أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - حتى لا ننفخ في الصور















المزيد.....

حتى لا ننفخ في الصور


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 23:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ انتخابها، أو تشكيلها، تنهش حكومة اليمين الإسرائيلية المزيد من الأرض الفلسطينية، ومنذ أعلنت السلطة الفلسطينية وقف المفاوضات، بدأت سلطات الاحتلال بالمزيد من التضييق على الشعب الفلسطيني، بالتشدد على الحواجز، وإطلاق سوائب المستوطنين للاعتداء والإيذاء، وأصبح الحال أشبه بالنقر على الأصابع، حتى الأماكن الدينية لم تسلم من النهش والاستلاب، وكأن إسرائيل تقول بوضوح: حضرتم المفاوضات أو لم تحضروا فنحن مستمرون في برنامجنا وربما إن لحقتم بقي لكم شيء ما ، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية حتى في مناطق ( ا)مستمر .
نتنياهو من غلاة اليمين، وبدأ حياته السياسية من الليكود صاحب نشيد للأردن ضفتان، وهو المتحدث الرسمي لوفد إسرائيل في مدريد بقيادة "شامير" وصاحب عقيدة إن هذه البلاد وسواها لشعبه، وليس للفلسطينيين حق فيها فهم غزاة، وهنا نتذكر قرار حكومة إسرائيل 19/حزيران عام1967 باقتراح ديان/ أولا: عدم الحديث عن حدود أو تفاصيل فقط (السلام ) وثانيا:استعداد لإعادة الأراضي باستثناء القدس مقابل سلام شامل.
الحكومة الفلسطينية قررت الاستمرار في تطوير البلاد وإقامة مشاريع وإن كانت صغيرة وتطوير البنية التحتية، وتشجيع الاستثمار، والمطالبة بحق التواصل والعمل في المناطق(ب /ج/سي) وباعتبار البلاد محتلة ولا توجد أية موانع من العمل في الوطن مما يساعد على وقف الهجرة واليأس والإحباط، ولكن هذا دون برنامج سياسي محدد، ودون خطة عمل كفاحية تعبوية تظل حالة معنوية معزولة، ومركونة للزمن ربما يملك الحل!!!
من المفيد قراءة ما كتبه (نتنياهو) في كتابه / مكان تحت الشمس/ فهو يقول: إن المفاوضات تبدأ من الصراع على الأجندة! وإن ما توافق على إدراجه يكون طريقا للتنازل!!؟؟ وفي مكان آخر يقول: إن إقامة دولة فلسطينية ليس يحرم إسرائيل من عمق استراتيجي وحسب بل إنها تماما كقضية مطالبة هتلر في ثلاثينيات القرن الماضي بتقرير المصير (لإقليم السوديت) في تشيكوسلوفاكيا حيث كان هدفه كما اتضح أخيرا، شطب تشيكوسلوفاكيا من الخريطة؟؟!! وإن استخدام العرب لموضوع حقوق فلسطين، ليس إلا طريقا للقضاء على إسرائيل، ويؤكد بالقول أن دول الغرب وحتى أمريكا ليست مقتنعة بهذا، ولكننا نواصل ضم القدس والدفاع عن حقوقنا، ويكفي خروجنا من سيناء التي بدأ بنزول التوراة وجودنا كشعب فيها الخ.....
هذا الفكر الديماغوجي العصبوي، كيف يمكن الثقة فيه والتفاوض معه، فعندما أُجبر (شامير) على حضور مدريد، كان له قول مشهور/ إنه سيفاوض إلى الأبد؟! والآن يجيء مكانه المتحدث باسمه، فعن أية مفاوضات يجري الحديث،سوا مباشرة أو غير مباشرة ، وعن أية غايات سيصل إليها، ولعل الأهم إن هذه الحكومة منتخبة ولها سبعون عضو في الكنيست، بحجمٍ لم تصله أية من حكومات إسرائيل، بمعنى أن الجمهور الإسرائيلي متجه يمينا خلفها....
وتتجه القيادة الفلسطينية عربيا ودوليا لإسناد موقفها، وهي لا تمتلك سوى حقها الأخلاقي، فتجد العرب عربانا، والوضع الدولي متعاطفا لكنه منحاز لسوانا كما بدا واضحا من مشروع كوشنير مع مورايتينس، والذي ألغاه ساركوزي لأن وزير خارجيته الاشتراكي هو عضو في الحكومة من لزوميات الأشياء، ولا يملك قرارا، خاصة فيما يتعلق بسياسة ساركوزي الإسرائيلية والوضع في أمريكا ليس أفضل حالا مع وزيرة خارجيتها التي تملك مواقف معروفة منذ هاجمت شعبنا بعد زيارتها مع زوجها لحضور جلسة المجلس الوطني بغزة، وتصريحاتها خلال حملتها الانتخابية للكونجرس والرئاسة.
ولكن العالم مجمع على حق شعبنا في وطنه، شريطة أن يكون الوطن حسب المقياس الإسرائيلي، وقديما قال كيسنجر عند بدء المفاوضات مع المصريين لفك الارتباط بعد حرب أكتوبر / لا تحدثوني عن التاريخ، أنا جئت للحديث عن المستقبل/ وبهذا نجد إن التعاطف العالمي مع قضيتنا الوطنية ، مدعوما من الشعوب وحركتها الديمقراطية التي(يجب تعزيز العلاقة معها )،مفهوما بالاستناد للتاريخ المؤيد لحق شعبنا في وطن، ولكن طبيعة الأمور بالمفهوم الإستراتيجي للدول في مطلع القرن الحادي والعشرين ليست كذلك، فالمشاعر لا تبني ولا تحرر وطن وشعب، ولحسابات الدول معايير أخرى، من المفيد حسابها وليس عدائها.
