أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - عندما كانت أمنه غفور غاضبة 1














المزيد.....

عندما كانت أمنه غفور غاضبة 1


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 11:42
المحور: سيرة ذاتية
    


نصيب أمنه أن تعيش فى الظل طوال حياتها، حالها حال الكثير من الأمهات العراقيات. تخزُن أحلامها وهمومها بصمت فى خزائن لا يعلم سعتها الا الخالق. مهما أدت من أدوار ومهام بأمانة وذكاء ووعى ونكران ذات فان مصيرها النسيان، لا يتباها بها، أو حتى ذكرها، أحد. كلما تعمقت وتأملت فى بعض الجوانب الحقيقية من حياة هذه المرأة وكفاحها مثلها كمثل الكثير من النساء المنسيات التى أدين أدوارا غير مألوفة وفى ظروف صعبة ومعقدة، أجد نفسى مضطرا، بدون شك، أن أبحث، لهن ، عن عبارة تُليق بهن لتُضاف الى عبارة: مانحات الحياة . أننى أجد أن الصفة الأضافية التى تلائم كفاح أمثال هؤلاء النساء هى: ينابيع الجرأة . لماذا الجرأة وليست الشجاعة أو البطولة سأتناولها فى مناسبة أخرى.
أنا ابن أمنه غفور وهى ابنة عم و زوجة حميد عثمان الذى غادر الحياة بصمت بعد حياة شائكة، تشبه جبل الجليد العائم فى بحر عميق، الذى اما يغمره ضباب كثيف أو يجتاحه أعاصير هائجة، قسم منها مرئى للقريب منه والأخر أدوار غير مرئية لربما غير مفهومة حتى للقريب منه، فى غاية التعقيد والخطورة، مليئة بالأسرار. حياة كانت كلها اما تغريدا، فى أعلى الشجرة، خارج السرب أوالسير فى شعاب مليئة بالعقارب والأشواك بعيدا عن السكة التى يهرول عليها الكثيرون، دون شعورهم بالحاجة الى وقفة للمراجعة أو لمعرفة الأتجاه وضبط البوصلة من جانب أو الألتفات الى الوراء من جانب أخر. أو الأنزواء فى صومعة بعيدة عن الأنظاريسودها صمت رهيب. كان كبلبل، واثق من نفسه حد الغرور لا يستسلم للأسرولا يخيفة أى قصاب مهما كان مرعبا، لم يطق العيش فى قفص وان كان من الذهب الخالص و لم تستطع تقييد رجليه أنعم خيوط الحرير ولا مكائد الصيادين، ولم يسكره أية خمرة غير خمرته، يُغرد بالنغمة التى يراه ملا ئما و حسب هواه ومتى شاء، حاله حال جميع عُشاق الحرية المجانين، حيث الجرأة تصل أخر مدياتها. رحل من دون أن يترك أية أثر: لا مذكرات ولا أملاك أو أية ثروة قابلة للقسمة ليتقاسمها الوارثون .....ولكن كيف كانت حياة أمنه، الزوجة والأم والرفيقة، مع هذا الرجل الغريب الأطوار والخيالات مع هذا الصبور المثابر الذى كلما أوشك الأنتهاء من حفر بئرلماءعذب بأبرته ليروى منه الأخرون، ردمه الساعون المتلهفون عن الشهرة والمجد والعناوين البراقة لأنفسهم من دون وازع ضمير أو حساب مايصيب الأخرون من ضرر بأحذيتهم المصنوعة فى الخارج من جلد الثعابين.
. نظرتان من زوايتان مختلفتان تماما الى الحياة، فى بعض جوانبها ، والمسيرة مشتركة حتى نهايتها. انها اشكالية كبيرة لمن يريد أن يُلقى بحُكمه العادل فى اقرار أى من الطرفين أصاب أو أخطاء. ولكن ألا تُشكل مثل هذه الأشكاليات العابرة، فى حينها، رأس خيط لفهم الكثير من الخبايا والأسرار والغموض للباحث فى الزوايا الغامضة للتأريخ عن الحقيقة فى زمن أخر. لهذا سأروى لكم هذه الحكاية لتجدوا كم كان، وما زال، موقفى محرجا عندما لم أستطع أن أقرر الى أى طرف أنظم وبقيت معلقا بينهما الى يومنا هذا :
