أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - الحلقة التاسعة من سيرة المحموم (9)














المزيد.....

الحلقة التاسعة من سيرة المحموم (9)


عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3130 - 2010 / 9 / 20 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


الحلقة التاسعة من سيرة المحموم ( 9 )


ألفت أنتباهكم الى ملاحظة عدم رفع رأسي ناظراً للسماء ولا أحد فعل ذلك كما اعرف منذ زمن بعيد الاّ في حالات محدودة كمرور طائرة حربية.. وحتى هذه لا تغري احداً برفع رأسه هذه الايام لكثرة الطائرات التي تحلق فوقنا ليلاً ونهاراً.. لكن مرور طائر عنقاء نسمع به ولا نراه ربما يجعلنا نرفع رؤوسنا نحو السماء.. لا لشيء الاّ لأننا نريد ان نعرف ما هو هذا الكائن الذي ملأ صفحات الادب والتاريخ القديم دون ان يكون له أي وجود.. فاذا تواجد الآن في السماء ستكون فرصة نادرة لرؤيته عن كثب.. يقال انه كالحمار.. لكنه يطير وينهق أو ربما نرفع رؤوسنا ليلاً لرؤية القنابل المضيئة المعلقة كالمصابيح في السماء لتحسين رؤية منظار هابل الذي يمر خط رصده للسماء من فوق بلدتنا بهدف مواصلة وكالة ناسا الفضائية البحث المحوم عن كوكبٍ يشبه الارض ليفرون اليه مع الديمقراطية من قرف الشعوب المتخلفة والبغيضة المفروضة عليهم بحكم توحد الجذور حسب ما جاء بميثاق الامم المتحدة، وتلك لا تحتسب رفعة رأس تعبدية او تأملية.. هل ان الجميع محمومون مثلي وراقدي مشافي رخيصة ام انهم مشغولون مع اللصوص والدجالين كأخي الكبير وتلك الانشغلات عند هذا النوع من الناس اهم من النظر الى السماء ، بل وأهم من السماء نفسها.. كنت مفكراً بهذا عندما فاجأتني الحمى بالحقيقة التي عجزت عن التصريح بها حول قضية انفطار قلبي كان الجميع يظن ان حالتي المائعة بسبب مرضي وربما كانوا على حق لكن فيما يخص انهياري التام كانهيار جرف هش بسبب فيضان طام كان سببه الطبيبة المتدربة عسلية العينين والذي اكدته لي الحمى المصاحبة لي كظلي ، قلت لها ما الحل: عمري خمسة وثلاثون عام وانا عالق بين عدم امكانية مصارحتها.. والفارق شاسع بيني وبينها وكيف لي ان ابحث عنها وقد علمت باني لا استطيع لم شظايا قلبي الا بالنظر الى عيونها الموحية بالفتك ، ما العمل ايتها الحمى.. صرخت مرة ومرتين وانا اسير كالمأخوذ في شارع كان غير موجود في المنظور لكنه امامي في المخيلة، ظننته شارع السجن هكذا كان اسمه في خيالي.. وكأنني اراه شارعاً ستينياً في القرن الماضي حيث كان موت كلب في الشارع يعني شيئاً للناس.. كان اكثر جمالاً من كل شوارع الدنيا وطرقاتها يقرّ على متنه العلوي المشفى الجمهوري ويقابل ذلك المشفى قصر آل الخضيري، ثم في العمق قليلاً ترى مشغل الرسم يقابله بيت خرافي الجمال أظن انه كان هو الجمال ذاته.. يقال ان في احدى غرفه تسكن جنية.. لا علم لي بحقيقة ذلك لكنه ربما يكون سبباً لهذا الجمال المشع من ذلك البيت وكأنه من ذائقة زمن بلقيس عندما كشفت عن ساقيها..
ثم بعد ذلك مدارس البنات المتوسطة والاعدادية عندما يخرجن من بوابة المدرسة التي تقابل السجن ذا الطابقين.. كن يشبهن أفواف وردٍ تمشي على اسفلت الشارع.. سأل احدهم آمر السجن لمَ اخترت هذا المكان للسجن، قال ان السجن معناه الحرمان من الحياة..وذلك لا يكفي ليحقق معناه.. وزنازين المساجين تطل على كل الحياة وكل الحياة كانت في هذا الشارع واظن ان بذلك يكون المسجون مسجوناً حقيقياً.. رأيت ان له الحق في ذلك لأنك ترى الكعكة ولا تستطيع القضم او انك ترى الماء الزلال البارد وكبدك ينفطر عطشاً، انه غرام فاحش.. لكنني لم اكن ارى سجناً ولا سجناء كنت فقط ارى ذلك البيت المتلفع بكل جمال الكون وقد خرج ذلك المنظر كما دخل..
