أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - الضوء الأحمر !














المزيد.....

الضوء الأحمر !


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 3200 - 2010 / 11 / 29 - 21:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



طيبون كفاية ؛ قلوبنا كفراشات تعشق الضوء المتوهج وتسبح في فضاءاته .. مشاعرنا الرقيقة يسحرها الألق ويسكرها النور .. نقترب أكثر من بؤرة الضوء.. فإذا بالضوء الأبيض الملائكي يتحول إلى ضوء أحمر: بلون الدم المسكوب على أرضنا .. وفي بيوتنا .. وفي بيوت الله !
طيبون كفاية ، لأننا نقترب بحميمية إلى اناس يحملون وجوهاً كأنها وجوه ملائكة .. فإذا بنا في مصيدة لرسل كذبة ، وفعلة ماكرون ، يتنكرون كما يفعل الشيطان عندما يغير شكله إلى شبه ملاك نور !
طيبون كفاية ؛ عندما نرى الذين يبنون بيوتاً للعبادة، والصلاة .. فنهرع باعطياتنا ، التماساً للثواب، والحسنات، والبركات ... لنكتشف بعد ذلك، صدق التاريخ العظيم : "ليست كل المعابد بيوتاً لله ، فنوع منها كانت مسكونة بالشياطين"!
طيبون كفاية ؛ لأن الأعمال الطيبة هي دائماً تفيض بالنور .. لكن ابداً عرضة للظلام .. ظلام الآخرين الذين يشوهون كل عمل نبيل .. فيحولون أموال الزكاة ، والتبرعات اليومية إلى سيوف، وسكاكين، وبارود، ورصاص ... ورغم هذا ، وكصفة مميزة لعمل الخير ، يستمر في اغرائنا بفيض من النور!
طيبون كفاية ؛ لأننا نثق في إيمان هؤلاء الذين يدعون إلى وجود الله الواحد الأحد .. الذي لا شريك له .. لكنهم لا يتركون الله يحاسب خليقته ؛ لأنهم يأخذون دوره . ولنبكي نحن في النهاية ، على جدران الصحف الورقية والالكترونية، وامام الشاشات !
طيبون كفاية ؛ لأننا نصغي إلى صيحات التكبير ، فنتهيئ لتلقى كلمة السماء، فإذا بهم يذّكروننا بما ورد في أحد النصوص الهندوسية ، عن نشوة الرب المبارك : "الآن اصبحت أنا الموت ، إنني مدمر العالم" !
وبينما نتعاطف معهم في قضايا خادعة، ننسى أنه ليس هناك قضية مهما كانت ، تبرر ذبح الابرياء !
طيبون كفاية ؛ لأن هناك من يدّعون الفروسية والبطولة والشهامة، فنصدقهم ..ولكنهم عندما ينقضون على غيرهم، لا يحترمون شجاعة الآخر، ولا يقدسون إيمانه بمبادئه، فينكلون بجثته، ويرمونها؛ لتأكلها وحوش البرية !
طيبون كفاية ؛ لأننا ضعفاء أمام الذين يتخذون من الدين شعاراً لهم، فنُصفّ مع القائلين :"الإسلام هو الحل" .. مع أنه الحل الوحيد ليتبوأوا هم المكانة التي يبغون ويريدون، وليس نحن !
ونجلس أما الشاشة التي "تنقلنا إلى الجنة"، فإذا بها تعلن وتذيع العداوة للحياة، وللطبيعة، ولإرادة الإنسان، والآخر !
ونستجيب لنداء "الحجاب"، كمحافظين على المرأة، وعلى مجتمعاتنا . ولكننا نجدهم يستخدمونه كرمز مرئي للتفرقة ، وللاختباء به في أعمال السطو ، والاغتصاب ، والقتل !
طيبون كفاية .. وأرجو أن نظل متمسكين بطيبتنا .. وفي ذات الوقت .. علينا ان ننزعج من سذاجتنا . وأن ندرب حواسنا، وعقولنا، على الاكتشاف المبكر للشر، الذي يظهر متنكراً ليبدو كضوء بهيج، ولكن آثاره بشعة . وإلا أصبحنا كمن يساند الشر ، ويساهم في مده، واتساعه !...



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنضع عنواناً لهذا الفيلم !
- النسر والسيف !
- كتاب .. ونذير !
- إلى ابن الشيطان ..
- عندما تصبح الحمائم فئراناً !
- على نبض الفرح تماماً !
- ليتكم تتمثلون بعدوكم !
- ياء الوزة !
- من وحي المدينة الأولى ..
- أنت ما تزال صغيراً ..
- أصابع .. ومشاعر
- أليست هذه : إيحاءات جنسية !
- هل رمضان كريم ؟!..
- التوقيت الحائر !
- إلى المناضلة نجلاء الإمام ..
- صرخة كاتب !
- جنونيات !
- من قاموس الوطن
- طوباك أيها المصري !
- نوم اليقظة !


المزيد.....




- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع ...
- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - الضوء الأحمر !