أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - القضية الفلسطينية حتى لا ننسى















المزيد.....


القضية الفلسطينية حتى لا ننسى


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3111 - 2010 / 8 / 31 - 13:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


القضية الفلسطينية / إشكالاتها وأسبابها


مقدمة:

احتلت بريطانيا عام 1919 بلاد الشام واقتطعت فلسطين لتجعل منها دولة انتداب وهو التعبير الذي اعتمده مجلس الأمن حسب اقتراح بريطانيا التي نظمت مع فرنسا خارطة للشرق الأوسط باسم اتفاقية (سايكس بيكو)، لتجعل فلسطين ضمن الصلاحية البريطانية والتي كانت قد أصدرت عام 1917 وعدا لإقامة دولة يهودية في فلسطين أعلنه وزير خارجيتها اللورد (بلفور)، وكان وعدا ممن لا يملك إلى من لا يستحق.

وانسحبت بريطانيا في أيار 1948 لتعلن إسرائيل عن إقامة دولتها على أكثر من 70% من ارض فلسطين بعد أن كانت قد استكملت بناء جيش مدرب مسلح جيدا واجه جيوش عربية متفرقة الغايات والمصالح لتقوم هذه الدول بعقد هدنه مع إسرائيل في جزيرة (رودوس) لتستمر تسعة عشر عاما قامت بعدها إسرائيل باحتلال ما تبقى من فلسطين والذي كان يدعى بالضفة الغربية حيث كان الاردن قد ضمتها رسميا ضمن المملكة الأردنية الهاشمية.

تولت (م.ت.ف)، مسؤولية الأرض المحتلة وكان إعلان عام 1982 فك الارتباط مع الضفة الغربية لتدخل المنظمة في حوار مع إسرائيل بعد انتفاضة شعبية مجيدة، أدى إلى اتفاق أوسلو وإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية والتي لا زالت تصارع من اجل إقامة الدولة في حدود 1967 وحسب قرارات الأمم المتحدة.

خلفية تاريخية:

عام 1840 قام البارون روتشيلد واللورد مونتفيوري بزيارة لوزير المستعمرات البريطاني لافتين الى تقدم محمح علي لاقامة امبرطورية عبر احتلاله بلاد الشام مما يشكل سيطرة على طريق الهند وخلق دولة قوية على انقاض الدولة العثمانية ، وضرورة ايجاد قوى مانعه للتمدد المصري وان اليهود يمكن ان يؤدوا ذلك. جاء هذا بعد أن وقعت بريطانيا ما دعي (اتفاقية لندن) مع محمد علي والى مصر بعد أن كانت جيوشه قد دخلت بلاد الشام ضمن طموحه لضمها وإقامة دولة عربية بقيادته فتصدت له بريطانيا بتواطؤ العثمانيين وأخرجوه ونظمت معه الاتفاقية المشار إليها.

إن الكثيرين يعيدون نشؤ القضية الفلسطينية إلى الحركة الصهيونية مؤتمر يازل 1879، واو إلى المسألة اليهودية التي برزت مع الحرب العالمية الثانية والاضطهاد النازي الذي لحق باليهود إلا أن ذلك ليس السبب الوحيد فالقوى الاستعمارية خاضت الحرب العالمية الأولى برؤية واضحة ومحدد :-



1- ورثه الامبرطورية العثمانية
2- السيطرة على منطقة الشرق الأدنى الغنية بمواردها وموقعها على تقاطع الممرات الدولية.
3- إعادة صياغة خارطة المنطقة بما ينسجم مع تلك المصالح وبعد ان استمر صراع طويل مع أوروبا وتركيا منذ سقوط يبز نطه.
4- الاستيطان اليهودي بدا قبل مؤتمر بازل بكتير ومنذ 1831 ، واعلان تركيا سياسة التنظيمات التي سمحت بتسجيل الاراضي وتملكها .

