أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - قرار السيد الوزير -قصة قصيرة















المزيد.....

قرار السيد الوزير -قصة قصيرة


عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 20:34
المحور: الادب والفن
    


قرار السيد الوزير

أرأيت حمارا مجنونا , أنا شخصيا لم أر’ و لا أظن أنك رأيت , كيف يمكن للحمار أن يجن و هو بهذا الشكل الجميل و الجسد المنطوي على غاية مقصودة لركوبه أو وضع أحمالك علية ثم إنه من الأنعام و هذا كاف لحد هذه اللحظة مع علمي الأكيد أن الحمار لا يكون إلا حمارا , فلو بترت أذنيه أو هتمت أسنانه البيضاء الكبيرة أو وضعته في قفص كالأسد فلن يكون إلا حمارا و إن فعلت به ذلك فستكون خسارته فادحة لاستبعاده من تبعيته للحمير و من ثم الأنعام لذلك فالحمار لا بد أن لا يكون إلا حمارا لكنني لا أود خداعكم أو التلاعب بأفكاركم عندما أتحدث عن الحمار بكل هذه اللهفة و الموضوعية دون أن أحافظ في الوقت نفسه على المسافة المحترمة و المحسوبة بيني كإنسان و بين الحمار كحمار بكل ما يعنيه أو يعانيه أي منا , إنها مسافة مؤشرة بخرائط نفسي بوضوح لكنني لا أعلم بالضبط ما يفكر به الحمار حول ما يتعلق بهذه المسافة التي ربماى فكر أن يلغيها لمجرد اعتلاء ظهره أثناء الركوب , إن هذا الكلام لا يبدو مبررا و سيكون عاريا عن غايته إذا لم أسرد لكم القصة من البداية : أنا رجل أشغل وظيفة لا بأس فيها بدائرة شؤون البستنة المعنية بالحدائق و البساتين التي ساءت أحوالها و اندثرت في عهد الوزير السابق و لما كانت الوزارة ممثلة بشخص السيد الوزير الجديد المحترم الذي يدير الوزارة شرفيا لا حرفيا , يديرها عن طريق الوكلاء و المساعدين فهو لا يعرف شيئا عن الزراعة في هذا البلد إلا بقدر معرفة أى مواطن آخر و لا يمثل من فكرة الزراعة و البساتين إلا نقطة أخيرة في الهرم تنتهي عندها قرارات الوكلاء و المساعدين و الفنيين لتنتهي بتوقيعه المحترم , لذلك ود السيد الوزير أن ينتمي إلى الوزارة بكل قوة و يدخل في الصورة دخول الفاتحين و بما أنه خارج إطار الصورة من حيث المهنية و الاختصاص , لذلك أراد وهو رجل مقدام فعلا أن يقتحم ذلك الإطار بجملة من القرارات الوزارية المستقلة تماما عن آراء الوكلاء و المساعدين وكان مدفوعا لأن يكون وزيرا استثنائيا , الأمر كله يهم السيد الوزير , لكن ما يهمني أنا هو واحد من تلك القرارات المدهشة , كان قرار الوزير بسيطا و تافها بالنسبة للمستشارين المتخصصين في هذا المضمار لكنني كنت أشارك السيد الوزير بعظمة و استثنائية قراره الذي يتلخص بإضافة دونم من الأرض التي تقع خلف بيوتنا في ضواحي المدينة , المبنية بطرز حديثة و الممتدة على طول المسافة الموازية لشلطيء دجلة الجميل , و علينا أن نجعل من هذا الدونم بستانا استثنائيا يختلف عن بساتين الفلاحين الصغار على طول الشاطيء , لذلك كان لي بستاني خلف بيتي جعات له بابا بينه وبين البيت ...................................... أكملت زراعة البستان بوقت قياسي كما يجب فكان بستانا بحق ,و في يوم كنت استمتع بالجلوس على كرسيي المفضل في بستاني , أتأمله , أشم عطر القرنفل و روائح الدغل و أتلهف لامتداد شجبرات البطيخ الزاحفة ببطيء نحو غاياتها و تمنيت أن تبلغ هذه الشجيرات غاية عمرها لكي أقطف ثمار البطيخ الذي لا ينضج إلا بموت شجيراته, لكنني و أنا أتفحص جوانب بستاني كلوحة فنية ,اكتشفت أنه ينقصه حمار نعم فكل أصحاب البساتين يملكون حمارا أو اثنين لذلك و تأسيا بأفكار السيد الوزير الثورية وجدتني بحاجة إلى الدخول بقوة إلى عالم البساتين من خلال قرار استثنائي..............................



