أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حزبون - على ماذا يختلف التحالف الاستراتيجي لاميركا مع اسرائيل














المزيد.....

على ماذا يختلف التحالف الاستراتيجي لاميركا مع اسرائيل


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 2719 - 2009 / 7 / 26 - 09:12
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



يشد الاهتمام هذه الأيام، الحوار الأمريكي الإسرائيلي، عبر ميتشل أو عبر الإعلام، فالأمريكيون يتجهون نحو الوسط، والإسرائيليون يغالون بالتوجه نحو اليمين، وحقيقة الأمر هي وجود أزمة عامة كونية تواجه النهج الأمريكي والسائرون في فلكه،وليس صدفة أن شعار حملة الديمقراطيون في أمريكا لانتخاب اوباما كان ( التغيير) (change)، ودعّم هذا المضمون قطاع المال والأعمال والصناعة، وليس فقط المواطن العادي، فالحدث ليس رومانسيا بالنسبة لأمريكا، وهي دولة المال والاقتصاد والصناعة بحيث يكون وزنهم مقررا بالانتخابات، وهذا يعني إن أمريكا أجمعت أمرها على التغيير، والتغيير هنا يعني تراجع نهج العسكرة والعصا، وتبريد المناخ العالمي المعادي لأمريكا، حتى يكون ممكناً وقف نزيفها البشري والمالي، وعودتها لحالة ازدهار باعتبارها أول دولة صناعية وتملك ثلث الإنتاج العالمي.
وهكذا أعيد النظر في موضوع غوانتانامو والعراق وأفغانستان وإيران وموضوع مكافحة الإرهاب، وحضر اوباما ليخاطب الشرق الأوسط من جامعة القاهرة ويعلن صداقته للإسلام، وبدأت إدارته في وضع رؤية جديدة وكان منها إرسال مبعوث خاص لكل من أفغانستان وفلسطين، وهو إجراء منسجم مع ضرورات المصلحة الأمريكية التي تواجه انهيار مالي وبطالة مرتفعة ودول صاعدة وانتهاء سياسة القطب الواحد، وإعادة صياغة مفهوم العولمة.
وضمن هذا النهج لم تعد أمريكا تستطيع التعامل مع إسرائيل بالصيغ السابقة، كما وان إسرائيل لم تعد تستطيع مساعدة أمريكا في أزمتها الخانقة والمتعددة، صحيح إن أمريكا هي ذاتها، ولكنها تتلاءم مع المتغيّر دون التخلي عن المضمون الامبريالي، وهي تفهم أن قدرتها على البقاء والتطور والمنافسة تتطلب تلك الموائمة، وان على حليفتها الإستراتيجية إسرائيل أن تفهم وتستوعب ذلك ويعيد الطرفين مفهوم التحالف للقرن الواحد والعشرين.
لإسرائيل تجربتها بحكم كينونتها وهو وضع خاص وشاذ بالتاريخ كونها دولة مصنوعة، فبعد هزيمة الليكود في الانتخابات السابقة، نجده بعد حرب 2006 في الشمال، وحرب 2008 في الجنوب، يحقق فوزاً ساحقا، علماً أن قدرات إسرائيل العسكرية رغم ضخامتها أثبتت أنها محدودة التأثير، وان زمن قولة(غولدا مائير) " إن حدود إسرائيل حيث تصل أقدام جنودها" انتهت، وأصبح دور جيش إسرائيل دفاعي!!؟؟ وهنا انتعشت فيها ذهنية( مسادا) وأعيد البحث في التّاريخ بعد أن غاب قيادات تاريخية معاصرة، فتم الاحتماء بفكر (جابوتنسكي) ذلك البولوني المتعصب!! وهذا الانكفاء في ظل المتغير الذي يحكم مسيرة العالم يشير إلى اضطراب عصابي وفقدان الثقة بالمستقبل، مما يلاحظ في تنامي وحشية المستوطنين وعدوانيتهم، وحتى اختيار مهاجر (مولدافي) ذا ماضي بلطجي ليصبح وزير خارجيتها، وهو ما يدفع أقرب حلفائها للنفور من هذا النهج وذلك التصرف الجاري في إسرائيل خارج سياق حركة التاريخ المعاصر.

أمريكا تفهم أهمية إسرائيل بالنسبة لها كحليف مضمون ويركن إليه عند الحاجة، ولكنها لا تستطيع أن ترهن سياستها الشرق أوسطية بالمزاج الإسرائيلي النابع من معادلات ذاتية لا تدرك مصالح غيرها ولا تستوعب المتغّير في العالم والإقليم، وكونها طفلا مدللا فهي تصبر وتتحمل سوائته عبر تصريحات ليبرمان أو نتنياهو وتحاول أمريكا الوصول بالتغيير إلى إفهام إسرائيل بأن مصلحتها تقتضي إدراكها حقيقة الحال، وبهذا النهج فان إمكانية تأثير أمريكا سيظل محدودا وهو حال يدركه الإسرائيليون.
إن إقناع النفس عربيا أن أمريكا ستحقق المعجزة مأساة ومراهنة كبيرة،فالأمر يتطلب إن يمارس الضغط العربي الواسع على أميركا وهو ألان ممكن على أن يكون بالمال والاقتصاد، وسيكون متأخراً لاحقاً وغير مجدي، وكذلك فإن على الفلسطينيون إنهاء أزمتهم وقراءاتهم المختلفة، لعله يشكل مناسبة للبناء عليها واستغلال الفرصة التاريخية المتوفرة لإعادة التوازن في المنطقة مع ذلك الموقف المتقدم للسياسة الأوروبية.
ولا اعتقد إن الموقف العربي مؤهل خاصة بعد تجربة الحرب على غزة ودوامة القمم العربية ، والموقف الفلسطيني لا زال متعددا ، وهي حالة تسمح لإسرائيل بالتملص مما تتعرض له من ضغوط ، وعليه فان الانتفاضات الفلسطينية ألان تنتظر دورها العربي ، هذه الجماهير التي يجب إن يسمع صوتها مؤثرا وليس عبر مسيرات ما بعد صلاة الجمعة ، فالأفق العبي يقول إننا ذاهبين نحو انقسامات أخرى من العراق إلى اليمن إلى السودان ......



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على اعتاب مؤتمر حركة فتح
- ازمة اليسار الفلسطيني
- اسرائيل خاطبت اوباما وليس الفلسطينين
- من ذاكرة حزيران 67
- مراجعة التجربة الشيوعية العربية ضرورية
- صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية الفلسطينية
- مواسم الاستوزار الفلسطيني
- يا عمال العالم اتحدوا
- عشت ذكرى الاول من ايار
- المتغيرات الموضوعية والواقع الفلسطيني
- قمة العرب لم تصل الى قمة العالم
- يوم الارض فلسطيني واول نيسان قمة عربية
- لا زالت السيوف التي حاربناكم بها في اغمادها
- ليس مهمااسم من يواصل الاحتلال بل كيف ينتهي
- م.ت.ف.ممثلنا الشرعي والوحيد
- قراءة أولية لمعركة غزة
- لا زال محمود امين العالم يستطيع ان يقول شيءا لغزة
- غزة حوار بالنار والسياسة
- للحرب على غزة اطراف واهداف
- عملية شمشوم-غزة


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حزبون - على ماذا يختلف التحالف الاستراتيجي لاميركا مع اسرائيل