وعليه لم يكن ضمن أهدافها إقامة إمبراطورية عربية بل العكس صحيح واهم من كل ذلك فصل آسيا عن إفريقيا وهو ما قامت به إسرائيل ناهيك عن أنها قاعدة عسكرية متطورة بحضور اجتماعي وسياسي ممثله تهجير يهود العالم إليها وتوطينهم لخدمة المصالح الاستعمارية واستخدام الدين لجمعهم في ارض الميعاد على حساب تهجير الشعب الفلسطيني وأبادة الآلاف دون رحمه على طريقة ما حصل في (دير ياسين) تلك ألمذبحه التي نفذتها العصابات الصهيونية لترهب باقي القرى العربية.

حرب 1948:

حسب ما يروي الجنرال كلوب القائد البريطاني للجيش العربي والذي دخل فلسطين لمساعدة الفلسطيني وضمن الجيوش العربية يقول (..... لم نملك حق دخول اية مناطق وردت في قرار التقسيم حسب تعليمات لندن)(كتاب الأمور المتغيرة). وقد جاءت الجيوش العربية بقرار الجامعة العربية الناشئة لتدخل فلسطين بدون تدريب ودون تنسيق وباسلحه (فاسدة)، وهي الأسلحة التي فاضت عن الحرب العالمية وكانت مستعمله واغلبها غير صالح. وكان لدى إسرائيل 63 ألف جندي مدرب خاضوا الحرب العالمية الثانية ضمن الفيلق اليهودي إضافة إلى 17 ألف من حرس المستعمرات اليهوديةو52 ألف متطوع من أنحاء العالم.

بعد نضال شرس خاضه الفلسطينيون في محطات طويلة منذ عام 1919 والإضراب الأشهر عام1936 والذي امتد إلى ستة أشهر والقمع البريطاني الشرس والإعدامات للمناضلين أصدرت بريطانيا كتابها الأبيض لامتصاص غضب الفلسطينيين والذي حددت فيه إعداد المهاجرين وقامت بإجراء مختلفة حتى أحالت الأمر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أصدرت يوم 29/11/1947 قرار بتقسيم فلسطين إلى ثلاثة أجزاء الأول لليهود ويضم الساحل والثاني للفلسطينيين ويضم قسم من الجليل
والضفى الغربية والأخير دولي ويضم القدس، وقد عارض الفلسطينيون ذلك كما عارضته الدول العربية باعتباره يقسم وطن وينتزع حقوق شعب.
وبموجب هذا القرار اعترفت الأمم المتحدة بدولة إسرائيل في حين أن الدولة الثانية فلسطين لم تقم ولا زالت تصارع البقاء وتلتزم أخلاقيا الأمم المتحدة بمسؤوليتها عن ذلك.

وهكذا خرجت إسرائيل منتصره عسكريا (على سبعة جيوش)، ومنتصرة سياسيا بمباركة دولية على دولتها ومن جهتها قامت الدول العربية بمنع المناضلين الفلسطينيين من مواصلة القتال وحرمتهم من السلاح وهذا يسجله (القاوقجي) في مذكراته حيث عينته الجامعة العربية قائدا عاما للجيوش العربية ليسجل حرمان الفلسطينيين من حقهم في مواصلة النضال ولتقوم دول الجامعة بإعلان الهدنة اعتمادا على حسن نوايا صديقتنا بريطانيا وتوقع اتفاقات ألهدنه على كافة محاور القتال ليقوم الأردن بضم الضفة الغربية ويعطي الجنسية الأردنية لأهلها الذين أصبحوا جزء من المملكة وضمن برلمان واحد.
ولتقوم مصر برعاية قطاع غزه وتصدر لمواطنيه وثائق فلسطينية للتنقل ويقيم عليه حاكما عسكريا بقي هذا الوضع حتى يوم 5/6/1967.