كقرار السيد الوزير لكنني لو اقتنيت أي حمار سيكون ذلك عاديا و سمجا و لا يكون استثنائيا , وبما أن الفكرة كلها من رأس السيد الوزير إلى رأسي هي فكرة استثنائية فعلى ذلك لا يمكن بالمرة و لا ينبغي أن أحوز حمارا عاديا و علي أن أقتني حمارا مميزا , لذلك أوصيت معارفي بالسعي لحجصولي على ما أريد , وفي يوم ذهبت لزيارة أهلي في العاصمة و لأقضي بعض حاجاتي ثم أعود للضواحي حيث بستاني , لكن هذا النقص الفاحش لبستاني لا يريد أن يفارق خيالي و حيث أن الأهل سألوني عن كل شيء فأخبرتهم عن حاجة البستان لحمار مميز , قالت أمي هاهي الحمير في البساتين المقابلة لحينا لأرضكثيرة و متنوعة فضحكت من قولها و قلت أدام الله بقاءك ياأمي حتى لو وجدت حمارا مميزا هنا كيف لي أن أنقله إلى هناك أأركبه و أمضي به إلى الضواحي فضحكت أمي و ضحكنا جميعا , لكن أبي قال أن له صديقا هناك حيث بستاني في الجهة المقابلة من النهر يمتلك حمارا مميزا فارها سمعته يتحدث عن بيعه فاذهب إليه ,و بعد رجوعي لبيتي و بستاني ذهبت إلى ضفة النهر و رأيت الحمار عبر النهر يقتات الدغل على الشاطيء , كان فعلا حمارا مميزا ............................
في اليوم التالى دفعت ثمن الحمار و عدت به إلى البستان ربطته هناك كما يربط أي حمار و جلست عصرا على كرسيي متمتمعا بكمال الفكرة و تحقيق الحلم , بستان جميل فيه حمار جميل أهناك أروع من ذلك , كنت قد ربطته عند مجرى الماء قرب الدغل يرتع و يلعب , و في يوم على عادتي أتيت لأتمتع بالجلوس في بستاني و إذا بالحمار قد قطع حبله و أكل بطيخي الذي قارب النضج و خرب جزءا من شجيرات الباذنجان و ما استطعت السيطرة عليه إلا بشق الأنفس كما يقال , تعكر مزاجي ذلك اليوم ,لقد التهم حماري بطيخاتي و ذلك يعارض فكر السيد الوزير , ذهبت في اليوم التالي إلى سوق الحدادين و اشتريت سلسلة من الحديد الصلب مربوطة بمغرز طويل يغور بعيدا في الأرض و ثبته في الأرض و طرقت عليه حتى اختفى في الأرض ثم ربطت الحمار , قلت لنفسي الله يعوضني عن بطيخاتي على أية حال لم تذهب بعيدا فهي في بطن حماري . و مر يومان و إذا بحماري قد بال على رأس المغرز الحديدي و أنت تعرف ماذا تعني بولة حمار , إنها تذيب الحديد , لقد كانت فعلة مقصودة من حماري و كأنه يتحداني حيث لانت الأرض التي دققت فيها المغرز فاستطاع قلعه و الذهاب للقضاء على شجيرات الفلفل البارد و الباذنجان المتبقي و الخيار و ما استطعت أن أثنيه عن ذلك إلا و أنا أتصبب عرقا , شكوت ذلك الى بعض أصحابي فنصحوني بربطه خارج البستان , لكنهم لم يفهموا أبدا سبب اقتنائي لهذا الحمار المميز و الذي يتصرف بخبث لا يوجد لدى الحمير , عصرا ذهبت الى حماري كلمته بكلام يليق بحمار مميز , قلت له أمجنون أنت تخرب البستان الذي أنت جزء منه أيفعل ذلك حمار مميز ؟ , رفع أذنيه و نظر الي بمكر ثم أدار مؤخرته نحوي و رمح رمحتين باتجاهي فقفزت مذعورا وتمكنت من الهرب , لذلك أسألكم منذ البداية أرأيتم حمارا مجنونا ؟ أنا ىشخصيا رأيت كنت أعطيه مايريد لا أركبه إلا قليلا بعد غروب الشمس , لذلك سألتزم بتوصيات السيد الوزير الذي انتبه مؤخرا لهذا الخطأ الفادح و منعنا من اقتناء الحمير و رأى أن نقتني نحلا بدلا من ذلك , لذلك فحماري قد عرضته للبيع لكنه قد كبر قليلا و ساءت سمعته بعد ما فعل معي فلا أحد يرغب به أفكر أن أطلقه على الشاطيء ليقتات كما كان يفعل .....



#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية-لبغداد
- ذات الوشاح
- السر-قصة قصيرة
- سلاما لبغداد- قصيدة
- صديقي فارع الطول-قصة قصيرة
- رهاب- قصة قصيرة
- وظيفة محترمة - قصة قصيرة
- حصيات شيرين الجميلات- قصة قصيرة
- مياه ضحلة- قصة قصيرة
- ريب الضباب-قصيدة
- الفقاعة-قصة قصيرة
- يوميات
- سل الفؤاد-قصيدة
- مولعون بالوهم
- مسامير الأوغاد - شعر
- احلام
- السيدة ذات الوردة البيضاء
- الطبول
- الحصن
- المهمة


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - قرار السيد الوزير -قصة قصيرة