أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حزبون - الانغلاق الفكري الديني














المزيد.....

الانغلاق الفكري الديني


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 16:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أصدر مفتي فلسطين دعوة للبدء في صلاة استسقاء كافة أنحاء البلاد، ودعا إلى وقف المعاصي والآثام لأنها سبب عدم هطول الأمطار!؟ وكأن باقي العالم ليس بها معاصي، وإن من تداهمهم كثرة الأمطار أيضا ابتلاء من الله لما فيهم من معاصي؟! أو ليست هذه غيبيات؟ لقد فكرت البشرية أن الأمطار تأتي من قرار إلهي، فقضى العلم إنها عملية موضوعية متكاملة، ومنها التحولات الراهنة في المناخ العالمي، وظاهرة الاحتباس الحراري، ثم الامتداد العمراني واقتلاع الأشجار وبناء المستوطنات مكانها وبناء الجدار وتخريب التربة، كلها أسباب تؤدي إلى تغيير مناخي في البلاد، فالاحتلال أصل البلاء، وظواهر التصحر مسؤولية البشر، وإن المناخ علم وليس تنبئ أو عطف سماوي.
إن الارتهان إلى مثل هذه المفاهيم، لن تفسح مجالا للعلم، وهي مسألة ملموسة فالغالبية من الأجيال الشابة تهاجر بعد أن تجد لها موقعا أو فرصة للعمل في مناخيات الاغتراب الفكري، ولا نجد أي اهتمام بهجرة العقول التي هي وحدها القادرة على مواجه التحديات الوطنية والعلمية المعاصرة والنهوض بالمجتمع، في حين تعقد إسرائيل ورشات عمل ودراسات لحالات ضعيفة من هجرة العقول، ومدى تأثير النووي الإيراني عليها حيث لا يرغب الشباب بالعيش تحت تهديد بالحرب أو النووي، فهذه أصبحت سمة لشباب العالم وهي ( الاستقرار) والتطور في قرية عالمية ضاقت بالاتصالات ووحدت بالانترنت الشباب بحالة (كوزوموبولتية) غير مسبوقة.
إن لغة الخطاب السياسي والديني يجب أن تتغير، فلم يعد ممكنناَ البقاء في حضرة فكر عمره ألف عام، ولم يعد منطقيا التعامل مع الابتكارات العلمية بشعار( سبحان من سخرها لنا...) فالحكم اليوم للعلم فقط وما لا يصمد للتفسير العلمي وهم، كما أن المساحة المعطاة للحركات الدينية الرسمية والمجتهدة دون دعوة إلى مراجعات نقدية، تمثل ظواهر إحباط وضيق على آفاق الأجيال المنفتحة بالعلم والمعرفة، ولا يجوز مواجهة ذلك بقراءة دينية منتزعة من سياقها التاريخي لتبرير هيمنة أنماط وهمية من ماض سحيق غير قادر على فهم الحاضر فأصبح معارضا للمستقبل.
من المعروف أن الاحتلال بطبيعته حالة قمعية ماضوية مستلهمة في روح بربرية عاشتها البشرية وفي بعض المراحل استخدم المقدس في إشعال تلك النزاعات لإخضاع المخالف للرأي أو للتوسع بالأرض ضمن مفهوم الرسالة المقدسة، لم يعد ممكننا استخدام تلك المفاهيم اليوم،فقد أصبحت هجينة ومضحكة، وإن التوجه نحو التعاون الإنساني لمواجه أخطار الطبيعة وتغير أساليب استخدامات البشر للأرض للمحافظة على كون نظيف ومساحات خضراء سمتها الأمم المتحدة (طبعة القدم) كحد أدنى يسمح للأرض بالتنفس وللبشر للعيش بأمان وحرية، وبهذا فإن كل ما يقف معاديا للسلم والحرية ليس من طبيعة العصر ولا من النظام الإنساني المفروض إقامته وإنهاء صيغ الماضي البائد والمستند للعنف والانغلاق والقمع والظلم.
ولعل المبكي أكثر إن يطلب إمام الجمعة من المصلين أمس إن يلبسوا الملابس مقلوبة ، للبدء بصلاة الاستسقاء، ذلك حتى نشعر الخالق بذلنا ؟ ونستجديه لقبوله إسقاط الإمطار ؟ هكذا يتم التعامل في قضايا الناس في القرن الحادي والعشرين ببلادنا ! فهي استخفاف بالخالق ، واستهتار بالمخلوق ، ان هذه الأنماط السائدة لا تمكن المواطن من مواجهة تحديات العصر وهجمات الاحتلال برؤية علمية ، بل تجعل أكثر ارتباطا بالماضوية والانفلاق والقدرية الجبرية ن ثم ماذا تقول لأسباب هجرة العقول وهي لا تجد لها مكانا إمام هذا النهج والتساوق بين القوى المتصارعة على السلطة من اسلاموين نصف علمانيين ، حيث لا خلاف إيديولوجي بينهم بل مصلحي



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الفكر السلفي العصبوي
- الراهن الفلسطيني والخيارات
- حول منع العمل واستهلاك منتج المستوطنات
- لا زالت الطبقة العاملة قاطرة التاريخ
- المفاوضات والمرحلة الراهنة
- المفاوضات والاستيطان
- الحركةالنقابية الفلسطينية تاريخ واقع افاق
- الضمان الاجتماعي للعمال الفلسطينين
- القضية الفلسطينية حتى لا ننسى
- قراءة في التجربة الشيوعية الفلسطينية
- اتسع الرتق على الراتق
- المطلوب رؤية فلسطينية ثورية
- وحدة الموقف ووحدة الهدف
- حزب شيوعي ام وحدة يسار؟
- ليلغى قرار منع الانتخاب ولتستقل المجالس البلدية
- قراءة في الانتخابات المحلية القادمة
- عن المفاوضات والنضال
- الاليات المطلوبة لعزل المستوطنات ومنتجها
- عاشت ذكرى ايار المجيدة
- الاحتلال منشئ العنصرية والعبودية


المزيد.....




- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حزبون - الانغلاق الفكري الديني