حزيران 1967:

لقد ثبت بالقطع أن إسرائيل كانت تجهز وتستعد للحرب ليس فقط لأنها أصبحت منزعجة من الفدائيين الفلسطينيين بل لأنها لم تحقق أهدافها في حرب السويس عام 1956، باحتلال أجزاء أوسع من العالم العربي ولأنها لم تعد تستطيع الاستمرار بعلميات ألهجره دون القدس ولأنها تدرك أن توازن القوى العسكري في صالحها.

عندما أعلن الرئيس جمال عبد الناصر إغلاق مضائق تيران وسحب قوات الأمم المتحدة التي فصلت بين مصر وإسرائيل بعد حرب 1956 شعرت إسرائيل بان فرصتها مواتيه، فقد كانت في الأشهر السابقة تتعرض لسوريا في الجولان وفي معركة جوية فوق دمشق في نيسان أسقطت عدة طائرات سورية وأصبحت سوريا هدفا للاعتداءات كما واعتدت إسرائيل على قرية السموع بالضفة الغربية وقتلت عدد من الجنود الاردنين وأسقطت طائرة وهدمت عشرات البيوت مستعرضة الأسلحة الأمريكية ألحديثه (دبابات باتون وصواريخ س س 11)، التي منحتها لها أميركا للتفوق على الجيوش العربية فكان أن تحرك الرئيس المصري الذي كان قائدا لتيار القومية العربية وشخصية عالمية معادية للاستعمار وعنوانا لحركة عدم الانحياز وأعلن دعم سوريا والدفاع عنها وهنا لا بد من استذكار مقوله لمحمد حسنين هيكل (عام 67 السلاح خذل السياسة وعام 73 خذلت السياسة السلاح)، فقد تبين أن التحرك السياسي لم يكن متلائما مع التحرك العسكري، وهي فجيعة ضربت الأمة العربية ناهيك عن ضم إسرائيل لكامل الأرض الفلسطينية (فلسطين التاريخية)، وهضبة الجولان وصحراء سينا التي عادت إلى مصر بعد حرب 73 أكتوبر.

هاجمت إسرائيل القوه العربية الرئيسية مصر واستهدفت السلاح الأكثر جدوى في حرب صحراء مكشوفة فضربت الطائرات وهي على الأرض وبذلك أصبح سهلا دخول القوات إلى احتلال أراضي أخرى.




وانعقد مجلس الأمن الدولي واصدر بعد شهور من المداولات القرار الدولي الشهير(242)، والذي قدمته بريطانيا بصيغة عن مندوبها يومها (اللورد كارادون)، ليحمل تفسيرات متباينة أهمها "انسحاب القوات الإسرائيلية من (أراضي) الأراضي التي احتلتها في النزاع الأخير". وهنا وفي ظل هل الانسحاب من أراضي أو الأراضي تاهت الأمور ولكن القرار أوضح أن إسرائيل احتلت ارض وعليها حسب قرارات وميثاق الأمم المتحدة الانسحاب منها حيث جاء في ديباجة القرار (عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة).

وظل هذا القرار الصادر في تشرين الأول 1967 عنوانا سياسيا لصراع طال بالزمن وتاه في مراكز القرار رغم اعتماد الأمم المتحدة لمبعوث دولي هو (غوتار يارنغ)، لمتابعة تنفيذ القرار وبعده تداخلات أميركا ودول مختلفة إلا أن القرار ظل غير مطبق واستمرت إسرائيل في تجاهله معلنه ضم القدس إليها بقرار من الكنيست 28/6/1967، وفيما بعد ضم الجولان السورية وزادت وتيرة الاستيطان حتى بلغ عدد مستوطني الضفة الغربية إلى نصف مليون. وظل الموقف العربي يلهث خلف المقررات الدولية دون أي خطوة عملية فبعد العدوان اتخذ مؤتمر الخرطوم قرار يرفض الاعتراف وقرار مجلس الأمن والمفاوضات ووصل في مؤتمره الأخير في بيروت ثم دمشق إلى إعلان مشروع السلام العربي الذي يدعو إسرائيل لمبادلة الأراضي ألمحتله بسلام وتطبيع كامل مع كافة الدول العربية والإسلامية.

