أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - لمن نصفق؟














المزيد.....

لمن نصفق؟


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 14:18
المحور: كتابات ساخرة
    


لمن نصفق ؟
لا أعرف من(اخترع) التصفيق تاريخيا،وقد يكون استعماله في البداية كان لاغراض أخرى غير المديح والتودد و(النفاق)،فهو بمثابة إشارة أو تنبيه للآخرين عندما تعجز اللغة عن ايصال ذلك.
وأدعي أنني منذ أن فتحت عيوني وأنا أرى التصفيق في المدرسة والشارع والسياسة والادب والفن،فما من وسيلة جرى(اختراعها) للتعبير عن الاعجاب الحقيقي أو المزيف إلا عن طريق التصفيق لما يقوله معتلي المنصة،سواء كان إعجاباً به أو مجاراة لشخص أبتدأ التصفيق فأحرج الآخرين وجعلهم يشاركونه (الصفكة) .
كان التصفيق يعني بالنسبة لاغاني أم كلثوم مثلا هو إعادة مقطع أعجب الجمهور،وكذا الامر مع بيت أو مقطع شعري يطلب الجمهور إعادته بالتصفيق أوبكلمة(أعد)،ولكن(المشكلة) بدأت عندما دخل التصفيق عالم السياسة فكنت نرى الملايين التي يسوقها هتلر الى محرقة الموت في الحرب العالمية الثانية تصفق له وهو يخطب أمامها بحماس وعصبية شاتماً أجداد أعدائه من الدول الغربية الاخرى ومحرضاً على مقاتلتها (حتى الموت) ومع ذلك نسمع صيحات الحماس والتصفيق.. وكذا الامر مع(الخطيب) موسوليني وقيادته الفاشية الى محرقة الموت ونهايته (التعيسة) التي اختطها لنفسه،بينما نجد بالمقابل أن شخصية مثل(تشرشل)قادت بريطانيا ومعها الحلفاء الى النصر النهائي في الحرب لم تشتهر بكثرة الكلام والخطب والحماسية،بل كان يتابع حتى القضايا البلدية خلال الحرب ومنها رسالته الشهيرة الى المسؤول عن بلدية لندن بمشاهدته انبوباً من الماء مكسورا في شارع معين ويطلب تصليحه فورا حتى لو كانت الطائرات الالمانية تقصف لندن .
أما(مصيبتنا) في المشرق العربي فهي(ضرورة) التصفيق(الحاد) مع كل كلمة يقولها المسؤول حتى لو لم يفهمها (المصفق) ،وغالبا ما كان نجد أن لا معنى للتصفيق بعد عبارة لا تعني شيئا ولا تعطي مدلولا أو فائدة ،ولكن(الجمهور) يخشى من عدم التصفيق خوفاً من اتهامه بعدم المولاة وحتى العمالة لاجنبي (ليس المهم من يكون) ,
قرأت عبارة لكاتب اسمه (جلاسو) يقول فيها (التصفيق هو الوسيلة الوحيدة التي نستطيع ان نقاطع بها أي متحدث دون أن نثير غضبه)،وباعتقادي أن هذه (الحكمة) بليغة جدا فلا يوجد خطيب،مسؤولاً كان أو متحدثاً (يزعل) عندما يقاطعه أحد بالتصفيق حتى لو لم يتم إنهاء جملته،فالاعجاب احيانا يصل بالمستمع الى درجة (فقدان التوازن) فيصفق بهيستيريا ويهتف عالمياً،بما يجعل الخطيب يحفظ له هذا الموقف ويجازيه خيرا في اقرب فرصة.
والمشكلة هي أن جو التصفيق يحرج من لا يريد أن يصفق فقد يعتبر ذلك موقفا منه ضد الخطيب أو فحوى خطبته خصوصا اذا كان الموضوع سياسيا و(حساسا) كالعادة .
وأنا أتحدث حول هذه الظاهرة مع أحد الاصدقاء سألني ما هو موقف من لديه يد واحدة بسبب حادث أو غيره ولا يستطيع التصفيق؟قلت:بسيطة يرفع يده الوحيدة ويلوح بها بقوة ويبقى كذلك حتى لو توقف التصفيق فله(اجران)في موقفه هذا .
اللهم جنبنا الذهاب الى الاماكن والمناسبات التي (تجبرنا) على التصفيق،في ظروف يريد فيها الشعب أن تستعمل الايادي البشرية في الانتاج والخدمة ... والمصافحة .



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات في عيد الصحافة العراقية
- أوقفوا معاناة الشعب
- ألعفة والنزاهة في الحكم
- الديمقراطية على الطريقة الاسرائيلية
- إبن فطوطة
- الأنفصال وحقيقة ما حدث
- وبعدين؟
- ما الذي حدث عسكريا يوم 9/4/2003؟
- هل كان الهجوم الاميركي
- إعتراف
- الكهرباء والبيئة
- عقوبات رادعة
- دواخل الاشياء
- ألانقلابات العسكرية
- بين الوحدة والاتحاد وسحق الجماهير
- ثقافة وزير الثقافة
- تعاليت من صاعق يلتظي
- حول الدراسة المختلطة
- الطيور والوطن
- أعجاب بالعدو


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - لمن نصفق؟