أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خسرو حميد عثمان - دعوة عامة للتأمل قليلا















المزيد.....

دعوة عامة للتأمل قليلا


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 20:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أثناء متابعتى لثلاثة مذكرات شخصية نُشرت بشكل حلقات أجبرتنى بعض المقاطع منها أن أغرق فى بحر من التأمل . بشكل غير منقطع، أثناء العمل أو سياقة السيارة، وهى ورشة متنقلة، لمسافات بعيدة أحيانا، للتوجه الى أماكن العمل حسب متطلبات الزبائن ، وهم أصحاب المطاعم أو محلات بيع الأغذية، لتصليح براداتهم ومجمداتهم فى بلد يتذبذب طقسه بين المجمدة والثلاجة أيضا.
خلالها كنت، وما زلت، أشعر باننى انشطرت الى شطرين: شطر فى عالم، وجدتها، غنى، كهبة من الطبيعية، بكل شئ و رغم ذلك لا أستطيع أن أُقنع نفسى، على الأطلاق، لكى أعتبره بلد ثرى أو أن أتخيل بأنه سيصبح ثريا خلال ما تبقى من عمرى، كيف ؟. أما الشطر الأخرفى عالم محدود الموارد وعدد السكان وأكون ساذجا أذا اعتبرته بلد غير ثرى أوينتظره هذا المصير المؤلم فى المستقبل المنظور رغم تحملهم، وفق قوانينهم، نفقات معيشة عدد كبير من الهاربين من الظلم و المعوزين الفعليين أوالمدعين منهم القادمين من كل ركن من أركان المعمورة. بلد يستحق أن يتأمله المرء كثيرا. أحيانا أقول مع نفسى، وانا أسوق سيارتى بمحاذات الغابات أوضفاف البحيرات ، أحيانا فى وقت متأخر من الليل باستثناء رفيقى القمر ان كان طالعا، وحيدا معظم الوقت، كل شئ هنا له قيمته ومكانته، أما عيب هذا البلد الوحيد، هو أننى لم أولد على أرضه رغم اننى، أكتبها بصدق، لا أشعر بالملل أو بالوحدة أوبالغربة أو الخوف على الأطلاق.
ما الذى جعلنى أغرق فى هذا البحر من التأمل؟
1ـ(( وفي رأيي كانت أحلام أكثر نساء عائلة صدام شجاعة وصدقا. كانت ذكية وماهرة ولم تكن تتجنب الاصطدام بالرئيس أبدا . سمعتها أكثر من مرة وهي تنتقد نظام الحزب الواحد والديكتاتورية وعدم وجود حرية صحافة أو حرية رأي في العراق، وكانت دائما تقول: «سينهار هذا النظام إن آجلا أو عاجلا». ولم يكن صدام يحتمل رؤية زوجة أخيه وكان يسميها «الحية الصفراء» وعلى النقيض منه كان برزان يحبها من كل قلبه. بعد موتها بدأ في بناء مقبرة كبيرة لها في تكريت، كان من المفترض أن تصل لارتفاع خمسين متراً ولكن حكومة صدام انهارت قبل أن يكتمل المشروع.)) من مذكرات د. علاء بشير فى كتابه "كنت طبيبا لصدام".