حرب تشرين (اكتوبر 1973):

بعد أن اصطدمت كافة محاولات حل نزاع أثار عدوان 1967 وبعد أن تواصلت حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية التي أوقفت بعد مبادرة روجرز وزير خارجية أميركا الأسبق وخروج المقاومة الفلسطينية من الأردن بعد إحداث أيلول عام 1970، فقد أصبح واضحا أن مقولة عبد الناصر هي مربط الفرس في هذا النزاع حيث قال ( ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوه ). وانطلقت القوات المصرية يوم 6 تشرين (أكتوبر، لتعبر قناة السويس وتحطم خط بارليف الاستراتيجي وتتقدم حتى الممرات في الضفة الغربية لقناة السويس ولتصل القوات السورية إلى المرتفعات في الهضبة حتى أعلن مجلس الأمن الدولي وقف إطلاق النار اصدر قراره الثاني الشهير 338 والمتضمن تأكيد ما ورد في القرار 242 والدعوة إلى إجراء حوارات سياسية حتى تنفيذ القرار.

مباشرة تدخلت أميركا عبر وزير خارجيتها (هنري كيسنجر) لتعطل الجهد الدولي وتنفرد أميركا بالحل وتصبح خصما وحكما ويوقع كيسنجر اتفاق فصل القوات لتنسحب إسرائيل حتى طابا في سيناء وعن جزء من هضبة الجولان منها مدينه القنيطرة وتقيم قوات متعددة الجنسيات في سيناء.

ولقد اتبع كيسنجر ما سمي أسلوب (الخطوة خطوه) في المفاوضات وتابع حتى أنجز الفصل بين القوات وتعثرت المفاوضات التي تابعها وزير الخارجية بعده (سايروس فاتس). وكان القضية وديعة أميركية ورغم كل ذلك بقيت المماطلات والعراقيل قائمة، فقام الرئيس المصري أنور السادات بمبادرة زيارة إسرائيل والحضور إلى الكنيست عام 1979 حيث تبعتها محادثات وصلت إلى اتفاقات كامب ديفيد التي رعاها الرئيس الأميركي كارتر، وأدت إلى خلافات عربية عميقة ظلت قائمة لما يقارب عشر سنوات.

ولكن حرب تشرين كما تميزت بانتصار الجيوش العربية فقد تميزت أيضا بالتضامن العربي إلى حد قطع البترول عن أوروبا وأميركا وهي حالة فريدة مما أدى إلى اهتمام وتأثير سياسي أتى أو كله فيما يعد.
وعلى الجبهة الفلسطينية فقد حققت حرب أكتوبر اعتراف مؤتمر القمة العربي في الرباط عام 1974 بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثل شرعي ووحيد ووصل ياسر عرفات في أيلول إلى إلقاء كلمة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وصدور قرارها 3236 وتشكيل لجنه الحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف بحيث أصبحت رسميا (م.ت.ف)، جهة التفاوض الرئيسية حول قضية الشعب الفلسطيني وبعد ان أعلن الملك حسين فك الارتباط القانوني وبذلك تحققت في أجواء أكتوبر وبنتيجتها خطوات سياسية هامه على طريق إحقاق الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة في وطنه وأقامه دولته المستقلة.

الانتفاضة:

يوم 9/12/1987 خرجت الجماهير الفلسطينية إلى الشوارع مطالبة بإنهاء الاحتلال بعد أن مثلت عملية قتل متعمد لأربعة عمال فلسطينيين في منطقة جباليا بغزة بواسطة شاحنه إسرائيلية حالة فريدة من الغضب حيث أدى التراكم القهري إلى الانفجار حين لم يعد يستطيع المحكومون الاستمرار بنفس الأسلوب فكانت الانتفاضة.

