أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - المفاوضات والاستيطان














المزيد.....

المفاوضات والاستيطان


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 23:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ندوة لرابطة الأكاديميين، حضرها نخبة من أساتذة الجامعات، غلب فيها لقب دكتور، دار البحث في جلسة (عصف فكري) عن أمر المفاوضات والاستيطان، في محاولة لاستنباط موقف أو رأي حول الوضع السياسي الفلسطيني الراهن، فقد أضحت قضية وقف الاستيطان وكأنها مركز الصراع، والمدهش في الأمر أن المداخلات تركزت على تشخيص الحال، دون تقديم رؤيا، وغلب على القوم مناخ تشاؤمي وإن الأمر أصبح عهدة لدى ألأجيال، وإن حق الفلسطينيين سيعود لهم بالوطن والعودة حيث ذلك منطق إرادة السماء والأرض!!
إن استدعاء المقدس في النقاش السياسي، تعبير عن إفلاس ذهني، واستدعاء التاريخ تعبير عن اغتراب( أحد الحضور ناقش قائلا إن ابن نصير فاتح الأندلس فلسطيني الأصل؟ !! والصليبيون سحقوا بعد قرنين....؟؟!!) هذا كله هذيان فكري يجري بين النخب الفلسطينية، ويعبر عن غياب كامل بين القيادة والقاعدة، والارتكان إلى الإعلام،أو الناطقين الرسميين، يعمق هذه العلاقة، فالجمهور هو صاحب القرار (الحل والعقد) وخلط العلاقات الدبلوماسية واعتباراتها، بالتعبئة الشعبية والعلاقة مع الجمهور تعميق للفجوة، والاستناد إلى الحلول السياسية عبر الجامعة العربية وملحقاتها، حالة مثيرة للدهشة، فقد كان من الأفضل ابتداء الاهتمام بالجماهير الشعبية، والتي سيطبق أي اتفاق عليها وعلى مستقبلها وبالتالي هي صاحبة الأمر ولا يجوز أن تظل مغيبة.وقد افرزت قرارات ( سرت ) ما كان متوقعا.
لم يعد أحد ينتظر رأي الفصائل الفلسطينية، سواء كان بالحكم أو المعارضة، حيث هي إما هيئات لمنتفعين، أو لمتمردين، أو لأجنحة الإسلام السياسي، ومجموعة متآلفة من موظفي السلطة وأصحابها، لقد فقدت هذه المجموعات القدرة على الارتباط بالجمهور كطليعة له ، وأضحت تلك الجماهير تبحث عن بدائل وصل بها حد الإحباط المؤدي إلى تزايد الهجرة ،والبطالة ، بعد ارتفاع حاد وغير مسبوق في تكاليف المعيشة ، وانخفاض الدخل ، ونستطيع تلمس ذلك في فشل مقاطعة المستوطنات فلا زال أكثر من مئة وخمسون ألف عامل يعملون في إسرائيل اغلبهم في المستوطنات وحتى في بناء الجدار ، وقد شاهدت في احد مواقع بناء الجدار الذي يقم حاليا ثلاثة اسرائيلين مهندس ومراقب وسائق والباقون فلسطينيين من القرى المحيطة ، وقد لفت انتباهي توقف العمل لأداء الصلاة ، حيث اصطف الجميع باستثناء الثلاثة !!!!.
لا يستطيع احد منع الناس عن العمل لأسباب ضميرية طالما هم جوعى، ولا تستطيع القيادة الحصول على دعم المواطنين طالما هم مغيبون، وليس (الاحتلال) فقد بدأ الاستيطان منذ ساعات الاحتلال الأولى ولم يتوقف، وكذلك المفاوضات كخيار نهائي، ليس أكثر من استجداء غير مجدي، والمعروف أن نجاح المفاوضات أية مفاوضات لا ترتكز على المفاوض مهما بلغت براعته، فهي تعبير عن توازن القوى والمصالح القائمة على الأرض منقولة على الطاولة.
عقد المجلس الوطني بعد الخروج من بيروت دورة سميت (القرار المستقل) والذي كان له مفعول سياسي دعائي أساسا، وعموما اليوم تستند القيادة على القرارات العربية من الجامعة والمتابعة والقمة،وليس المجلس الوطني الفلسطيني الذي قرر يوما أن القرارات الفلسطينية مستقلة، والآن معلقة عربيا، مع أنه كان من الأنسب الذهاب إلى قمة العرب بقرار فلسطيني يطلب من العرب التضامن معهم على أساس منه، وحسب برنامج واضح ومعلل، والانطلاق من حقيقة أن التناقض الرئيسي مع الاحتلال، والمطلوب رحيل الاحتلال من حيث بدأ.
صحيح تماما أن القضية الفلسطينية مسألة قومية، وإنها ذات بعد إسلامي، وهذا التحالف لهذه الأبعاد مهم لمواجهة هجمة عاتية تقودها إسرائيل متحالفة مع أمريكا وسواها من بقايا الحقبة الاستعمارية، وصحيح أيضا إن الشعب الفلسطيني يقف في مواجهة هذه الهجمة ذات البعد الإمبريالي الهادف إلى احتواء الشرق الأوسط عبر هضم المسألة الفلسطينية، وبالتالي فإن الصمود الفلسطيني والنجاح الفلسطيني يحقق انكسارا لهذه الهجمة، وإن إقامة الدولة الفلسطينية سيكون صخرة بناء لمستقبل واعد للشعوب العربية التي تصبح أكثر حرية واستعدادا لبناء دولها الديمقراطية، حيث لن تكون للأنظمة القائمة فرصة أو مساحة من الزمن.
إن الشعوب العربية منذ الحقبة العثمانية وهي تناضل في سبيل حريتها واستقلالها، فقد فقدت الكثير على يد الأنظمة المنصبة عليها أو التي فرضت عليها لمواجهة الاستعمار والصهيونية!!!! وما أقامة دولة فلسطين إلا تعبيدا لطريق أغلق طويلا أمامها.