طلب والدى من بقية أفراد الأسرة مرافقته فى زيارة لكل من النجف وكربلاء ليوم واحد لغرض تغير الجو وزيارة العتبات المقدسة ، حيث كانت أمى تهمها مثل هذه الزيارات وقراءة الأدعيه والفاتحة فيها وهى مواضبة على صلاتها وصومها على النقيض من والدى.اعتذرت عن المشاركة ورغبت البقاء فى البيت وكنت أعيش فى فراغ خلال تلك الفترة ، فترة الأنتظار المملة الممتدة بين التخرج من الجامعة فى منتصف الصيف والألتحاق بالعسكرية فى منتصف الشتاء نصف سنة من العمر فى انتظار متواصل لسيادة البسطال ان لم أجد لى شيئا مفيدا خلال هذه الفترة.
ولما كنا لا نملك سيارة، لا بد من تأجيرسيارة أجرة وسائق له المرونه والتحمل لأيفاء بمتطلبات الركاب غير المحدودة من جانب وعدم استغلال الموقف ماديا من جانب أخر. لم نجد من يلائم لهذه المهمة غير مام ابراهيم (العم ابراهيم)وهو ابن خالة والدى الذى كان يملك سيارة تاكسى ويعمل بين بغداد وأربيل و لحسن الحظ كان متواجدا فى بغداد فى ذلك اليوم . بعد أن غادروا ومعهم امتعتهم واكلهم وشرابهم من منزلنا الذى كنا استأجرناه قبل عدة أشهربمبلغ شهرى قدره 28 دينارا من تاجر فيلى كان يسكن فى الدار المجاور لمنزلنا، بقيت فى البيت وحيدا . الطريف ان مالك الدار لم يوافق على التأجير الا بعد ان أحضرت أمامه كفيلا من المنطقة وكان عونى يوسف الوزير فى عهد عبدالكريم قاسم ليتكفلنا ماديا وسلوكيا وكان الدار يقع فى المنطفة المحصورة بين ساحة المغرب وساحة عنتر جهة نهر دجلة القريبة من الكورنيش.
عندما عاد زوار المراقد فى النجف وكربلاء والكوفة الى البيت فى نهاية النهار كانت والدتى تدردم مع نفسها وتلعن بختها الأسود والمرارة تتطاير من وجهها ولا تجيب على اسئلتى واستفساراتى. بعد ان تأكدت بأن المسألة لاتتجاوز خلافا بين والدى ووالدتى قررت أن أغادر البيت ريثما تهدأ والدتى. عندما كنت على وشك مغادرة المنزل اعترضت والدتى طريقى وسألتنى أين تذهب؟ أجبت: أذهب وأتمشى على الكورنيش. سألت: كنت وحيدا فى البيت طوال اليوم ألا تريد أن تتعشى؟ أجبت: هل أستطيع أن أكل فى هذا الجو المكهرب. والدى جالس فى غرفته بهدوء وأنت تقصفية قصفا وبدون رحمة وأنا لا أفقه فى الموضوع شيئا لماذا أحرق أعصابى بدون جدوى.
قالت: تعالى معى الى المطبخ سأروى لك ما فعل أبوك خلال هذه الزيارة : يتبع
خسرو حميد عثمان
الموقع الفرعى فى الحوار المتمدن2828



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 3
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 2
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/2
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/1
- البحث عن طريقة للهروب
- عندما يعادل البلوك الواحدعشرة دفاتر بعينها
- الى رجل أصبح.....
- المدينة التأريخية التى تغيرت ملامحها -أربيل-
- حكاية الحكايات
- من يبنى هذه الخرِبة يا بُنى
- رسالة مفتوحة الى فخامة رئيس اقليم كوردستان


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - عندما كانت أمنه غفور غاضبة 1