بعد حوالي الأسبوعين صدر البيان الأول للحركة الوطنية الفلسطينية تحت اسم القيادة الموحدة وقد أصدرته هيئة التنسيق الفصائيلي التي عملت على إعادة توحيد الحركة العمالية الفلسطينية وبذلك كان البيان الأول والقيادة الأولى للجماهير وللطبقة العاملة الفلسطينية ثم مع تطور الانتفاضة وقد أصبحت عصية على القمع احتوتها التنظيمات الفلسطينية وأصبحت تصدر البيانات خاصة بعد الرابع تحت رعاية م.ت.ف، الممثل الشرعي والوحيد.

نظمت الانتفاضة حياة الشعب الفلسطيني وأصبح يوم 9 من كل شهر يوم إضراب عام ثم أصبح الاضطراب ساريا يوميا من الساعة الثانية ظهر كما نظمت كافة الخدمات والمصانع ومواقع العمل وأصبحت الانتفاضة نمط حياة متكامل وأخذت إشكال النضال تتنوع وسمح لكل موقع اختيار ما يناسبه لمواجهة جيش الاحتلال ولم تستخدم الانتفاضة السلاح وبذلك سجلت لنفسها خضورا عالميا وتضامنا رائعا باعتبارها حركة شعبية سلمية ذات برنامج واضح يطالب بإنهاء الاحتلال على قاعدة قرارات الشرعية الدولية وقيادة م.ت.ف.، ولم تغالي واكتسبت على واقعيتها ثقة اكبر...

افتتحت إسرائيل معتقل النقب الصحراوي (كتسيعوت)، ليتسع لإعداد الفلسطينيين المنتفضين والتي وصلت إلى الآلاف ضمت العامل والفلاح والاكادميين مما دفع قيادة الاحتلال لمحاولة فتح حوارات مع المعتقلين لعلها تجد من يقبل بالتفاهم معها لتحسين أسلوب القمع وإدامة الاحتلال.
إلا أن هذا لم يجد نفعا بما فيها زيارة اسحق رابيين شخصيا لسجن النقب واختياره فوجا من المعتقلين للتفاوض معهم إلا أنهم اجمعوا أن الحوار فقط مع عنوان نضالنا م.ت.ف.

أمام هذا الوضع وبعد مرور أربع سنوات على الانتفاضة لم يد ممكنا الاستمرار بهذا الوضع بعد أن اخذ المجتمع الدولي يضغط لإنهاء هذا الوضع وإنهاء الاحتلال وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية. وتحركت الإدارة الأميركية بواسطة وزير خارجيتها (جميس بيكر) الذي بعد جولات في المنطقة دعي إلى عقد مؤتمر دولي في مدريد ودعي له كافة أطراف الصراع سوريا والأردن والفلسطينيين ومع معارضة إسرائيل بقيادة (اسحق شامير) الذي لم يقبل وفد فلسطيني مستقل ثم تشكيل وفد أردني فلسطيني مشترك كمخرج لانعقاد المؤتمر الذي جاء توقيته بعد 500 عام على خروج العرب من الأندلس ولعل ذلك هو سبب اختيار مدريد.

اوسلو:

خرج مؤتمر مدريد بمقررات تدعو إلى إقامة دوله فلسطينية وإنهاء الاحتلال وتشكيل وفد فلسطيني أردني لمفاوضة إسرائيل على ذلك ورئيس الجانب الفلسطيني المرحوم د.حيدر عبد الشافي ودارت المفاوضات طويلا حتى وقفت في ممرات وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن وأصبح واضحا ان الحركة تتجمد وان إسرائيل تصر على مطالب لا يمكن إجابتها منها موضوع القدس والحدود وحق العودة التعويضات غيرها مما عمق ألهوه بين الجانبين وقد أبلى الفلسطينيون حسنا في التفاوض وفضح سياسية إسرائيل وتعنتها وعدم التزامها بالشرعية الدولية أو قرارات مجلس الأمن وتصر على الهيمنة وتحسين وضع الاحتلال...


