عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 3082 - 2010 / 8 / 2 - 00:24
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يطيب لنا أن نستخدم تعبير : "رمضان كريم" ، كتحية دينية طوال شهر رمضان !
فهل هو كريم في ذاته كإسم ، أم هو كريم بنا برحابة يدنا وعطاؤها ؟!..
ان البشرية لديها الامتياز والامكانية على اضفاء الكرامة والعظمة على الأشياء التي نمنحها ولاؤنا الصادق العميق . فكتبنا المقدسة رغم عظمتها المستمدة من عظمة الذي أوحى بها ، تبقى باهتة إلى أن تلتمع وتشع وتضيء من خلالنا نحن عندما نسير على هداها ، ونتمثل بتعاليمها السامية المتسامية !
كما أن تصرفاتنا كمؤمنين : إما أن تمجد الله ، أو تجعل من الذين لا يعرفونه مجدفين عليه !
ها هوذا رمضان يأتي في موعده ، ويعيش بيننا لمدة شهر من الزمن .. ومع اننا لا نراه ، لكن نعرف بوجوده من خلال الروزنامة ، ورسالتنا هي أن يراه الآخرين من خلالنا بالشكل الذي يستحقه عن جدارة .
فلا تجعل هذا الشهر دافعاً للتمييز بينك وبين غيرك !
لا تجعله فرصة لقهر الآخر الذي لا يدين بدينك باجباره على أن يصوم صومك !
ولا تجعله مناسبة من ثلاثين يوماً للسباب واللعنات والدعاء عليه !
لا تجعله كمن يفرض عليك تشييد الأسوار العازلة بينك وبين عملك الذي أؤتمنت عليه !
ولا تجعله كمن يمنحك الطعام والشراب والكهرباء والمسليّات المتنوعة بافراط ؛ فتأخذ منه بطمع وفير وشراهة !
ولكن أجعله شهراً لصيامات عدة ، تأخذ من قائمتها الطويلة ما شاءت قامتك الروحية أن تأخذ ، فتصوم عن كل عادة رديئة !
وأجعله شهراً تفقد فيه مشغولياتك الباطلة المنهكة ؛ حتى تجد الفرصة للاصغاء إلى صوت الله ، وإلى صوت ضميرك !
شهراً ، تترك فيه نفسك لتكون طفلاً ؛ فالطفولة هي الأجمل وهي الأنقى ، وهي الأمثل ، وهي نافذتك المفتوحة نحو السماء !
،...،...،...
وتذكر في كل رمضان ..
أنه عظيم بك .
وكريم بك .
وهذه هي مسئوليتك !...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