2ـ من مذكرات سلام حيدر:
أـ((وقد أخبرني الرفيق الفقيد ( ثابت حبيب العاني ) أبو حسان بأن أحد الأشخاص مسكه من ياخة قميصه وسحبه بشدة وأخذ يصرخ هل بمثل هؤلاء القياديين نسقط صدام ؟ وذكر أن عدد من الرفاق أرادوا ضرب هذا الشخص لولا أن الفقيد منعهم من ذلك وشر المصية ما يضحك كما يقال فهذا الشخص ليس برفيق بل ملتحق جديد من الناصرية وقد أنهار تماما" وقيل ربما كان مندسا". )) الحلقة الخامسة
بـ ـ((مع الرفيق أبو علي حدثت قصة أخرى مع الرفيق أبو سامي فبعد أيام من وصوله الأعلام وكانت الظروف المادية صعبة وهناك شحة في التموين وكان أبو علي ليس على أطلاع بها خاصة وأنه قد وصل توا" من لندن(لتشعيل الأذاعة ، للتوضيح) وأثناء مروره بالمخبز تناول رغيفا" من الخبز ( حار ومكسب ) وكان الوقت قبل الغداء وأخذ يلتهمه وشاهده صدفة الرفيق أبو سامي فأنبه كثيرا" وبقي أبو علي فاتحا" ثغره لا يعرف سبب تأنيب أبو سامي له ثم أجهش بالبكاء وتطلع نحو الرفاق وقال ( واللة رفاق آني ما مسوي شئ .... شبيه أبو سامي وياي ! ) . أخذ أبو علي بعد ذلك يتخوف من لمس الخبز وحتى حصته في الوجبات ويردد خاف أبو سامي يراقبني)) من الحلقة السابعة عشر
3ـمن مذكرات حسقيل قوجمان ما يلى:((في احد الجمع التقيت بالمسؤول الحزبي في سجن العمارة. كنت التقيه كل جمعة ولكني لم اكن اعلم انه هو المسؤول الحزبي. وفي احد الجمع صارحني بانه هو المسؤول وان لديه اوامر من الحزب بعدم الاتصال بي او التحدث الي. وسبب ذلك كما قال لي هو ان ستار القيسي كتب الى اللجنة المركزية ان لدى حسقيل اراء صهيونية)) الجزء الأخير من المذكرات الشخصيةل( حسقيل قوجمان).
فى الوقت الذى أدعو القارئ الكريم الى التأمل قليلا فيما ذكرت من نصوص أدعوه أيضا، ان كان لديه وقت، الى القراءة المتأنية لمذكرات العم حسقيل (أربعة أجزاء) ليتأمل فى هذا الكم الهائل من المعاناه وقناعة هذا الشيوعى المعتق بمبدأه وثقتة بنفسه وقدرته على الصمود وعدم الأنجراف مع التيار فى عهد يعتبره الكثيرون "عهدا ذهبىيا" حيث: لا يُكابر الشوق من لا يُعانيه.
بعد الممارسة العملية لمهنتى، لمدة طويلة، تعلمت درسا بسيطا ولكن مهما مفاده أن الخلل الكبير ذات الكلفة العالية ليس الا نتيجة اهمال أو خطاء صغير قد لا ينتبه الأنسان اليه لأول وهلة من دون الأمعان والتمحيص الدقيق والمتأنى. وبعد أن أصبح بامكاننا أن نطلع على الكثير الكثير من المعلومات، عن حوادث وما جرى بكلف عالية من العذابات ، عن طريق الأنترنيت مجانا توصلت الى قناعة بأن كثير من الناس تضرروا، بجسامة، نتيجة المعلومة الخاطئة المنقولة من موقع الحدث الى مركز القرار. لربما، ان سمح لى الوقت، أروى مستقبلا بعض الحكايات التى كنت قريبا من أحداثها ليكون مادة للتأمل عن ما حدث فى بلد دائم الاضطراب.
