أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل عطية - النسر والسيف !














المزيد.....

النسر والسيف !


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 23:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



كثيراً ما نكيل الاتهامات بدون حد أقصى للبطش الروماني ، ونتجاهل ما صنعه الغزاة الذين غزو مصر فيما بعد !
وكثيراً ما يلذ لأتباعهم ـ الذين يواصلون كذبهم ببراعة منكرة عندما يفتحون فمهم ـ ، أن يتبجحوا بالقول : أنه لولا السيف العربي ؛ لأفنى النسر الروماني الأقباط ، وماترك منهم في الوجود بقية !
وكأنهم يريدون أن يمحوا بكلمة واحدة :
تاريخاً من التواتر جيلاً بعد جيل !
وتأريخاً من المؤرخين ، منهم مسلمين ، من أمثال : البغدادي ، وابن القفطي ، والمقريزي ، وحاجي خليفة !
وأن يغسلوا كل ما تفوه به حاملي السيف أنفسهم ، عندما طالعتهم مصر بجمالها ، وعظمتها ، وخيراتها ، وهي تسقط في قبضتهم !
فهاهوذا عمرو بن العاص ، قائد الغزو العربي ، يقول عن رأسها : "فتحت مدينة لا أستطيع أن أصف ما فيها ، الاعراب يغطون عيونهم من بهر المرمر والطلاء" !
فماذا فعل ابن العاص بثاني مدينة في العالم بعد روما ، الغنية بسكانها ، البالغة أقصى درجات الجمال ، وعجائبها أكثر من أن تحصى ؟!..
لقد دك اسوارها ، وطرحها أرضاً ، وأضرم النار في ربوعها ، حتى تحولت إلى خرائب !
ومن منا لا يرثي في غضب وقور خسارة العالم التي لا تعوض ، عندما حرق المتبربرون مكتبتها الفائقة الفخامة ، بناء على إذن من عمر بن الخطاب : "إن كانت هذه المؤلفات تتفق وكتاب الله ، فلا فائدة منها ولا حاجة بنا إلى حفظها . وإن كانت تخالفه ، فهي ضارة ويجب إعدامها" !
وبعد أن انزوت مدينة الاسكندرية في وادي ظلال الموت ، يلتفت عمرو بن العاص إلى جسد مصر الطاهر النقي ، ويغازلها في رسالة إلى ابن الخطاب : "فبينما مصر يا أمير المؤمنين لؤلؤة بيضاء ، إذا هي عنبرة سوداء ، فإذا هي زمردة خضراء ، فإذا هي ديباجة رقشاء ، فتبارك الله لما يشاء" !
ويلاحقه ابنه عبد الله ، بالقول : "من أراد أن ينظر إلى الفردوس فلينظر إلى أرض مصر حين تخضرّ زروعها ، ويزهر ربيعها ، وتكسي بالنوار أشجارها ، وتغني أطيارها" !
ولكننا نكتشف أنه غزل شرير ، يمكننا اختزاله في قول عمر بن الخطاب ، عندما حاقت المجاعة بالمدينة المنورة : "خرّب الله مصر في عمران المدينة وصلاحها" !
وهل هناك خراب أكثر من هذا ، أن تتحوّل جنة الله على الأرض ، من مزرعة غلال العالم كله إلى أرض المجاعات !
وأن يقضى على آلاف السنين من الابداع العبقري للحضارة المصرية !
وأن يباد شعبها ليصل إلى أقل من الربع ، ليودّعوا هويتهم ، ولغتهم ، وحريتهم الدينية !
لقد كان للرومان حضارة وثقافة ورقي وتحضر ..
وكان ضميرهم ملفوفاً داخل قطعة من علمهم المرشوش بالماء المقدس ،
أو الذي كان الكهنة يسمونه مقدساً .
ورغم انهم استخدموا العنف تجاه ذوي الاديان الأخرى غير الرومانية ،
إلا انهم لم يلغوا هوية الآخرين ، أو ثقافتهم .
وقمة احتلالهم لم يصل بهم إلى الاستيطان كما فعل العرب .
فماذا يمكن أن تنتج الصحراء غير القسوة والتوحش وإزدهار ثقافة الغزو والسلب والنهب التي كانت ملمحاً مهماً في حياة العرب سواء قبل الإسلام ، أو بعده !
،...،...،...
في مأساة النسر والسيف ، سيبقى الماضي ، حاضراً ..
يدعمه الواقع الأليم !



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب .. ونذير !
- إلى ابن الشيطان ..
- عندما تصبح الحمائم فئراناً !
- على نبض الفرح تماماً !
- ليتكم تتمثلون بعدوكم !
- ياء الوزة !
- من وحي المدينة الأولى ..
- أنت ما تزال صغيراً ..
- أصابع .. ومشاعر
- أليست هذه : إيحاءات جنسية !
- هل رمضان كريم ؟!..
- التوقيت الحائر !
- إلى المناضلة نجلاء الإمام ..
- صرخة كاتب !
- جنونيات !
- من قاموس الوطن
- طوباك أيها المصري !
- نوم اليقظة !
- عندما نتعلم لغة الشيطان !
- أحقاً هي نجسة ؟!..


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل عطية - النسر والسيف !