أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - الواقع والازمة والمستقبل















المزيد.....

الواقع والازمة والمستقبل


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 15:55
المحور: القضية الفلسطينية
    



إن قراءة التاريخ الفلسطيني، تشكل أطول واكبر تجربة سياسية في التاريخ المعاصر، وتتضمن الكثير من الماءسي التي نجمت عن التعامل بردود فعل عاطفي، صحيح تماما إن اغتصاب فلسطين وجعلها مكان لتجميع يهود العالم بقرار امبريالي من شانه أن يثير تعبئة وطنية لشعب فلسطين، إلا أن تاريخ النضال أيضا لا يمكن أن يكون رد فعل، فالحركة الصهيونية نشأت في كنف الامبريالية،مدعومة رغبة وليس محنة لإنهاء الدور اليهودي في أوروبا خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، وبالتالي فهي حليف من محورين الأول التخلص من أزمتهم في أوروبا، والثاني استخدامهم مخلب القط في الشرق الأوسط لضرب الطموح العربي لإقامة إمبراطورية في الشرق الأوسط بدت معالمها مع التحرك المصري أيام محمد علي ودخول ابنه إبراهيم إلى الشام، وبوادر إعادة بناء كيان تهالك بعد العباسيين وانفرط عقده سواء بالخلافة العباسية كإمبراطورية إسلامية أو كوحدة عربية ذابت في الرؤية الإسلامية وتفككت، وحطمتها الإمبراطورية بالتخلف...
تحالفت أمريكا مع إسرائيل باعتبارها الوريث للإمبراطورية القديمة وكقائد للإمبراطورية الأمريكية خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد حرب السويس حيث وثقت أمريكا بقدرات إسرائيل العسكرية فقامت بدعمها والتحاف الاستراتيجي معها في حرب 67.
وبالعودة لمحاولة مقارنة التجربة السياسية بالممارسة والواقع الراهن، فقد ظلت السياسة الفلسطينية التي قادتها في المرحلة الأولى الارستقراطية العائلية تتخبط بلا خطة أو نهج واضح يلم الجماهير الفلاحية الفلسطينية في غالبيتها تلك الأيام، ولعل الاضطلاع على أسلوب الحاج أمين دون التقليل من وطنيته وانتمائه، إنما تؤكد ما نشير إليه، كما ولا يمكن التقليل من تأثيرها السلبي حتى اليوم على نضال الشعب الفلسطيني فعلى سبيل المثال تضع إسرائيل على مدخل مؤسستها( الكارثة والبطولة) التي تهتم بان يزورها قادة وسياسي العالم صورة لهتلر مع الحاج أمين!؟
وبعد تلك الفترة والتي شهدت موضوع الكتاب الأبيض، وقرار التقسيم وغيرها، تحول أمر فلسطين للأمة العربية، ليس لأنها قضية امن قومي، بل كونها قضية شعب تشرد،وأصبحت بندا في أجندة الجامعة العربية بعد أن ضمت الأردن ما بقي من فلسطين والتي لم يعد لها كيان جغرافي محدد، بغض النظر عن قطاع غزة والذي أصبح جزء من الوصاية المصرية، يقوده ضابط عسكري مصري، وحركته الوطنية تخضع للأمن المصري. وغرقت الأمة العربية في فترة المد الناصري بأمور الوحدة العربية(طريق العودة) وصراع الأرادت على السلطة، والانقلابات الداخلية، وقمع الديمقراطية وحرية الرأي،وامتلأت السجون، وهاجرت العقول، وغرقت الناس أو أغرقت بالصراعات الإقليمية، مما أكد نشوء الدول العربية وترسخها الفردي (كبلدان) والتي أحيانا تقاتلت على ترسيم الحدود، وغابت واقعيا قضية الوحدة أو حتى الكنفدرالية، ثم جاءت الحقبة النفطية وتناما الاغتراب والتمزق،ونشأت المجموعات العربية سواء سياسية أو اقتصادية،وتكتلت، وظلت القضية الفلسطينية رمزا وحالة تستحق دعما ماليا أو بيانا سياسيا أو استضافة للباحثين عن عمل،وهكذا تشرذمت القومية العربية وتنظيماتها، ونهضت الحركات الإسلامية ترفع شعار( الإسلام هو الحل) في ظل ضياع قيم ومفاهيم، وفقدان البوصلة، وضياع أفق الوحدة العربية، لتتجه تلك الحركات إلى الاغتراب نحو الوحدة الإسلامية ومفهومها للأمة،واعتبارها إن الوطنية حالة ضيقة وغريبة باعتبار إن الإسلام مسالة أممية تتجه نحو الكفاح حتى يرفع العالم على رايته شعار الإسلام.
