عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 19:27
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
بعد أكثرمن ألفي عام من عمر المسيحية ، لا تزال أصوات ناموسية من الماضي البعيد ، مصرّة على تهويد الخليقة الجديدة التي في المسيح !..
من هذه التهويدات ، نجاسة الانثى في فترة طمثها ، أو بعد الولادة !..
مع أن السوائل التي يفرزها جسدها ، تدل على كمال نموها ، وإستعدادها لحياة الإنجاب ، وهي لا إرادية ، بينما المسيحية تصف فعل النجاسة بانه يتم بصورة إرادية في إتيان الشر :
كنظرة الرجل إلى المرأة ؛ ليشتهيها .
والذي يطلق أمرأته لغير علة الزني ؛ فيجعلها تزني .
لذلك فان السيد المسيح لم يصف كائن بأنه نجس إلا الارواح الشريرة ، ومن يسير في ركابها .
أليس من الكبرياء أن ندّعي لأنفسنا قداسة على حساب تنجيس الآخرين ؟!..
وأليس من التجديف أن نعطي للكنيسة ـ كمبنى ـ ، قداسة أكثر من القداسة التي للسيد المسيح ؛ فنمنع المرأة الحائض عن دخول الكنيسة ، ومطالعة الانجيل ؟!..
فالسيد المسيح كلي القداسة ، تحدث مع المرأة السامرية !
وترك لنازفة الدم أن تلمسه !
وخاطب المرأة التي امسكت في ذات الفعل ، سامحاً لصوتها أن يصل إلى اذنيه المقدسة ، وسامحاً لصوته المقدس أن يصل إلى جسدها الذي أخطأ منذ برهة وجـيزة !
كاشفاً لنا : أن النجاسة ليست نجاسة الاجساد ، إنما نجاسة الأفكار والنوايا ، وما تنطوي عليه القلوب .
ومع ذلك فالناموسيون الجدد ، لا ييأسون ، ولا يزالون يحاولون بعث ناموس العهد القديم ، ورواسبه ..
اما عن خبث ، متغاضين عن مجيء المخلص ، الذي تحدث عن جوهر الإنسان ، عن : مشاعره وعوطفه ونيته وقصده ، لا تفاصيل حياته ، وهل اغتسل أم لا ؟!..
أو هم يفسرون الناموس تفسيراً مليئاً بالاخطاء الفادحة ..
فالناموس في تعريف السيد المسيح :
"تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك هذه هي الوصية الأولى والعظمى . والثانية مثلها : تحب قريبك كنفسك . بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء " .
وفي موضع آخر :
"كل ماتريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم ؛ لأن هذا هو الناموس والأنبياء" ..
،...،...،...
فهل نُقر بأن هذه التحريمات ظالمة ضد المرأة ، ولا تواكب عهد النعمة ، ولا تتناسب مع روح الإنجيل ولا مع حرفه ؟!..
أم نصر على نجاسة المرأة ؟!...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