أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمير الحلو - قرار ينبغي التراجع عنه














المزيد.....

قرار ينبغي التراجع عنه


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 12:20
المحور: المجتمع المدني
    


من المعروف ان مسؤولية اجهزة الدولة هي تنظيم مسارات الحياة العامة في المجتمع من خلال سنّ القوانين والانظمة والالتزام بتطبيقها وتوصيفها لذوي الشأن ليجري الالتزام بها،مع وجود العقوبات على المخالفين،ولكن اللجوء الى مقولة(الباب اللي تجيك منه الريح سدّه واستريح)تتناقض مع تلك المسؤولية للدولة،فالمنع والاغلاق الشامل ليس هو الاسلوب الصحيح لمعالجة الامور لآن البديل عن ذلك زيادة عمليات التهريب والرشوة والبيع بالسر واللجوء الى وسائل غير مشروعة للحصول على الممنوع او استبداله بما هو اخطر منه على الصحة والاخلاق .
أقول ذلك لادلي بدلوي مع زملائي الذين كتبوا عن بعض الظواهر التي تتناقض مع مفهوم الديمقراطية التي نتحدث عنها ليل نهار،ولا أقصد هنا الدعوة الى الانفلات أو فتح الابواب امام تفشي الظواهر السيئة التي تخدش الحياء العام،ولكني لست بالمختص الذي يعطي الذرائع الشرعية والقانونية،ولكني كمواطن اعرف ومنذ ان فتحت عيني في وطني ان هناك اماكن يلجأ اليها البعض لتعاطي المشروبات او التسلية،وشفيعي في حديثي انني لست من مرتادي هذه الاماكن ولا أدافع عنها،ولكني اتحدث عن مبادئ عامة يجب علينا ان ندافع عنها كجزء من حرية المواطنين الذين لا يسيئون للآخرين،فمقر الاتحاد العام للادباء العراقيين عبارة عن مبنى مستور ومغلق على نفسه ولا تطل عليه العوائل ولا يطل عليها،وبالتالي فان نشاطاته الادبية المستمرة يرافقها وجود ناد يرتاده الادباء وهو موجود منذ تأسيس الاتحاد ولم نسمع يوماً باية حالة خدش للحياء او الاعراف صدرت من هذا المبنى،لذلك فان مجيء قوة عسكرية لاغلاقه يعني تدخلاً في حرية الناس الذين لا يسيئون للناس الآخرين ،وبالامكان وضع قوانين وانظمة تنظم مثل هذه الممارسات و(الهوايات)وحتى الاحتراف لدى البعض بدلات من المنع،وقد تكررت بعض الصور التي تعطينا مؤشرات كثيرة تثير القلق في نفوسنا منها منع سيرك من تقديم عروضه البريئة لاطفال البصرة،او الموسيقى والغناء في مهرجان بابل،ثم غلق النوادي الليلية ومنع المشروبات الكحولية.
ومع اعترافي ان بعض النوادي الليلية وخصوصاً غير المجازة قد تقدم عروضاً غير مقبولة وقد يتصرف بعض روادها بشكل يسيء للاخلاق والاعراف العامة،ولكن المطلوب هو تنظيم عملية منح الاجازات ووضع شروط لظروف العمل وما يقدم داخلها،وقد كانت هناك تعليمات صدرت في الثمانينات تضع مسافة تقدر بكيلومترين بين مثل هذه الاماكن والمناطق السكنية او الدينية،ويمكن الرجوع اليه واغلاق أي محل يمكن ان يكون وسط منطقة سكنية بما يجعل المواطنين يتأثرون وينزعجون من وجوده.
أنني لا أريد الدفاع عن(باطل)ولكن عملية المنع ستفتح الابواب امام ممارسات أشد خطورة كاللجوء الى المخدرات التي لم يكن العراق من الدول الموبوءة بانتشارها،او ان يقوم البعض بتصنيع المشروبات المغشوشة والضارة،وهنا أود التأكيد اني لا ارتاد هذه الاماكن ولكن هناك بعض النوادي الاجتماعية التي تحافظ على سمعتها ويرتادها اناس محترمون لا يسيئون الى أحد،وبالتالي ان المواطن محروم بشكل عام من المتعة الحلال والكثير يرابط في داره لاسباب أمنية او اجتماعية ولكنه قد يلبي دعوة للذهاب الى أحد النوادي الاجتماعية ومنها نادي اتحاد الادباء العراقيين.
من المعروف ان السودان الشقيق من البلدان التي تستهلك الكثير من المشروبات الكحولية، وكان الرئيس جعفر النميري من ضمن (المواطنين) الذين يتعاطونها،ولكنه وقع مريضا لسبب أو لآخر فنصحه الاطباء بترك هذا التعاطي،فما كان منه ألا ان اصدر أوامره ليس في غلق محلات البيع فقط وانماً جمع كل ما موجود في الاسواق ومرت عليها عجلات حديدية(حادلات)لتكسيرها امام عدسات التلفزيون،وقد أصبح الموضوع نكتة فكيف يشرب المواطنون في حين ان السيد رئيس الجمهورية محروم طبياً؟
لا أريد ان اربط موضوعناً مع هذا الحدث ولكني أقول اذا كان بعض المسؤولين لهم معتقداتهم الخاصة وهم احرار في ذلك فليس من حقهم فرضها على جميع الناس مادامت لا تسيء الى المجتمع وقيمه واخلاقه...وهنا يبرز دور التنظيم والقوانين والانظمة .



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عالم الصحافة
- ألقضاء والقدر
- أهمية الكتب في تطوير المدارك الفكرية
- أدب المخاطبة والرد
- فرض الأتاوات
- الوراثة على الطريقة الكورية
- أسفا بغداد
- والله زمان!
- الراية البيضا
- نايف حواتمة واليسار العربي
- محاكمة من أجل الطماطة
- لنحكم بموضوعية على ما حدث
- لمن نصفق؟
- ذكريات في عيد الصحافة العراقية
- أوقفوا معاناة الشعب
- ألعفة والنزاهة في الحكم
- الديمقراطية على الطريقة الاسرائيلية
- إبن فطوطة
- الأنفصال وحقيقة ما حدث
- وبعدين؟


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمير الحلو - قرار ينبغي التراجع عنه