عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 17:22
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يستقبل المسلم ضيفه ، قائلاً : "لقد زارنا النبي" !
والمسيحي يستقبله ، قائلاً : "لقد زارنا المسيح" !
وعندما يدخل زائر ما أحد البيوت الهندية ، يضئ له أهل البيت مصباحاً ، تكريماً له ، وترحيباً به ، وشعارهم : "الضيف لا يختلف كثيراً عن الإله" !
وأمام هذه التعبيرات الملأى بمشاعر الود والضيافة ، نجد الكثير ممن يتجاهل أهمية ، وعظمة هذه الابواب المفتوحة !
لنشتكي بعد ذلك ، من أن العائلات في أيامنا هذه ، آخذة فـي التباعد ، والتبدد ، وأواصرها تتفكك !
ونتباكى على أهل الوطن والخبز ، وقد افترقوا كما افترق يوماً البحر الأحمر !
ولأن الناس اعداء ما جهلوا ، فما نراه في عالمنا اليوم : "ليس صراع حضارات ، وإنما صدام جهالات" .. على حد تعبير الأمير أغاخان !
فعندما تنقصنا القدرة على معرفة وفهم الآخرين ، ينطفيء كل احساس بالمعاني المشتركة ، وتظهر مواقف متباعدة متنابذة ، تضرم في القلب شعارات الكبرياء والتفرقة ، والاعتزال والنًفرة ، مفرزة التطرّف والمتطرفين ، ويصبح دين الآخـر شيء غريب يجب اجتنابه ، وفضحه ، بل كراهيته .
فهل من الحـق والصواب ، أن نظل ساكنين اجسامنا ، بعيدين عن معجزة الحوار ، ومعرفة الآخـر ؛ فنخسر شركاؤنا على ارضنا المتصاغرة ، ونخسر ذكرياتنا ، التي هي حارسة لجميع اشيائنا الثمينة ؟!..
لنتزاور ـ إذن ـ ، ونتبادل الحب دون أي تحفظ ، أو ندم .
لنتزاوركجيران واقرباء في بيوتنا المضيافة ؛ فنستعيد معاً ذكرياتنا الجميلة ، وكأنها كتب مشوّقة يطيب الغوص فيها . وما أسهل أن يستهل أحدنا كلامه بالآتي : " هل تذكر ذاك الشيء ؟".. وإذ ذاك يتعاون الكل في إعادة الماضي !
لنتزاور في أماكننا المقدسة : في المسجد ، وفي الكنيسة ، وفي الاديرة .. وهي مسئولية مدارسنا ، ومعاهدنا ، وجامعاتنا ، وكـل الوزارات ، والهيئات ، وارباب الأعمـال ؛ فدورالصـلاة ، والتعبّد ، والتهجّد ، تلامس ارواحنا ، وتعطينا احساساً بالسماء ، وتذكرنا بأن هناك شيئاً خاصاً يجمعنا !
التزاور ، سيعيدنا لتاريخنا الأقدم ، وها هو عرس اخوّتنا ينتظرنا داخلنا ، فنبتهج ، ونترنم بقول العالم كيبلنج : "لا حدود ، لا قومية ، لا أصل ، يبقى لها قيمة عندما شخصان يتقابلان" !...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