أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عادل عطية - الخروج من الاسطورة !














المزيد.....

الخروج من الاسطورة !


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 18:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ذات صباح مشرق ، وجميل ..
باحت أم لأبنها الشاب بسر كتمته بين جوانح فؤادها عشرين عاماً ..
قالت له ، وهي مزهوة بنبالته ، وفتوته :
يا بني ان اباك ملكاً يعتلي عرشاً كبيراً ،
وقد آن الأوان لأن ترحل إليه .
هذه هي وصيته لي ، ولك .
عندئذ امتشق الفتى سيفه ،
وخاض غمار رحلة شاقة كاد يهلك في دروبها الوعرة ..
لكن جسارته أنقذته ..
فقد أغمد سيفه في قلب السفلة والأوغاد ممن يغيرون على الخلق ؛
لسلبهم قوت يومهم ، وأمنهم .
عندما اقترب من مشارف مملكة أبيه ،
روعه أن البلاء يحكم خيوطه الكثيفة من حولها ،
وأن الناس من فرط تعاستهم في بؤس مقيم .
لقد كان عليهم أن يقدموا كل عام فدية ..
من خيرة شبابهم .
وأجمل فتياتهم .
إلى مملكة أخرى ،
يقذف بهم ملكها إلى وحش اسطوري يفتك بهم فتكاً .
عندما حان موعد فدية الموت ،
أصر الفتى على أن يكون واحداً منها ..
قال لأبيه الملك :
حتى تزول الغمة ينبغي أن نكون قدوة .
شق " ثيذيوس" طريقه مع أقرانه دون خوف ، أو وجل ..
كافأته الأقدار على نبله ، وجسارته ..
تمكن بضربة من سيفه أن يقتل الوحش .
هكذا تنتهي أسطورة يونانية قديمة ..
لكن رموزها الإنسانية ،
ودلالاتها الكونية ،
تبقى حتى اليوم نبراساً يضيئ الطريق للحالمين بالخلاص من زمن أزمنة القهر !
وتنثر حروف حكمتها الملهمة ،
ومفردات بلاغتها في كل بقعة على ارضنا ،
التي تكابد لعنة ،
الذين تنكّروا بممارساتهم ، واقوالهم ، وتحالفاتهم ، واصطفافاتهم ..
لروح ، وجوهر الإنسانية .
وجعلوا الأرض المكان الأمثل للعذابات المروّعة ..
الاسطورة تبحث الآن في قلوبكم ..
عمن يخض ولو معركة واحدة مع نفسه الامارة بالصمت أمام صرخات اليأس المؤسفة ..
عمن يشهر سيف إيمانه ، وقلمه ، وصوته الصارخ في ظلام القلوب الصلدة ..
ولو خاطر بحياته ..
ليصنع اختراقات مجيدة من أجل البشرية ..
ويقتحم مواكب الشر ؛
ويجابه : وجه الشيطانية الأسود ..
وينتشل الذين يتذوقون الخوف قبل أن يخوضوا في معمودية الدم .
الاسطورة لا تزال تواصل الكفاح معكم ..
بإظهار الشجاعة في قلب العالم .
ولا تزال حبلى بغد جميل ..
ولكن حتى لا تجهض الطموحات الرعناء والأفكار الحمقاء ، حلم الأيام الآتية ..
لا تنسى لحظة ..
أن الفردوس الأرضي لا يفتح بوابات حدائقه ،
إلا لمن قال له " ثيذيوس" كلمة السر ..
وهو يختار الموت فداء ، وعطاء !



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنسيطانيون !...
- عندما يصبح الرمز : تحريماً !
- لماذا يكرهون فالنتين ؟!..
- رؤية الدم !
- لو ولدت ثانية !
- لماذا لا يصدقون ؟!..
- الكلمة الأخيرة على لسان النهاية !
- ربيع فى الخريف !
- أفراح وأحلام !
- خطر المشاهير !
- صوت الشيوخ !
- ثورة الشياطين !!
- صداقة الشياطين !!
- ثقافة رمضان !
- الهزيمة الحلوة !
- ليس كمثله بغض !
- جيل التكفير !
- ليست النهاية بعد !
- البحث عن فارس
- الإنسان ، ذلك السؤال الأبدي !


المزيد.....




- تصعيد ضد الفصائل الفلسطينية في سوريا: اعتقال أمين عام الجبهة ...
- مداخلة الحزب الشيوعي العراقي في المنتدى العالمي لمكافحة الفا ...
- حزب العمال اليساري يفوز بالانتخابات العامة في أستراليا
- غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف ...
- أستراليا: حزب العمال الحاكم يفوز بالانتخابات العامة وزعيم ال ...
- م.م.ن.ص// 10 سنوات مرت على جريمة مبنى النقابات في أوديسا.
- الحزب الشيوعي الفيتنامي هيئة سياسية تختزل تاريخ دولة
- الأمن الفيدرالي الروسي يكشف قتل بريطانيا ما بين 7000 و12000 ...
- كلمة الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...
- بيان للحزب الاشتراكي يكشف ما دار بين الشرع وجنبلاط


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عادل عطية - الخروج من الاسطورة !