتى على الانترنت مراقبون بشكل جيد وأنا أخشى على الشعب الأمريكي بأن يفقد في أي يوم من الأيام سيطرته على الانترنت فيقع الإنترنت في يد العرب (وساعتها هات قطبها) يا حبيبي شو بده يصير فينا وفي العالم , ونحنُ أيضا ممنوعون من التجمعات الكثيرة أو الكبيرة أو الصغيرة وممنوعون من الاتصال ببعضنا البعض ونحن لا نسكن دولة وإنما سجن كبير.

وأنا اخترت أن أكتب رسالة إلى الشعب الأمريكي وخصوصاً إلى النخبة الاجتماعية , ولست محتارا في كيفية كتابة الرسالة لأنني بفضل الإنترنت قد تدربتُ جيدا على كتابة الرسائل ولكن لا أدري هل مثلاً ستصل رسالتي هذه إلى الشعب الأمريكي في وقتها أم أنها ستصل متأخرة ؟ أم أن ساعي البريد في الولايات المتحدة لا يوصل الرسائل بشكلٍ جيد كما هو الحال عند ساعي البريد العربي قبل عصر الإنترنت ؟ ولست أفهم طبيعة إيصال الرسائل هنالك هل مثلاً يتدخلُ فيها مقص الرقيب كما هو الحال في الدول العربية أم أن الأمور متروكة للتساهيل أم كما يقول المثل(العِجل مطلوق على أمه)؟ فأنا مثلا كتبت للشعب العربي عدة رسائل وقلت لهم سيروا خلف الشعب الأمريكي ..سيروا خلف الحريات العامة وافتحوا لها الطريق ,وأنا أعلم بأن كل رسائلي لم تصل واحدة منها إلى الشعب العربي وأعلم بأن السيوف والجلادين كانوا يلفلفون الورق ويكعبلونه ويرمونه في سلال المهملات , لذلك آليت ُ على نفسي أن أكتب هذه المرة رسالة إلى الشعب الأمريكي لأقول بأن هذا الشعب الحديث هو آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الاجتماعية فهو آخر مخترعات التحولات الاجتماعية, وعلى أية حال أنا أتمنى على الشعب الأمريكي وخصوصا اليمين المعتدل المسيحي بأن يتبنى مسألة تنوير الفكر العربي وتنوير العقول العربية ودعم المتنورين منهم بدل دعم اليمين المتطرف أو المعتدل الاسلامي, حتى أن المسلم العربي المعتدل نوعاً ما لا يقبل في المجتمع المدني أو بأن يدخل المجتمع المدني حياته لذلك على الشعب الأمريكي مساندة العلمانيين العرب أو اللادينيين لأن هؤلاء وحدهم هم من يؤسس للمجتمع المدني الحديث .

وتكاد أن تكون غالبية كتاباتي عبارة عن رسائل موجهة إلى الشعب الأمريكي فأنا منذ ولدت أو منذُ وعيت على هذه الحياة وأنا أكتب رسائل ومقالات متنوعة تهدف جميعها لمناشدة المجتمع الأمريكي حكومة وشعبا بأن يتدخلوا في حياتنا وبأن يخلصونا من أنفسنا فنحن أعداء بعضنا البعض وعدونا ليس إسرائيل ولا أمريكيا فعدونا هو الجهل المُطبق علينا في كل مؤسساتنا وهو عبارة عن مؤسسات حكم قديمة تحكمنا وهو عبارة عن مؤسسات مجتمعية قديمة تتحكم بمصيرنا .

لقد كنتُ وأنا شاب في مقتبل العمر أسمع شيوخَ الدعوة الإسلامية وهم يقولون وعيونهم يملؤها الحزن والبكاء : "والله يا إخوان إنه الأمريكان المسيحيين الكفار اللي يموتوا وهم على دين الكفر خطيئتهم يوم القيامة في رقابكم أنتم المسلمون"
طبعا وهنالك كثير من المُصّرين على هذه المقولة ولكن أنا مثلاً عندي رأي آخر بالموضوع وهو أن المسلمين الذين يموتون وهم على دين نقيض للمجتمع المدني خطيئتهم في رقاب الشعب الأمريكي.

خلاصة الموضوع وأهم شيء هو أن لا يسيطر العرب على الإنترنت.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشابه أسماء
- ما زلتُ أنتظر الرحيل
- العقل السليم في الجسم السليم
- الكذب على الأطفال
- الانتخابات لعبة حقيرة
- الأرض المحروقة
- الشفافية مصطلح أردني
- فاقد حاسة الذوق
- الدراجة حررت المرأة والمصنع حرر الرجل والمرأة
- الأصحاء عقليا
- غير قابل للتطور
- أستطيع الإرضاع
- يا ديّان
- أكلت نصيبي
- سرقوا نظارتي
- أنا المستفيد من تخلف المرأة
- هزي يا نواعم
- وسام الحمير من الدرجة الأولى
- أمي توصيني على الحكومه
- متى سنصبح مثل العالم والناس؟


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - رسالة إلى الشعب الأمريكي