أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - الدراجة حررت المرأة والمصنع حرر الرجل والمرأة















المزيد.....

الدراجة حررت المرأة والمصنع حرر الرجل والمرأة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3175 - 2010 / 11 / 4 - 09:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل تعلم عزيزي القارئ بأن الدراجة النارية هي التي حررت المرأة من لبس الجلباب أو الألبسة الطويلة وجعلت المرأة ترتدي البنطلون مثلها مثل الرجل؟ وهل تعلم بأن العمل(الشغل) كان لدى الشعوب المتأخرة عيبا كبيرا , فكان أكبر عيب على الرجل هو أن يعمل لذلك كان الإنسان لا يحب ارتداء البنطلون لأن البنطلون كان لباس الإنسان الذي يعمل كعبد أو كأسير , ولكن مع ظهور الدراجة والمصانع تحرر الجميع من العبودية ولأن العمل أصبح سهلا وغير متعب لذلك الجميع عمل في المصانع والجميع ارتدوا البناطيل رجالا ونساء ..لذلك يجب أن تصلي المرأة للدراجة وللمصانع.

طبعا سنورد في نهاية المقال قصة الدراجة التي حررت المرأة الباريسية ولكن قبل ذلك أريد أن أطل عليكم بإطلالة سريعة على البنطلون والجلباب فارتداء الملابس ليس له أي علاقة بأخلاق الشعوب, بل كان لارتداء الملابس طبيعة خاصة تتعلق بظروفها هي وليس بأي ظروف أخرى, ولم يكن الإنسان في البداية يرتدي الملابس للتمظهر فيها أو للخروج على الناس بالموديلات والصرعات , بل وكان الإنسان يلبس الملابس فقط من أجل أن يحصل منها على الدفء, وكانت الشعوب القديمة تكتفي فقط بتغطية العورات الكبيرة والغليظة بالنسبة للرجل وللمرأة, ولم تكن هذه التغطية بسبب قانون شرعي أو إلهي بل بسبب شُح المصادر وقلة الإمكانيات , فكانت مصادر الخيوط وصناعتها قليلة ولا تكفي بالغرض, لذلك لم يكن العوام قادرون على ارتداء ملابس تغطي كافة أجسامهم بل كانوا يرتدون ما يغطون به العورة, أما الأسياد والوجهاء فكانوا يملكون القدرة على ارتداء جلابيب وسيعة وفضفاضة كما يظهر ذلك في الصور والمنحوتات الرومانية واليونانية بحيث يجلس النبلاء ويمشون في الشوارع وهم يرتدون الملابس الطويلة أي الجلابيب للرجال وللنساء.

ويلاحظ اليوم ان الرجال والنساء يلبسون الدشاديش والجلابيب في المواقع الحارة ولايعتبرون في تلك المواقع ان ذلك تشبها بالنساء ولا يعتبر عيبا أخلاقيا وذلك يعود إلى أسباب موضوعية من أهمها :
ان الجلباب والدشداش يعمل ميكانيكيا على تهوية الساقين أثناء الحر, لذلك شاع في المناطق الحارة لبس الجلابيب للنساء والرجال ومع تقدم الحياة العملية ظل الارستقراطيون والنبلاء مستمرون في لبس الجلابيب الدشاديش وهذا يعود إلى ابتعادهم عن ساحة الإنتاج المهني.

أما فيما يتعلق بالعبيد فإنهم كانوا هم أول من ارتدى البناطيل قبل أنم تشيع بين الناس ونظرا لابتعاد النبلاء عن ساحة العمل والإنتاج فقد اتخذوا لبس الدشاديش والجلابيب رمزا ارستقراطيا لتكبرهم عن الأعمال اليدوية في المجال الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي, وكان العمل يعتبرُ عيباً بالنسبة للأرستقراطيين الذين كانوا يعيشون بكد وتعب غيرهم كما يعيش الدهاة اليوم على حساب أخطاء غيرهم وزلاتهم ...لذلك كان يعتبر العمل من اختصاص العبيد والأقنان ولتوفير سهولة الحركة فقد التزم العبيد بلف قطعتين من القماش منفصلتين عن بعضهما حول الساقين وهذا ما عُرف بعد ذلك باسم (البنطلون).

وكان قبل ذلك يعتبر البنطال في المواقع الباردة من ضرورات حماية الإنسان من البرد القارص فقد عمد هنالك الرجال والنساء إلى لف جلد الحيوان بين الساقين وذلك لتوفير الحرارة اللازمة لحماية الجسم من البرد , وهذا بعكس سبب ارتداء العبيد للبنطلون فالعبيد ارتدوه لكي يستطيعوا العمل ولتوفير سهولة الحركة وهنا علينا ان نلاحظ ونستنتج ان ارتداء الملابس لم يكن في بداية الأمر يتعلق بالتمييز الطبقي أو المذهبي وإنما كان بسبب عوامل الحر والبرد و العمل للعبيد والجلوس بلى عمل بالنسبة للنبلاء, وهنا يظهر أن المجتمعات القريبة من المواقع الباردة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية ارتدوا البناطيل وفي المناطق القريبة من خط الاستواء ارتدوا الجلابيب باستثناء العبيد .

ونلاحظ ان هذه العادات ما زالت سارية المفعول في الخليج العربي وصعيد مصر وهما من المواقع الشديدة الحرارة بحيث يرتدي هنالك الرجال والنساء الجلابيب أو الدشاديش

أما فيما يتعلق باليونان فقد أصبح الأمر مع تقدم المهن يحمل طابعا أخلاقيا وذلك يعود إلى تكبر وترفع النبلاء عن الأعمال المهنية ولرضوخ العبيد للعمل ألقسري لذلك أصبح للبنطال والجلباب مزايا طبقية .

