خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 22:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنجزت عملا تقنيا فى محل كبير، نسبيا، من الصنف الذى يُسمى فى السويد "سوق شرقى أو عربى". بعد انجاز العمل خلال عدة ساعات توجهت الى صاحب المحل وهو جالس فى غرفة مخصصة لمراقبة المتسوقين وهم يتجولون فى قاعة العرض عن طريق الكاميرات. احتج كثيرا على المبلغ الذى طلبته. بعد أن أثبتُ له حسابيا بأن الأجور التى طلبتها أقل من ربع الأسعار السائدة لمثل هذه الأعمال اقتنع عندما وجد نفسه الرابح فى المعادلة. و لكنه احتج أكثر عندما وجدنى مصرا على أن يكون العمل أبيض وليس أسود. تحملق فى وجهى وهندامى برهة ثم سألنى :كم مضى على وجودك فى السويد؟
الجواب : تسعة سنوات.
ثم قال: ان وجودى فى السويد لا تتجاوز الثمان سنوات خلالها تمكنت من بناء بيت هنا فى السويد بكلفة 22دفترا و أخر فى العراق فى مدينة.... بكلفة 20دفترا، لأننى عملت بالأسود كل هذه المدة.
شعرت بأنه يحاول الأستهانة والأستخفاف بعقلى أو ربما اهانتى ضمنا.
قلت : هذا الموضوع يتعلق بوجهة نظر الأنسان ومستوى ثقافته لربما بمبادئه.
أجاب باستهانة: أية مبادئ؟
قلت: قبل أن أجيبك أود أن أسألك ما المقصود بالدفتر؟
أجاب: الدفتريعنى 10000دولار.
قلت: اذا أردنا أن نقول 2مليون دولار اذا نقول200دفتر.
أجابنى: لالا لا... نقول 20بلوك.
قلت: أنا تركت المدينة التى وُلدت فيها تاركا ورائى بيتى الذى وصل سعره الى ما يقارب 13بلوكا عندما كانت الأسعار فى ذروتها ......هل تدرى لماذا؟ لأننى، كأنسان من دون سلاح و سند، تعرضت لتصرف همجى ومُهين، أحزننى كثيرا، على أثره غرقت فى احساس، عميق جدا، بالأهانة والشعوربالغُربة فى مدينتى ووطنى... هنا فى السويد يضمنون حقوقنا وكرامتنا كحقوق أبناء البلد الأصليين، كيف تريدنى أن أكون عامل هدم لهذا النظام الرائع للتأمين الأجتماعى وأخون مجتمعا قدم لى يد المساعدة والأمان بعد أن لم أجدهما فى وطنى.
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