وفي هذه المساحة من الزمن عززت إسرائيل كيانها، وإقامة علاقاتها، وأقامت مجتمعا ديمقراطيا، واعتبر ذاتها من العالم الغربي، وحرصت على رسم صورة للعرب مع الجمل والصحراء، فكونت مفهوما خاصا لا زال يحكم مفاهيم العالم.
ومع قيام م ت ف والنضال الفلسطيني بمفهومه(الفدائي) ودور العسكري واستناده إلى مفهوم البحث عن(هانوي) العرب، فقد جاءت رسالة أيلول 70 ثم بيروت 75 ثم الاجتياح الإسرائيلي 82 ثم الهجرة نحو المغرب الغربي(تونس) لتشير مرة أخرى وبعنف إن وحدة الأمة عاطفية أكثر منها موضوعية، ومن يريد إن يعترض تقدم له بمباراة كرة القدم المصرية الجزائرية، ومن يحاول القول إن الأمة العربية بخير وهي انتفضت مع حرب (غزة)نقول أنها ردة فعل شعبي عاطفي، وان تحميل الأمور أكثر مما تحتمل إنما هي حالة يأس وقفز في المجهول.
وأقامت م ت ف مجلسا وطنيا، من المفيد استعراض مقرراته حيث تتطور من الدولة العلمانية إلى دولتين لشعبين ومن رفض 242 إلى توقيع أوسلو، وألان نسعى للوحدة الوطنية الفلسطينية،بعد انسداد الأفق عروبيا، وبعد أن مزقننا الأممية الإسلامية داخليا وأصبحت إسرائيل تعربد كما تشاء، ولا تجد شريكا فلسطينيا للتفاوض!!؟؟ وبدأت ملامح دول الطوائف تظهر عربيا، والضواحي الجنوبية قائمة، وبدل الديمقراطية نعرض التوافق، وبعد العلمانية أصبح الإسلام مصدر التشريع الوحيد، وبدل فلسطين حدود حزيران67 إن أمكن؟؟ كل هذا يقرأه العالم جيدا، المتعاطف والمعادي،في عالم اليوم المعادي والمتصارع ضمن أزمة مالية عالمية، ومظاهر كساد لا تجد إلا العولمة بمفهوم حدود عالم مفتوحة،فليس هناك من يضحي بمصالحه لأجل موقف مبدأي بعد غياب المنظومة الاشتراكية.
راكمت م ت ف تجربة مثيرة وغنية، فمن رأس حربة لحركة التحرر العربي، إلى صاحبة شعار (القرار الوطني المستقل) ومن رفض 242 إلى لآت الخرطوم حتى أوسلو، طريق طويل وتجربة غنية لم يتم تقييمها أبدا، وظلت حالة اجتهاد للقائد،ولعل قرارات المجالس الوطنية الفلسطينية تعبر بشكل مثير عن حالة تطور الفكر السياسي الفلسطيني، وتستطيع أن تقدر غياب المنهج حتى إقامة السلطة وهي فكرة نشأت في المجالس الوطنية، فقد ضاعت البوصلة وجرى الاهتمام بالصراع على المواقع والرتب، وسادت روح الفساد والمحسوبية وبرزت الغرائز الشريرة للشعب الفلسطيني إلى السطح، فقد عادت أفواج أوسلو تحمل معها كل التناقضات العربية بحكم تغريبها وتهجيرها المستمر بما في ذلك وللمرة الأولى أخذت تظهر النزاعات العصبوية والتمييز بين مسلم ومسيحي حتى هاجر الآلاف من المسيحيين من الوطن.
