أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - حميد عثمان - غرائب من- مملكة العجائب- 2















المزيد.....

حميد عثمان - غرائب من- مملكة العجائب- 2


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3157 - 2010 / 10 / 17 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عودة حميد عثمان الى البيت فى بغداد ظهرت عليه أعراض مرضية وتشنجات عضلية غريبة. رفض مراجعة الأطباء للكشف عليه رفضا قاطعا، وبدلا من ذلك طلب منى اتخاذ ما يلزم والأتصال ببعض المعارف لأستحصال جوازات سفر لجميع أفراد العائلة لكى نهاجر من العراق بأسرع وقت ممكن. قلت له هل أصابك اليأس يا أبى؟ أجاب ضاحكا: بالعكس يا بُنى أنا اعشق الحياة بصورتها الطبيعية وكافحت وتحملت كثيرا لأجلها، و لكى يعيش الناس جميعا فى هذا البلد حياة طبيعية وبكرامة، ولكننى أرى بوضوح شديد (بأنهما) سيحولان الحياة فى هذا البلد المضطرب أساسا الى جحيم حقيقى لا يُطاق، لهذا عندما تنعدم شروط الحياة الملائمة لأنسان معين أو استحالة الكفاح الجدى لأجلها أولجزء منها فى مكان ما من الطبيعى أن ُيفكر بالهجرة والبحث عن مكان أخر ليستقر فيه ويبدأ حياة جديدة انه الأمل الأخير يا ولدى. وهذه هى سُنة الحياة للأحياء العشاق للحرية والكرامة بمعناها الواسع. ( لقد تذكرت فى هذا الأثناء قول جبران خليل جبران: عندما يُوقع الملوك على استلام عروشهم يوقعون على صكوك عبوديتهم )
ودخل الأب والأبن فى حوار عميق وصريح ودافئ استغرق أياما وليالى، تناولت مواضيع شتى و يمكن تكثيفها كمايلى:
الأبن: وان لم نهاجر هل يطلبون منا دفع ضريبة أكثر مما دفعناه؟
الأب: سيحاربوننا بلقمة الخبز.
الأبن: وان تعهدت لك باستعدادى لتأمين لقمة الخبز والشاى وسقيفة يقينا برد الشتاء و حرارة الصيف للعائلة جميعا ولكم التبغ والورق لتلفها بنفسك وتدخن بحرية و كما تشاء.
الأب:هل أنت واثق من قدرتك للوفاء بهذا الوعد الصعب؟
الأبن: متأكد و فى جميع الأحوال.
الأب :والله أنت رجل طموح وواثق من قدراتك.
ألأبن: انهم سيغدرون بنا ان تحديناهم بهذه الحدة والمباشرة.
الأب: ان تركنا العراق سرا نضع أنفسنا فى موقف الرجل الذى يهرب من غول، يعرف سجاياه جيدا، ليقع أسيرا فى حضن عفريت ماكر ملفوف بالغموض.
الأبن: أنا لم أقصد الهرب بهذا الأتجاه وانما الهجرة بعكس هذا الأتجاه أى الهجرة الى الداخل. أن نبقى على وضعنا الحالى أن تستمر الطلبة فى دراستهم وأنا فى عملى وأن نُعطل جرس الباب الخارجى ونقطع خط التلفون وان لا نستقبل أحدا فى البيت وليست لديك مصلحة تستوجب المتابعة أو أى التزام أخر، يمكنك الأستفادة من الجو الشاعرى لشاطئ دجلة الذى لايبعد عن بيتنا بأكثر من مائة متر كلما رغبت، ان أردت المطالعة فنحن فى بغداد المكتبات العامة والتجارية المنتشرة فى شارع المتنبى والباب الشرقى ذاخرة بالكتب. وان كانت لكم الرغبة فى تعليمى السياسة بعد عودتى من العمل ستجدنى طالبا متابعا و مجتهدا. والله أنت محظوظ ياأبى! وهل توجد سعادة أكثر عمقا من سعادة الشعور والتمتع بالفكر الحر والموقف والتصرف المستقلين فى محيط غارق فى التبعية العمياء، من أخمص القدمين الى قمة الرأس. ولنتفرج قليلا بصبر وأناة لنرى على من تدور الدوائر. وهل يصحُ قول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى
وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَماد
الأب: أنا موافق .
الطالب: اذا لنبدا بالدرس الأول يا أُستاذى العزيز.
الأستاذ: لكى أُقيم قدرتك على التحليل والتركيب فى المسائل السياسية أبدأ معك بهذا السؤال : فى البدء قلت لك بأن هذا البلد سيتحول الى جحيم لا يُطاق ونحن على أبواب عام 1971 هل تتذكر؟
الطالب: بوضوح.
الأستاذ: هل هذا ناتج من رد فعل انفعالى أو تنبؤ صادرمن العقل الباطن أو استنتاج توصلت اليه على ضوء معطيات أو حجج محددة؟