في هذا المناخ ومع وصول اسحق رابيين إلى رئاسة الوزراء وشمعون بيرس لوزارة الخارجية وبمبادرة من الشخصية الليبرالية الإسرائيلية د. يوسي بيلن تحرك مساعده ( يائير هيرشفيلد)، لعقد لقاء في لندن مع احمد قريع ( أبو علاء ) عضو لجنة فتح المركزية بحيث مهد ذلك لعقد لقاءات بعيده عن الإعلان وتتوسع بإضافة أعضاء جدد في أوسلو حيث تم توقيع الاتفاقية بالأحرف الأولى وكانت م.ت.ف. قد شكلت مرجعية للمفاوضات في تونس يشرق عليه محمود عباس الرئيس الفلسطيني الحالي الذي وثق ذلك في كتابة ( الطريق إلى أوسلو ).

ويوم 13/10/1993 تم توقيع الاتفاق في حديقة البيت الأبيض في واشنطن وبضمان أميركي وقد تضمن المشروع اتفاق بعنوان ( غزه وأريحا ) وهكذا بدأ انتقال منظمة التحرير من تونس إلى أريحا وانسحب الاحتلال من هذين الموقعين، حيث استكمل بعد مفاوضات تفصيلية في ( طابا ) وغيرها من المواقع وتم تسليم المدن بشكل دوري وفق خطة وبرنامج أطلق على المدن الرئيسية تسمية ( A ) والمناطق القريبة منها والقروية ( C ) حيث يسمح للتحرك الأمني الإسرائيلي فيها ولا يسمح للأمن الفلسطيني دخولها ومناطق ( G ) وظلت تحت الاحتلال لحين الحل النهائي الذي من المفترض ان يشمل القدس والحدود والعودة.

وهذا ما فتح المجال لإقامة أول سلطة وطنية فلسطينية في التاريخ الحديث بعد ان جرت انتخابات نهاية عام 1996، لانتخاب رئيس السلطة ومجلسها التشريعي.


السلطة الوطنية الفلسطينية:

على اثر اتفاقات أوسلو وطابا وتوقيع برتوكول باريس الاقتصادي أجريت الانتخابات وأصبح المرحوم ياسر عرفات رئيسا منتخبا إلى جانب مجلس تشريعي يضم عضوا وأيضا كان هذا العدد قد تم تحديده في الاتفاقات التي نظمت العلاقة وحددت المسميات حيث دعي المجلس التشريعي بالمجلس الفلسطيني والوزير بمسئول الملف وصرفت لهم إسرائيل بطاقات ( VIP )، تعطيهم حرية التنقل عبر الحواجز التي إقامتها في الأراضي الفلسطينية. وحسب الاتفاق الذي قضى باستمرار المفاوضات للوضع النهائي خلال خمس سنوات وان اتفاقات أوسلو تمدد وتحكم لخمسة عشر عاما فقد جرت المفاوضات بالدعاية الأميركية وحين وصلت إلى حائط مغلق دعي الرئيس الأميركي كلينتون إلى لقاء في منتجع كامب ديفيد ضمن الرئيس ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل ( اهود باراك ) ورغم المدة التي طالت في تلك المفاوضات إلا أنها لم تفلح في الوصول إلى اتفاق بحيث توترت الأجواء ومهدت لانتفاضة جديدة دشنتها زيارة ( شارون ) إلى المسجد الأقصى يوم 28/10/2001، وكانت انتفاضة مسلحة سقط فيها الآلاف شهداء والآلاف جرحى ومعاقين وثمانية ألاف معتقل في سجون إسرائيل المحتلة.