في مؤتمر أنا بوليس للدول المانحة، بلغ حجم الدعم المعلن سبعة ونصف مليار دولار، وكان للمؤتمر قرارات أخرى ملزمة( أو شروط) وتوضح هذا بالتبرع السخي، وهي البدء بالمفاوضات المباشرة فورا وصولا إلى حل الدولتين، ولو كان الأمر متعلقا بإنهاء الاحتلال، ومستندا لقرارات الشرعية الدولية،لكانت تمت الدعوة إلى انسحاب قوات الاحتلال، من أراضي عام 67، بينما دعوة الطرفين إلى مفاوضات مباشرة معناه أن هناك تفاصيل تحتاج إلى بحث وإن الأمر ليس الاحتلال، بل الاختلاف بوجهات النظر والتفاوض لحلها (بمحبة)، حيث لإسرائيل شروطا وحدودا ومتطلبات، وهكذا تخرج القضية من دائرة الشرعية الدولية إلى مسألة صراع بين جيران.
حصيلة كل ذلك ماذا تعني؟ إسرائيل احتلال متغطرس استيطاني اقتلاعي، طرف فلسطيني منقسم، وضع إقليمي ممزق، حالة دولية متعاطفة غير ملتزمة....!!! قد يبدو الأمر محبطا، ولكنه واقع، ولا يوجد إحباط في نضال الشعوب لاسترجاع حقوقها كما لا يجوز أن تظل (سِور) النضال كما ظلت منذ بداية القرن الماضي لنجيء اليوم ونعيد إنتاجها دون أي تطوير لغير الشعار، فقد أظهرت الانتخابات التشريعية والبلدية واستطلاعات الرأي، إن نسبة تمثيل أو الثقة بالتنظيمات السياسية ضعيفة بالشارع الفلسطيني، وأنها لم تعد تملك ما كان لها قبل أوسلو، ولم تعد تملك تنظيما واسعا، وبرزت مقولات (المجتمع المدني) وهي تعبير مستورد بدل الجماهير أو القاعدة الشعبية، وظهرت المنظمات الغير حكومية، والتي لبعضها وزن يفوق بعض التنظيمات، مما يظهر الحالة السياسية الفلسطينية بشكل غير منسجم، وليست إضرارا (إمارة حماس) أقل بل لقد عمقت ضعفنا، ودعمت مقولات أعدائنا، وكان تفعيل /م ت ف/ صائبا، ولكنه عير ملموس، ولم تطرح اللجنة التنفيذية أية برامج أو رؤية، وظلت تعمل بطريقة مجلس وزراء، لهم طقوس ومراسم.
إن الثبات على الموقف والمرونة في التكتيك عامل مهم في إدارة الصراع، ولا يجوز أن يظل دبلوماسيا، ومحدود شعبيا، أو بقرارات حكومية، بل إن أهم عناوين النجاح في الصراع هي( مقرطة) النضال، وأداته المجمدة (م ت ف) لإشراك أوسع الجماهير، ودفعها إلى المشاركة في القرار، وإعطاء حرية لحركة الشارع وحركة المؤسسات وتأكيد الانتخابات للمؤسسات، والشفافية، وإنهاء المظهرية والاستعلاء، ووقف المتكسبين أصحاب الراتب دون عمل، وإنصاف المناضلين،وإنصاف الإلهة، والكثير من الإجراءات التي تحفز المشاركة، و تحول القاعدة الشعبية إلى متراس تستند له حركة الثورة، وليس حركة رسمية مظهرية، حتى تثق الجماهير بقيادتها وتلتحم بها، وعلى كافة فصائل العمل الوطني مراجعة تجربتها، ووقف البيروقراطية، فالقائد السياسي ليس نصف إله، ولا يجوز أن ينعزل بمكتب ومرافقين وهلم.
هذه قاعدة شروط النجاح، دون غلو أو تنطع، ودون هروب تحت شعار إلغاء السلطة أو اتفاقات أوسلو، فتلك كانت محطات فلنواصل وبحجم التحدي، ولترفع معنويات شعبنا، ولنبتدع أنماط جديدة ولا نعود لاجترار مناهج صلحت لزمانها.



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة اخرى عن السياسة الامريكية
- عن السياسة الامريكية
- الشيوعيون الفلسطينيون تحت الاحتلال - الجزء الاخير
- الشيوعيون الفلسطينيون في الحركة الوطنية تحت الاحتلال
- الشيوعيون في الحركة الوطنية الفلسطينية سنوات الاحتلال
- لا للوصاية الدينية نعم للديمقراطية
- الواقع والازمة والمستقبل
- من يلتقط الكستناء من النار ؟
- المرحلة والمتطلبات والمهام الراهنه
- لا تنازل للاحتلال
- الرهان فقط على الجماهير العربية وقواها التقدمية الوطنية
- حتى لا نقاد الى الجنة بالسلاسل
- لا يجوز لقوى اليسار والديمقراطية الانتظار والنقد فقط
- مرحلة الحراك السياسي الفلسطيني
- ملاحظات اولية لمؤتمر حركة فتح
- على ماذا يختلف التحالف الاستراتيجي لاميركا مع اسرائيل
- على اعتاب مؤتمر حركة فتح
- ازمة اليسار الفلسطيني
- اسرائيل خاطبت اوباما وليس الفلسطينين
- من ذاكرة حزيران 67


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - حتى لا ننفخ في الصور