عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 20:36
المحور:
الادب والفن
طيف من زمن بعيد
عبد الفتاح المطلبي
أسائل عمري كيف ضاعت سنينــه
ولم أحض منها بالذي كنت آمــلُ
و ربّ سنين ماضيات شكوتهـــا
فجائت سنين منكرات ذوائــــلُ
زعمت بأني عارف غير اننـــي
تأكدت اني بالذي فات جاهــــلُ
و قد صرت فردا بين يأسي و محنتي
و خوفي و أوهامي أراني أحــاولُ
أبعد ثلاثين من الدهر زرتنــــي
و كان حريا أن تصان الأوائـــلُ
و لو لم يكن طيفا لكنــــت أذوده
فهل تنفع الميت الغيوم الهواطـــلُ
تجشمت عمرا لا أكاد أطيقــــه
أحاول نسيانا و طيفك ماثـــــلُ
لُعِنتِ أبالحبِ الذي كان خافقـــي
سجينا به قد بعته وهو ذاهــــلُ
جذذت نياط القلب حين ذكرتـــك
لعلي بتقطيعي فؤادي أطــــاولُ
أأهرب من عينيك و هي تعيش فـي
خيالي وفي فلبي تعيث البلابـــلُ
إذا شردت روحي إلى حيث أختلـي
تذكرني ما رق منـــك العنادلُ
و تشرق آماقي بدمعــي إذا رأت
قطار الندى يرشفن منه الخمائــلُ
أرى شفتيك فوق كل شقيقــــة
و هذا حمام الدوح باسمــك هادل
أراك و في الستّ الجهات مثلت لي
تحيرت لا أدري و ما أنا فاعـلُ
ترى كيف تهوى النفس غير أليفها
و كيف ترجى في الغرام البدائـلُ
شكوتك في الدنيا إلى كل مسهــد
و كل عميد نال منـــه العواذلُ
سألقاك يوما بعد مــوت جسومنا
و تحضن روحي روحك و تـغازلُ
خيالك نصب العين لا شـيء غيره
هو الحق و الموجود نؤي زوائـلُ
زوى البين من عمري سنـي بهاءه
و أبقى بقاياه و هــــن قلائلُ
فما فرح العذال إلا حمــــاقة
فبعد سنين كل ما جد زائـــلُ
و كل بهيِ بعد حين تدولـــه
عن الحسن أيام و حال و حائـلُ
و لن يبق غير الذكر يذكر ساعـة
و ينسى بأخرى و الحميد الجمائلُ
ألا أيها الطيف الذي ضلّ دربـه
تنحَ و مل عني فإني أناضــلُ
فعهدي بصدق آخر العهد بيننــا
و بعد زيال الصدق أقوت محافـل
فإن زرت أولا إنما العمــر هده
طويل انتظار أو أمانِ تقاتـــلُ
فكم من جيوش من أمان حشدتهـا
و قد أخفقت راياتها و الجحافــلُ
و أُبتُ كأني لم أكن ذا فتـــوة
و إني كسير عضده و الأنامــلُ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