أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - غرائب من مملكة العجائب 6















المزيد.....

غرائب من مملكة العجائب 6


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3199 - 2010 / 11 / 28 - 18:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حوار مع الذات فى زمن مُحرج 1

كان عام 1970 مزدحما بالحوادث المؤثرة بالنسبة لعائلتنا، وقبل أن تنتهى هذه السنة شعرت باننا فى موقع الأنزواء مرة أُخرى، لوحدنا، لكى لا تجرفنا التيارات المهيمنة على الوضع، التيارات التى قد تدفع بالبلد الى الهاوية، كل بمنهجهه وأنانيته وغموضه وقصر نظره لربما بتأثير حلفائه فى جو ضبابى. عليه كان لزاما على أن أُهيئ نفسى لهذا المراثون التى لا يُمكن التنبؤ بنهايتها، وإن المعطيات الأوليه كانت قاتمة، وستكون الحفاظ على الأستقلالية، فى بيئة تسودها أفة الأستقطابات، مكلفة جدا إن لم نستطع الهجرة. وأخيرا إنحصر جُلُ نشاطى فى الذهاب الى العمل فى مكتب الرسم والتصميم فى جانب الكرخ وفى طريق العودة المرور بشارع المتنبى و منطقة باب المعظم والوزيرية لأجهز نفسى بالمصادر الموثوقة للأستناد عليها عند الأجابة على الأسئلة التى كان أُستاذى يواجهنى لربما كان يُفاجئنى بها. وكان من أشد الصعوبات، إن لم يكن من المستحيل، أن أستطيع الوصول الى رأيه الحقيقى، رأى جاهز، فى المواضيع التى كنا نتناقش حولها وبدلا من ذلك كان يوضح لى بالتفصيل ألية ترابط المتغيرات ببعضها البعض فى العراق الذى بُنى على توازن ديموغرافى حساس بالأعتماد على معادلة حسابية بسيطة وهى (1+1=2) مع العلم أن الطيف العراقى لا تختلف عن طيف ضوء الشمس بألوانه المتعدد ةوجماليته، و عن ما هو ممكن و ما هو مستحيل المنال؛ ضرورة التمايز بين الرغبة والممكن الذى يجب أن ينحصر السعى لأجله. كان رأيه واضحا حول الحد الأدنى من الأ نماط السلوكية الصحيحة التى يجب أن يلتزم السياسى بها لكى يكون عمله مثمرا للشعب على المدى الطويل منها الجرأة فى عمله وأفكاره وفى مواجهة الأنحرافات، وأن يتجنب العقلية والأساليب التأمرية فى عمله مع خصومه لأن الجميع أبناء بلد واحد و فى سفينة واحدة، ويتحاشى الوصولية و الحقد أوالتحلى بروح الثأر، وإن أعلى قيمة للسياسى هو قبل أن يبيع نفسه، وان حدث ستهبط القيمة مع كل عملية بيع وشراء الى حد البخس من الناحية المعنوية . كنت إقتنعت بانه يحاول أن يقنعنى برسم اطار أخلاقى للعمل وللحياة ويترك لى حرية التفكير فى بلد ملفوف بالغموض وملئ بالأسرار والمفاجئات. بمرور الأيام وكلما ازدادت معرفتى بحيثيات العديد من الحوادث والقضايا أزدادت هواجسى وتشعبت؛ ولكن هاجسا واحدا كان مهيمنا على فكرى: من أين يأتى استاذى بكل هذه الجرأة ويسلك وحيدا مسالك وشعاب يتعرض بسببه الى أشد أنواع النقد والتقريع ومن ثم يسلك الناقدون الببغائيون نفس الطريق ولكن بعد خراب البصرة ؟ هل السياسى الستراتيجى و المحنك كالمعلم الذى عليه الألتزام بالمنهج المقرر ويُجبر طلابه حفظ كل ما جاءفيه ليضمن تدرجه الوظيفى أو البحث عن ما لايراه الأخرون؟ ما الذى دفع بأُستاذى على التحالف مع حزب البعث بهذا المستوى وقبل الأخرين ومن ثم قراره، من جانب واحد، وقبل الأخرين مرة أخرى، بانزال درجة العلاقة معهم الى الصفر؟ لماذا كلُ هذه الدراسات المهمة والمقالات الصحفية و اللقاءات المطولة؟ متى بدأت هذه العلاقة و بهذا المستوى؟ وكان واضحا لدى وضوح الشمس بانه لم يكن فى حساباته، على الأطلاق، أية منافع ذاتية أو أنانية لدرجة أن زار بيتنا ذات مرة عبد الخالق السامرائى، وقتها كان أستاذى خارج البيت ، و سألنى عبد الخالق ، باستغراب، هل يكتب والدك كل هذه الكتابات على هذه المنضدة جالسا على هذا الكرسى أجبته بايجاب. تأمل قليلا فى بقية الأثاث وبعد مغادرته وقبل عودة والدى أرسل الى بيتنا طقما جديدا من الأثاث بصحبة العمال. أصبحت فى موقف محرج، ولمعرفتى بما يكنُه عبد الخالق السامرائى من مودة صميمية تجاه أُستاذى إضطررت للسماح للعمال بادخالها الى البيت قبل الحصول على موافقة والدى الذى كان لديه حساسيته المفرطة فى مثل هذه المواضيع الخاصة . بعد عودة أُستاذى سارعت الى توضيح الأمر له و حراجة موقفى، قال لى : أحسنت، كنت أفكر منذ فترة فى حال شيخ على النقشبندى، كان هذا الرجل المحترم نائبا فى العهد الملكى واليوم لا مورد لهم ويجلسون على الأرض، هل تعرف عنوان بيتهم؟ أجبته بالأيجاب عندها طلب منى احضار سيارة وعمال لنقل ألأثاث الجديد الى بيته بدون تأخير وتبليغه تحياته من غير تفاصيل.
ولم يكن واضحا لدى فيما اذا كانت علاقاته معهم استمرارا للعلاقة الأولى التى تعود الى بدايات تأسيس حزب البعث فى العراق عندما طلب استاذى من عزيز صالح يوسف من شقلاوه السفر الى تركيا لشراء جهاز رونيو وادخاله الى العراق سرا وتسليمه الى ممثل حزب البعث الموجود حينئذ فى زاخو وكان م. أول شرطة(ع.خ) ،ومساعدتهم شخصيا فى بعض الأمور التنظيمية باعتبار الحزب الجديد يسد فراغا سياسيا مهما فى الحركة الوطنية المقاومة فى العراق، يجب الأهتمام بتطوير العلاقات الأيجابية معهم .
لربما تم التجديد لهذه العلاقة فى السجن، وذلك أثناء اقتياد عناصر من الأمن فى بغداد استاذى من ساحة حافظ القاضى الى جهة مجهولة ربما كان الهدف تغييبه كما غُيب مهدى بن بركة، ولكن المعلومات التى أدلاها أكرم الحيدرى الذى كان يعمل عندئذ فى محل قريب من مكان الحادث وسرعة تدخل حويز مام يحى الذى كان له علاقة قوية مع رئيس الوزراء طاهر يحى واصراره على ضرورة انقاذ استاذى سالما أربكت الجناة واضطروا الى تغيير مخططهم بزج استاذى، بدون أية اجراءات رسمية، فى سجن كان فى أقبيته عناصر قيادية من البعثيين، ربما للتريث لحين التأكد من امكانية تنفيذ الجريمة من دون معرفة الجناة أو اثارة ردود أفعال، لربما ابقاءه هناك الى أجل غير محدود كما حدث مع عزيز صالح يوسف(جدو) حيث قضى سنوات عديدة فى السجن فى بغداد دون أن يكون له اسم فى سجلات السجن أصلا واُطلق سراحه أثر عريضة قدمها (جدو) الى رئيس الوزراء عبدالرحمن البزاز طالبا فيها اسقاط الجنسية العراقية عنه ونفيه الى دولة تخلوا سكانها من العرب والمسلمين و قابله البزاز شخصيا قبل اطلاق سراحه. حيث كنت مقتنعا تماما بأن تأريخ علاقة أستاذى السياسية مع هذا الحزب تعود الى بداية تشكيله عندما لم تتجاوز عدد أفراده عدد أصابع اليد ولكن ما الذى دفعه الى قبول تواجده معهم ، خلف الستار، فى القصر الجمهورى يوم 17 تموز1968؟
يتبع
خسرو حميد عثمان
28تشرين الثانى 2010



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرائب من مملكة العجائب5
- التضحية باللحية لأنقاذ الرأس
- الوطن لفظنى ولكن الحوار المتمدن أحتضنني
- غرائب من مملكة العجائب 4
- غرائب من -مملكة العجائب-3
- حميد عثمان - غرائب من- مملكة العجائب- 2
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 5بعد التصحيح
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 4
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى3
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى(2 )
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 5
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 4
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 3
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 2
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 1
- دعوة عامة للتأمل قليلا
- عندما كان أمنه غفور غاضبة 2
- عندما كانت أمنه غفور غاضبة 1
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 3


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - غرائب من مملكة العجائب 6