أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - أسفا بغداد














المزيد.....

أسفا بغداد


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16 - 14:38
المحور: كتابات ساخرة
    


أسفاً بغداد
الكثير من الاشياء الطبيعية الجميلة التي عشناها في حياتنا،نفتقدها الآن على بساطتها،وقد تكون هناك بعض العوامل والظروف التي(غيبتها) ولكن السنوات تمر والاوضاع تتفاقم نحو عدم عودة (بعض) مظاهر الحياة اليومية الاعتيادية ومنها تجمع الجيران والاصدقاء في المقاهي القريبة من سكناهم او المعروفة تقليديا مثل مقاهي البرلمان والحاج خليل والزهاوي في الحيدر خانة سابقاً، فقد كنا طلابا في الجامعة ولكننا نلتقي في مقهى البرلمان لنقرأ جميع الصحف على طريقة(العشت)بعشرة فلوس ونعيدها لصاحبها،ونقضي الوقت في احاديث نافعة،كما ان(قهوة الطرف) كانت مركزاً لتجمع شباب المنطقة من العصر حتى ساعات متأخرة من الليل،فقد كانت مقهى(أبو عامر) في منطقة الرحمانية والجعيفر قريبة من دارنا،فالتقي فيها يوميا مع اصدقائي (السياسيين) من الجيران وغيرهم،حتى أصبحت المقهى منتدى سياسياً،نحوّله وقت الامتحان الى مكان للدراسة،ويهيء لنا صاحب المقهى ركنا هادئا او سطح المقهى لمراجعة دروسنا،وكان يقفل المقهى(رسميا) في الساعة الثانية عشر منتصف الليل،ولكننا نسحب (المصاطب الطويلة) الى شاطئ نهر دجلة ونكمل سهرتنا الى الثالثة فجراً.وعندما كبرنا وتخرجنا من الجامعة واستلمنا الوظيفة الحكومية أصبحت النوادي ملتقانا السياسي والثقافي والترفيهي .
ما أثارني لأكتب عن ذلك أن احد زملائي القدامى زارني في الجريدة ليقول لي أنه أعطى موعداً لصديق بقصد انجاز معاملة ما،في باب المعظم على أمل وجود مقهى مشابهة لمقهى(الاداب) الشهيرة سابقاً ليجلس مع صديقه،ولكنه فوجئ ان هذه المنطقة الحيوية في قلب بغداد لا تصلح(للقاء)فلا مكان للجلوس ولا(مأوى) لمن يريد ان يتخذها منطلقا لانجاز معاملة او مهمة،ولانه كان فترة في الخارج وعاد مؤخراً،حاولت ان اخفف عنه لاشرح له حالتي الشخصية،فقد كنت اخرج من مكان عملي الصحفي في ساعة متأخرة ولكني كنت متأكداً من وجود(مأوى) التقي فيه ببعض الاصدقاء من محبي السهر مثلي فنبقى ساعات اخرى ونعود الى بيوتنا بـ(أمان) في جميع العقود السابقة.
من الممكن للانسان ان يتحمل ظرفاً طارئاً قد يطول ولكن لن(يدوم)فجميعنا نشعر ان الحياة العامة قد(ماتت) ولا يدري الانسان اين يذهب فلا مقاهي الحي موجودة ولا المقاهي العامة والمعروفة سابقاً موجودة،ولا ظلمة الليل(مأمونة)ويفضل الجميع ان يأوي الى داره هروباً من مفاجأت الليل وازعاجات الطريق ومخاطره.
وأقولها بأسف ان بغداد قد تحولت الى مدينة كئيبة وتوقفت الحياة العامة فيها،واذا استثنينا بعض النوادي التي قد يذهب اليها البعض مع التطلع الى ساعاتهم طيلة جلساتهم حتى لا ينتهي الموعد المحدد للعراقي (التجوال) فيه وعليه العودة الى بيته قبله.
ويشهد الله انني لا أريد توجيه اللوم الى جهة ما (ليس خوفا منها) ولكني اطلب ان تعيد بغداد (بعض) حياتها،خصوصاً وان جميع ان لم تكن اكثر التفجيرات وغيرها تحدث صباحاً،ومع ذلك فان الانسان عندنا شجاع الى درجة انه يمر بعد دقائق على أخطر الاماكن ويحاول ممارسة حياته اليومية بشكل اعتيادي .
شجعوا فتح النوادي والمقاهي وارفعوا الجدران العازلة قدر الامكان وخففوا من اجراءات (افتح ضوء سيارتك) ثم(اطفيء ضوء سيارتك) من قبل نقاط التفتيش في الليل،واجعلوا الانسان يسير بحريته على أرض وطنه،وقد ندفع تضحيات لقاء ذلك،ولكن ما ندفعه مع وجود هذه الاجراءات اكثر.
صديقي القادم الى بغداد بعد سنوات يرفض ان تكون هذه هي بغداد بعد ان شاهد الجدران العازلة والاوساخ المتراكمة و(الحواجز) والاتربة والحفريات وغيرها من مظاهر (السعادة المتخلفة).



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والله زمان!
- الراية البيضا
- نايف حواتمة واليسار العربي
- محاكمة من أجل الطماطة
- لنحكم بموضوعية على ما حدث
- لمن نصفق؟
- ذكريات في عيد الصحافة العراقية
- أوقفوا معاناة الشعب
- ألعفة والنزاهة في الحكم
- الديمقراطية على الطريقة الاسرائيلية
- إبن فطوطة
- الأنفصال وحقيقة ما حدث
- وبعدين؟
- ما الذي حدث عسكريا يوم 9/4/2003؟
- هل كان الهجوم الاميركي
- إعتراف
- الكهرباء والبيئة
- عقوبات رادعة
- دواخل الاشياء
- ألانقلابات العسكرية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - أسفا بغداد