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركةالنقابية الفلسطينية تاريخ واقع افاق
- الضمان الاجتماعي للعمال الفلسطينين
- القضية الفلسطينية حتى لا ننسى
- قراءة في التجربة الشيوعية الفلسطينية
- اتسع الرتق على الراتق
- المطلوب رؤية فلسطينية ثورية
- وحدة الموقف ووحدة الهدف
- حزب شيوعي ام وحدة يسار؟
- ليلغى قرار منع الانتخاب ولتستقل المجالس البلدية
- قراءة في الانتخابات المحلية القادمة
- عن المفاوضات والنضال
- الاليات المطلوبة لعزل المستوطنات ومنتجها
- عاشت ذكرى ايار المجيدة
- الاحتلال منشئ العنصرية والعبودية
- نحو حركة نهضوية عربية
- خيارات القمة وخيارات م ت ف
- هل الخيارات الفلسطينية والعربية محدودة ؟
- لماذا المفاوضات خيار فلسطني وعربي نهائي؟
- عاش الثامن من آذار يوما للمساواة
- لا يستقيم الاحتلال مع شريعة الحياة


المزيد.....




- نور عمرو دياب تثير الجدل في فيديو متداول حول علاقتها بوالدها ...
- إيران تحذر مواطنيها من استخدام واتساب وتيليغرام لتفادي الاغت ...
- غالانت يكشف لـCNN الشروط الـ4 التي تحققت لشن هجوم على إيران ...
- قطر تعلن تواصلها يوميا مع أمريكا لإنهاء الصراع الإسرائيلي- ا ...
- مراسلة CNN لترامب: هل ستدمر قنبلة أمريكية برنامج إيران النوو ...
- هل تلبّي أمريكا رغبة نتنياهو وتدمّر منشأة فوردو وأي نوع من ا ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - ترامب يدعو إلى -استسلام غير مش ...
- متى تستدعي إيران حلفاءها بوجه إسرائيل؟
- جدارية ضخمة في طهران تكريما للمذيعة الإيرانية بعد القصف الإس ...
- الخارجية الروسية: إجراءات إسرائيل ضد إيران غير قانونية وتنذر ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - المفاوضات والاستيطان