قالت الحمى: الحل عندي.
قلت: كيف؟..
قالت: ألم اكن ملازمة لك منذ خروجك من المشفى ؟ قلت نعم!
قالت: عندما اغور بعيداً في عظامك هل تقوى على شيء؟..
قلت: جربت ذلك ولم انفع فيه..
قالت: هل انا عفريت منفلت من قمقم قد ضاع في البحر ولن ارجع اليه..
قلت: لم افهم كيف تحلين المشكلة..؟
قالت علي اختبارك أولا، احسست من كلامها بان امراً جللاً هذا الذي تريده..
قالت: سأبيد جسدك وانتزع روحك لاجعلها حائمة كالحمامة حول فاطرة قلبك.. ايرضيك هذا.. واضافت.. لكن عليك ان تتعهد بتوفير الرغبة بذلك.. وتلتزم بكلمة شرف .
قلت: ماذا تقصدين؟
قالت: هل انت شريف.. قلت وما هو الشرف في مفاهيمك..
قالت: الشرف منذ الازل.. كان كلمة التزم بها صاحبها.. فكان له مجدها، فمثلاً ، خلق الله الملائكة بشرف كامل ، لكن اختبرهم فكان إبليس غير شريف لانه لم يستطع الالتزام بكلمة شرف وانت تعرف القصة.. لم يسجد لك.. قلت معترضاً.. ما دخلي انا.. قالت نعم، انت من ذلك الآدم، ثم اضافت لم يكن آدم شريفاً، شعرت انها تغمزني من طرف علني.
قلت انت مخطئة: لقد كان آدم شريفاً لكن حواء لم تكن شريفة، هي التي اغوته واحتدم خلاف كبير بيني وبين الحمى.. وكان هذياناً تاريخياً، تعاملنا معاً بحساسية مفرطة فيما يخص الموضوع، لكنه يعنيني اكثر مما يعنيها، فاستدركت بعد ان احست ان قلبي سوف لن يلتئم انفطاره وهذا ليس من مصالحها الحالية..
قالت: لا هذا ولا ذاك، كان آدم مجرد مخطىء والخطأ لا يعني عدم الشرف وحواء كانت مغفلة ومغرورة ، لا عقل لها وكل ذلك لن يكون مدعاة لان تكون غير شريفة، وبما انني احد طرفي الموضوع ابديت موافقتي لمنطقها المراوغ مدركاً في الوقت نفسه انني الطرف الضعيف في الموضوع ولا اعني أي شيء لهذه الحمى المتسيدة علي الا بقدر ما يتعلق المر بمصالحها المريبة.
قالت: هل تريد ان اسوق لك مثلاً آخر ، فالكتب ملأى بتلك الامثال ولو اني أدرك بأنك لست مؤمناً مثالياً ولست قارئاً جيداً.. قلت: لا رغبة لي في ذلك .
قالت أذن ما الشرف؟ قلت كلمة، اغوتني على قول ذلك.
قالت: أتتعهد بالتخلي عن جسدك لتكون عاشقاً خيالياً مدى الموت.
قلت: دعيني أفكر.. قالت.. ها نحن وصلنا الى نقطة الاختيار.




#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صندوق البريد رقم 66
- الحلقة الثامنة من سيرة المحموم في زمن الحمى (8 )
- إندحار القطيع
- الحلقة السادسة من سيرة المحموم في زمن الحمى ( 6 )
- الحشد- قصة قصيرة
- الحلقة السابعة من سيرة المحموم في زمن الحمى(7)
- عندما أكلني الذئب
- الحلقة الخامسة من سيرة المحموم
- علبة أمي الفارغة- قصة قصيرة
- الحلقة الرابعة(4) من سيرة المحموم في زمن الحمى
- الحلقة الثالثة من السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى(3) ((ال ...
- السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى- الحلقة الثانية
- السيرة الذاتية لمحموم في زمن الحمى
- العنقاء بغداد -قصيدة
- قرار السيد الوزير -قصة قصيرة
- مرثية-لبغداد
- ذات الوشاح
- السر-قصة قصيرة
- سلاما لبغداد- قصيدة
- صديقي فارع الطول-قصة قصيرة


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - الحلقة التاسعة من سيرة المحموم (9)