الطالب : هل تمهلنى مدة اسبوع لكى أتمكن من الأجابة ؟
الأستاذ: لك من الوقت ما تشاء ونحن فى بداية المشوار.
وعلى ضوء ذلك ولغرض تقليل نفقاتى الشخصية الى اقل حد ممكن أجريت تعديلا فى طريقة ذهابى الى عملى لتقليل نفقاتها الى النصف بدلا من استعمال الباص من قرب ساحة عنتر الى الميدان ومن الميدان الى مكتب الرسم والتصميم الذى كان داخل سياج ثانوية صناعة الكرخ كنت أمشى على الكورنيش وأعبر جسر الصرافية الى جانب الكرخ ومن هناك كنت أستقل الباص( ذات الطابقين) القادم من ساحة الميدان الى مقر وظيفتى. وكان لهذا التغيير فى المسار منفعة أخرى وهى فرصة حقيقية للتأمل و التمتع، يوميا، بجمال الشاطئ ونهر دجلة يجرى فى مسار منحنى خلال المسافة المتدة بين جسرى الأعظمية والصرافية.
وبعد مضى عدة أيام وقف الطالب أمام استاذه ليُقدم جوابه:
الطالب: اننى أرى بأن الأحتمالات الثلا ثة الواردة فى سؤالك صحيحة بدرجة أو بأخرى. ولكننى أٌركز على الأحتمال الثالث، وبهذا الخصوص أود أن أذكر بأننى لم أبنى استنتاجى على مسلمات لا تقبل النقاش وانما على منطق مجرد بعيد عن جميع الأيديولوجيات أو التأثيرات. لفهم هذه الأشكالية بصورتها الصحيحة يستوجب القدرة الجيدة على التصور والتمييز الدقيقين بين الأسباب والنتائج أوبين الصراعات الرئيسيه والجانبية . أولا: اننى أرى بأن الأنكليز أدخلوا الروس كشريك ثانوى لهم فى العراق لمواجهة المنافس الأمريكى القوى بالأضافة الى ضغط المعارضة الوطنية وعدم قدرة النظام الموالى لهم للتصدى لهذه المعارضة، التى كانت تتعاظم بمرور الزمن، بدون اللجوء الى القمع و حشر السياسيين فى سجون . لأعادة ترتيب الوضع الداخلي فى العراق على ضوء الشراكةالجديدة لهذا جاءت 14تموز1958
ربما من دون أن يدرك الضباط الذين قاموا بالأنقلاب النتائج النهائية لما يقومون به، لربما لضحالة وعيهم السياسى و سبقتها تغيرات تمهيدية فى ميادين مختلفة لربما كان تنحيتك بالقوة من مركزك الحزبى كان ضمن هذا السيناريو المتفق عليه بين لندن وموسكو، وان اسباغ صفة التهور والجهالة والجنون عليك كان بهدف مسحك من الذاكرة وانهائك سياسيا والتعتيم الكلى على مرحلة مهمة من العمل السياسى الناجح من جميع الجوانب بعدما فشلوا فى تصفيتك جسديا. أبيدت العائلة المالكة، عمدا، عقابا لها لتغيير هواها باتجاه العم سام من جانب ومحاولاتها الحثيثة لبناء دولة عصرية فى العراق بعد أن تعمق لديها الخبرة والشعور بالاعتزاز بالعراق والأتماء اليه. المصير التراجيدى لهذه العائلة تحول الى كابوس خطير لحكام الدول التى تجاور العراق ومنهم شاه ايران

يتبع



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 5بعد التصحيح
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 4
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى3
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى(2 )
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 5
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 4
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 3
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 2
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 1
- دعوة عامة للتأمل قليلا
- عندما كان أمنه غفور غاضبة 2
- عندما كانت أمنه غفور غاضبة 1
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 3
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 2
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/2
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/1
- البحث عن طريقة للهروب
- عندما يعادل البلوك الواحدعشرة دفاتر بعينها


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - حميد عثمان - غرائب من- مملكة العجائب- 2