وفي ربيع 2002 اجتاحت القوات الإسرائيلية الضفة والقطاع والحق أضرار بالبنية التحتية محطمة انجازات كثيرة ومدمره مقرات الأمن الفلسطيني وقتل الكثير من إفرادها ودعتها بعملية ( السور الواقي )، وبذلك ألغت مضمون اتفاقات أوسلو وواصلت هجمتها على الشعب وسلطته باقامه سور بارتفاع ثمانية أمتار ممتد لأكثر من ستمائة كيلومتر ليعزل الأراضي الفلسطينية عن إسرائيل بعد ان تم الاستيلاء على أراضي فلسطينية صورت لصالح الجدار ثم واصلت عدوانها بتوسيع أنشطة الاستيطان خاصة بعد انسحابها الاضطراري من قطاع غزة الذي أصبح مجرد تجمع سكاني له معابر تفتح وتغلق حسب الرغبة الإسرائيلية بحيث استمر الاحتلال على كامل الأراضي الفلسطينية بمضمونه رغم وجود سلطة فلسطينية منتخبة.

ورغم انتخاب محمود عباس من الشعب الفلسطيني على قاعدة برنامج يرفض عسكرة الانتفاضة ويدعو إلى مفاوضات الوضع النهائي فقد جرت وتحت رعاية أميركا بإشراف وزيره الخارجية ( رايس )(وبرؤية)(بوش) على أن تقوم دولة فلسطينية مع نهاية عام 2008، إلا أنها لم تفلح وأعلنت رايس في مؤتمر صحفي في زيارتها للمنطقة مطلع نوفمبر 2008 على أن الدولة الفلسطينية لن تقوم عام 2008 وأنها ستوصي من يخلفها بمواصلة المفاوضات.والذي يتم الان حسب ما نرى هو تنفيذ الوصية !!!!


الخاتمة:

إن القضية الفلسطينية تؤثر وتتأثر بمحيطها فهي قضية تعيش أخر الاحتلالات في التاريخ وقد أصبح متعارضا مع كل القيم الإنسانية وهو يعيش أصعب ظروفه فلا طريق له إلا إقرار حق الشعب الفلسطيني يوطنه والذي قبل بدولتين لشعبين أم الأستناد إلى القوه فهي ليست مطلقة بالتاريخ والى الفكر الديني المتشدد الذي هو خارج القيم البشرية والفجوة العسكرية في الشرق الأوسط فقد أصبحت محكومه بالفشل حيث أصبحت محاطة بمعادلات عسكرية جديدة سواء قوى إقليمية أو منظمات مسلحة مع فقدان ألهوه التكنولوجية ومع ظهور دول أخرى في العالم تعلن انتهاء نظرية العولمة والقطب الواحد.
الان تبداء مرحلة مفاوضات جديدة ، فبعد قراءت ما ورد فما هي امكانية النجاح ، لن نضرب بالغيب فغدا لناظره قريب .ِ



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في التجربة الشيوعية الفلسطينية
- اتسع الرتق على الراتق
- المطلوب رؤية فلسطينية ثورية
- وحدة الموقف ووحدة الهدف
- حزب شيوعي ام وحدة يسار؟
- ليلغى قرار منع الانتخاب ولتستقل المجالس البلدية
- قراءة في الانتخابات المحلية القادمة
- عن المفاوضات والنضال
- الاليات المطلوبة لعزل المستوطنات ومنتجها
- عاشت ذكرى ايار المجيدة
- الاحتلال منشئ العنصرية والعبودية
- نحو حركة نهضوية عربية
- خيارات القمة وخيارات م ت ف
- هل الخيارات الفلسطينية والعربية محدودة ؟
- لماذا المفاوضات خيار فلسطني وعربي نهائي؟
- عاش الثامن من آذار يوما للمساواة
- لا يستقيم الاحتلال مع شريعة الحياة
- حتى لا ننفخ في الصور
- مرة اخرى عن السياسة الامريكية
- عن السياسة الامريكية


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - القضية الفلسطينية حتى لا ننسى