أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - غرائب من مملكة العجائب 4














المزيد.....

غرائب من مملكة العجائب 4


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحوار بين الاستاذ والطالب يستمر:
الأستاذ يسأل: قبل أن تستمر أود أن توضح لى بايجاز نقتطين هامتين أيها الطالب المتمرد:
أولاـ هل تريد أن تقول بأن ما تسميه أنت ب"ما حدث فى 14تموز1958 " فى الوقت الذى كانت، فى منظور ومخيلة وقناعة الذين جاء التغيير على اياديهم بأنها "ثورة وطنية عظيمة" أو هبة نزلت من السماء حسب اعتقاد الذين جاء التغيير لأجلهم كان، فى الحقيقة، اجراءُ أملته صعود وتيرة المنافسة بين أمريكا وبريطانيا للهيمنة على المنطقة من جانب وتهيئة الأرضية الملائمة للشراكة الجديدة بين السوفيت وبريطانيا من جانب أخر ولضمان حقوق الحصة الكبيرة من هذه الشراكة ؟
الطالب: بالضبط هذا ما أقصده.
الاستاذ مستغربا: اذا كان ادعائك هذا صحيحا؛ لماذا لم تدرُك "الجبهة الوطنية" هذه الحقيقة؛ ألم تكُن مؤتلفة من أحزاب كانت لها الثقل والحُضور الفاعل، بشكل او بأخر، والجماهيرية فى الساحة السياسية ولماذا تظاهر كل هذه الملايين الهادرة فى الشوارع تأييدا للثورة ؟
الطالب: فى تصورى؛ ان الدور الجوهرى ل"الجبهة الوطنية" لم يتجاوز مبايعة الحكم العسكرى الجديد وتسهيل مهمته لحين تثبيت أركانه وتحويل المملكة من "هاشمية " الى "عسكرية بزعامة جنرالات" واصباغ صفة الشرعية عليها بطريقة غير شرعية باعتبار أن النظام قد تحول الى "جمهورية" فى الواقع لم يتجاوز دور وحصة الجمهور، المغلوب على أمره، فى هذه المسرحية التراجيدية، التى لا بدأت لكى لا تنتهى، دورالكومبارس على خشبة المسرح أو كسيول لا تنقطع تُقاد الى قاعات السلخ البشرية فرادا وجماعات ، ليُذبحوا بطرق بشعة خارجة عن قدرة تصور الأنسان السوى للبشاعة، مبرهنا أن للهمجية جذورا عميقة وراسخة فى هذا "المملكة العجيبة"
لقد ذابت مكونات هذه الجبهة كما يذوب فص الملح فى الماء لتظهر مكانها ، ومن عناصرها الرئيسية، قوتين متصارعتين أشبه بحجرى رحى، بيد طحان حاذق، تدوروتدور، لطحن كل ماهو مبعث للأمل بدون رحمة أو وازع ضمير .
أما عن المسيرات المليونية المؤازة كانت عروضا للعضلات، البالونية، تبغى شحن الشارع بمزيد من المشاعر العدائية والكراهية والحقد، بين أبناء "الوطن الواحد" بسبب رفع كل طرف شعارات استفزازية وعدائية باتجاه الطرف الأخر وكانت التهريج والأجترار والكلام الهابط السمة الرئيسية لها مما ساهم الى حد كبير فى تدنى مستوى الذوق والسلوك العامين، الى الحضيض، وتفشى ظاهرة العنف والبلطجة فى الشارع العراقى الذى تسيس الى أبعد الدرجات؛ ولم يسلم حتى أيقونة الشعرفى هذه المملكة من الأنجراف، بشعره، مع هذا التيار الجارف والرهيب .
حكم عبد الرحمن عارف المملكة بالهدوء وخصوصا عندما كان عبد الحمن البزاز رئيسا للوزراء ولكن ماذا كانت ردود أفعال هذه الأحزاب بحق هذه الفسحة من ألأمل ؟
لقد تصرفت جميع الأحزاب بدون الحساب لردود أفعال أصحاب الأيادى الخفية فى "مملكة العجائب"؛ بدلا من الأسهام فى تهدئة الوضع ودعم مثل هذا النهج فى الحكم كمرحلة انتقالية، ولو بصورة غير مباشرة، واتاحة الفرصة له ومساعدته لبناء دولة على أُسس حق المواطنة وابعاد العسكريين عن التلاعب بمقدرات البلد وتجاوز الأحقاد ولكن حليمة عادت الى عادتها القديمة، كرروا نفس الأخطاء التى أرتكبوها فى عهد عبدالكريم قاسم، و سعوا الى تقويضه. لقد نقلوا صراعاتهم البائسة حتى الى الجامعات وحولوها من منابر للعلم والمعرفة الجادة الى ساحات للصراعات الجانبية و مسارح لأثبات الوجود واستعراض العضلات. وما ذا كانت النتيجة؟
الفارس الذى كان يُرهبُ الطلاب والطالبات فى داخل حرم الجامعة بدأ نجمه بالصعود فى الأشهر الأخيرة؛ وقد يصل الى ذروة قبة السماء دون أن يبقى له ، على أرض المملكة، منافس ولم لا ! البركة فى اسبيناخ باباى ونهم مُصدر الأسلحة المتطورة.
عندما يتأمل المرء الساحة السياسية فى "مملكة العجائب" و عام 1970 على وشك الأنتهاء ، نجد أن ثلاثة كرات فقط موجودة على أرض الملعب. وبين الكرات الثلا ثة الكثير من المشتركات من حيث الجوهر وطريقة التكوين وتختلف الوانها ومظاهرها الخارجية.
أستطيع أن أُُ شبه مملكة العجائب بمنضدة بليارد فريدة من نوعها؛ تُغطيها طبقات من الدم البشرى الجاف والطرى و تخزن تحتها كم خيالى من الأهات البشرية ؛ تتدحرج فوقها هذه الكرات المختلفة ألألوان، بدون توقف، والعصى بيد أربع لواعيب محترفين وعنيدين لا يمكن لأحدهم الأستسلام للهزيمة والأنسحاب من اللعب الا ويعود اليه بهمارة أكبر ولا الكرات باستطاعتها تحاشى الأصدام بالكرات الأخرى عندما تتلقى ضربة من أحد اللواعيب. الأشكالية فى هذه اللعبة الظالمة بأنها لا يمكن تقسيم ثلاثة على أربعة طماعين و لا يستطيع لاعب ماكر واحد منهم السيطرة على الملعب وحيدا ولهذا تستمر اللعبة مهما سالت من دماء أوهُدرت ثروات لا يمكن تقديرها بثمن.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرائب من -مملكة العجائب-3
- حميد عثمان - غرائب من- مملكة العجائب- 2
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 5بعد التصحيح
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 4
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى3
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى(2 )
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 5
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 4
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 3
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 2
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 1
- دعوة عامة للتأمل قليلا
- عندما كان أمنه غفور غاضبة 2
- عندما كانت أمنه غفور غاضبة 1
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 3
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 2
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/2
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/1


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - غرائب من مملكة العجائب 4