وبما ان النساء محرومات من العمل ومحتجبات عن الحياة العامة فإنهن أيضا التزمن بلبس الجلابيب وظلت هذه العادات سارية المفعول حتى اعتبرت مع التقدم التاريخي ضرورة أخلاقية وكان يعتبر أهل اليونان ان لبس البنطال من الأزياء الخاصة بالعبيد والمتخلفين اجتماعيا ومن الملاحظ ان الصور المنحوتة والقديمة في عهد الرومان واليونان يظهر بها الأسياد وهم يلتفون بعباءات وجلابيب ولا يظهر البنطال إلاّ في المنحوتات والرسومات الخاصة بالعبيد ولكن لسوء حظ الباحثين لا تتوفر منحوتات للعبيد إلا النادر منها ندرة الزئبق الأحمر رغم ان العبيد هم الفنانون الذين كانوا ينحتون التماثيل ويرسمون الصور.

وظل لبس البنطال والجلباب يحمل هذه المعتقدات حتى بداية عصر النهضة خارج الفاتيكان وبالمناسبة كان البابا ( كليمان الخامس ) قد اصدر قرارا في عهده سمح به دخول البنطال لأول مرة إلى مدينة الفاتيكان وقد كان قبله محرما تحريما قطعيا .

وقد استمر الصراع حول لبس البنطال للمرأة من حيث شرعيته فمع تقدم العلم وبناء المصانع لبس الرجال البنطال وذلك لكي يتمكنوا من توفير حرية الحركة والسير وبما ان المرأة كانت محرومة من العمل فقد ظلت ملتزمة بلبس الجلابيب ومع تقدم وسائل الإنتاج نزلت المرأة إلى العمل ولكن بدون ارتداء البنطال .

ولم يكن لباس المرأة متعلقا بالحياء وبالأخلاق فالأخلاق العامة تختلف من شعب إلى آخر وقد كان-مثلاً- كشف صدر المرأة مباح في عموم أرجاء أوروبا ولكن من الملاحظ جدا ان المرأة هنالك كان يحمر وجهها خجلا إذا ظهر كاحلها أو إذا كشفت عن ساقييها .

وظلت هذه العادات سارية المفعول تقريبا حتى ظهرت صناعة الدراجات في أوروبا وعندها ظهرت مشكلة كبيرة في فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية:

وكانت المدام( فيوليت ) وهي امرأة فرنسية عضوا في الإتحاد النسائي الرياضي وقد تطوعت لنقل الجرحى أثناء الحرب العالمية وكانت تركب سيارة إسعاف وأحيانا تقود دراجة وهي تلبس البنطال لتتمكن من سهولة الحركة على الدراجة ولم يكن احد يعترض عليها وحين وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها تقدم الإتحاد النسائي بطلب إلى المدام فيولييت بضرورة خلع البنطال وقد رفضت تلك المدام خلع البنطال ولذلك فصلت من الإتحاد لمخالفتها الأخلاق العامة , ورفعت المدام فيوليت قضية على الإتحاد النسائي أمام محكمة ( السين ) في فرنسا وكسب محاموا الدفاع القضية لصالحها للأسباب الموضوعية والتي تتعلق تاريخيا ب :

- نزول المرأة للعمل.

- ظهور الدراجة وحق المرأة بقيادتها
-
- المناطق الحارة وتهوية الساقين.

- تقدم الحياة الفكرية وتحليل الموضوع تحليلا علميا.

ونحن مازلنا على الصعيد الشرقي نناقش الموضوع نقاشا عقيما وعقائديا وما زالت اغلب العائلات الشرقية تحرم على بناتها لبس البنطال وتعتبره عيبا كما كان اليونانيون يعتبرونه لبس المتأخرين مثل العبيد والأقنان.

ان لبس الملابس لم يكن في أي يوم من الأيام يحمل طبيعة أخلاقية واحدة ففي المواقع الباردة كان لبس البنطال ضروريا لحماية الساقين من البرد الشديد وكذلك كان أيضا في المواقع الباردة شرب الخمرة أمرا ضروريا لتوفير الحرارة والدفء الناتج عن احتراق الأشربة المخللة والمعتقة .

أما في المواقع الحارة فقد كان لازما لبس الجلابيب وذلك لتهوية الساقين من الحرارة الحارقة في المواقع القريبة من خط الاستواء.
وما زلت أنا كاتب هذه السطور اسمع عن قصص غريبة ومضحكة عن البنطال , فقد كانت الناس قبل 70 عاما يخرجون من منازلهم حين يسمعون عن رجل لبس بنطا لا وذلك لكي يروه ويضحكون منه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصحاء عقليا
- غير قابل للتطور
- أستطيع الإرضاع
- يا ديّان
- أكلت نصيبي
- سرقوا نظارتي
- أنا المستفيد من تخلف المرأة
- هزي يا نواعم
- وسام الحمير من الدرجة الأولى
- أمي توصيني على الحكومه
- متى سنصبح مثل العالم والناس؟
- الحلم الوردي
- المرأة هي المجتمع المدني
- أول إنجيلٍ قرأته
- علي بابا والأربعين حرامي
- مشغول جدا
- ارضاع الكبير
- أحلمُ بالتغيير
- أدعية شرانية
- أطالب بعودة الاستعمار


المزيد.....




- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والإعل ...
- صلة رحم.. معالجة درامية إنسانية لقضايا النساء
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - الدراجة حررت المرأة والمصنع حرر الرجل والمرأة