الحزب لديه معلومات دقيقة
كان بين كل من عزيز سورمى و حميد عثمان علا قات احترام متبادلة. وامتدت هذه العلاقات الطبيعية جدا الى أولادهما لربما أصبحت أكثر عمقا وصراحة وتقاربا واستمرت . مساء أحد أيام النصف الثانى من العقد السابع للقرن الماضى زرت نزاد عزيز سورمى فى دارهم الكائن فى محلة شورش الصغير فى أربيل للأستفسار عن صحته بعد مرض ألم به ، وقتها كان ما زال طالبا فى قسم الأثار فى جامعة بغداد(اذا لم تخنى الذاكرة) وكان أمامنا الكثير من المواضيع لنبادل الأراء حولها ونتعمق فيها مع ملاحظة أن العمر الزمنى لنزاد كان أكبر من المرحلة الدراسية التى كان فيها. ولكونه رجل عصامى لم تثنى عزيمته قضاء سنوات ثقيلة من عمره أما منفيا أو فى السجن بالأضافة الى تخلفه عن الخدمة العسكرية . عندما كنا نزاد وأخوه هه زار وأنا جالسين حوالى فرشة(الفرشة تصنع محليا من الجص وهى دائرية الشكل ارتفاعها حوالى 30 ستنمتر ولها ثلاثة أرجل تستخدمها ربات البيوت فى صنع الخبز الرقيق) دخل علينا مجموعة من الضيوف لم التُقى بهم سابقا وكان عددهم بقدر الأماكن واضطررت أن أجلس فى نهاية المجلس، وكان نزاد يعرف رغبتى عدم المشاركة فى مثل هذهالظروف. لسبب أو أخر تطرق أحدهم الى العلاقة بين حميد عثمان والحكومة، وكيف يعيش عندها اشرت الى نزاد بأن يترك النقاش لى ولا يتدخل. وبعد أن تكلم الرجل بما فى جعبته سألته هل أنت متأكد من صحة هذه المعلومات أجاب بالتأكيد ووضحت له: بأن أحد أقربائى داره ملاصق لداره يتردد على بيته وقتما يشاء ويقول بان هذا الرجل(المقصود حميد) يلف سكائره بيده والتبغ من انتاج محلى وينام على قريولة حديدية اعتيادية ولا يملكون سيارة شخصية ولا يوجد أمام دارهم حارس بمجمله حياة فى منتهى البساطة . أكد الرجل بأن : معلومات الحزب دقيقة، عندها لم يتمالك نزاد نفسه وقال لى : الأستاذ غازى (حسب ما أتذكر الأسم) وهو مدرس وعضو لجنة محلية للحزب الشيوعى فى بغداد ومن ثم قدمنى للضيف: الذى يتكلم معك هو خسرو ابن حميد عثمان مدير البلديات . وعلى الفور ابديت استعدادى لمرافقته لبيتنا ليتأكد من صدقية ادعائى. وان الرجل تهربا من المقف المحرج الذى كان فيه ولتغيير سياق الكلام، بتقديرى، طلب منى أن أعطيه قطعة أرض من أراضى البلدية . أجبته : لوكان الأمر بيدى لما أعطيت ارض البلدية، بالطريقة المتبعة حاليا، لأحد بدليل لم يستفد من هذه الأراضى لا داعيك ولا فرد من أفراد أسرتى ولا مانع لدى من ألتوسط لك، فى حالة مراجعتك للدائرة، للحصول عليها لأننى لست مخولا بمثل هذه الصلاحيات .
وعندما عدت الى البيت رويت ماقاله الرجل لوالدى.
سألنى: هل انزعجت ؟
لا أبدا وانما وعدته بأن أتوسط له بالحصول على قطعة أرض فى حالة مراجعته.
قال :احسنت يا بنى و لا تنسى بأن الحقد يعمى البصيرة، واننى كسياسى وأنت فى وظيفة عامة يجب أن نسمع الناس برهافة حس ونحترم أرائهم ومصالحهم ولا ننزعج ابدا من كلامهم وتقريعاتهم مهما تطرفوا واننا كأصحاب رأى يجب أن نكون ذات قلوب قوية لأثبات صدق نوايانا واخلاصنا بعيدا عن المواقف المتشنجة النابعة من ردود الأفعال التى تكون انفعاليا عادة.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كان أمنه غفور غاضبة 2
- عندما كانت أمنه غفور غاضبة 1
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 3
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 2
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/2
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/1
- البحث عن طريقة للهروب
- عندما يعادل البلوك الواحدعشرة دفاتر بعينها
- الى رجل أصبح.....
- المدينة التأريخية التى تغيرت ملامحها -أربيل-
- حكاية الحكايات
- من يبنى هذه الخرِبة يا بُنى
- رسالة مفتوحة الى فخامة رئيس اقليم كوردستان


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خسرو حميد عثمان - دعوة عامة للتأمل قليلا