وعودة للموقف الأساسي فنحن اليوم على مفترق طرق، الاستيطان مستمر والمفاوضات افقها مسدود، كأننا علمنا ذلك ألان، فإسرائيل أعلنت ضم القدس يوم 28 حزيران 1967 وتوالى الاستيطان من كريات أربع بالخليل وبالأكيد رمات أشكول بالقدس ابتدأ حتى كافة المرتفعات في أراضي 67، وأثناء اتفاقات كامب ديفيد كان في الضفة مئة ألف مستوطن وألان أكثر من نصف مليون، والاهم إن عمالنا هم من بنو المستوطنات، وكان الاهتمام أن إسرائيل تحصل الضرائب من عمالنا ولا تدفع لهم المستحقات الاجتماعية، حتى قبل اتحاد نقابات فلسطين بحوالي خمسة ملايين دولار امريكي صرفها على نشاطه ولم تقام في فلسطين أية مؤسسة للضمان الاجتماعي رغم إن منظمة العمل الدولية أوصت بذلك من أموال ضرائب العمال في إسرائيل معتمد من خطة رسمية للتنفيذ ، تم ذلك دون اعتراض سلطة أو تنظيم ؟.
وصلنا بالنهج الفهلوي إلى انقسام سياسي داخلي جذري، والى استخفاف شعبي بالقيادات التي جاءت قصرا أو فرضا أو(أمر واقع) حالنا إدارات مدنية فلسطينية، الاحتلال قائم لكنه خفي، البطالة متفشية مع أن السلطة اكبر مشغل، المديونية عالية مع أن السلطة تعيش على الإعانات، فعن أية كيان نتحدث؟ شكل لا سابق له بالتاريخ،بقائه يسد أفق تطور المجتمع،وتطوره إلى دولة لا زال يراوح والهجرة مستمرة، والشعب فقد يقينه، منهم من قنع واستكان ومنهم من التحق بإحدى التيارات، فساد مناخ (الماورائيات) والتمسك بأهداب الدين، فاغترب المجتمع داخليا وخارجيا، وهي اخطر ما نواجه.
لم يعد ممكنا بناء مجتمع (إسبرطي) والقيادات الراهنة غير مؤهلة للمرحلة، غير أنهم يجدون أنفسهم أنصاف آلهة، وهو ما يزيد الأمور تعقيدا، وهنا أصبح الطريق ألأكثر موضوعية هو الانطلاق نحو إقامة حركات سياسية ذات مصداقية تضم الكفاءات، وتعيد صياغة (م ت ف) المتكلسة والبيروقراطية، وطرح برنامج سياسي شمولي واقعي، ورفع معنويات الشعب ليس بوعد الله بل برؤية موضوعية يشعر المواطن بواقعيتها، ومواصلة الكفاح بقراءة صحيحة للتاريخ والواقع.
والمعركة الراهنة ضمن الحرب المستمرة من مطلع القرن العشرين حول القضية الفلسطينية تحتاج إلى قيادة لا أعتقد أن تركيبة اللجنة التنفيذية الراهنة مناسبة أو قادرة، وموضوع التوافق حالة عجائبية فلسطينية غير مسبوقة، والبرامج السياسية ظلت بقراءة القرن التاسع عشر، بل أننا نعيش فكر ذلك القرن التاسع عشر بل أننا نعيش فكر ذلك القرن الزماني، وهناك من يتطلع للقرن السادس كأفضل القرون!!؟؟ وفي مواجه معركة الاستيطان المتأخرة ليس(الحرد) موقف والتعامل على حشد مؤيدين شيء طيب إلا أننا دائما كان معنا مؤيدين وفي أحسن ألأحوال هم مع 242 وإخوانه، وبالتطلع نحو الأولويات الإقليمية والدولية فلسنا في المقدمة، وحالة التشرذم العربي لا تساعد على توفير موقف محدد، إذن فالنتيجة مطالبين بتنفيذ القرارات الدولية ولنحشد شعبنا ونصوب أدائنا ونواجه الفساد الداخلي وليطلق العنان للفكر الحر والديمقراطي بدل إنعاش الفكر الديني ضمن نهج مزاحمة حماس على الله.
إن التغير المتسارع بالعالم ، وضيق مساحة نهج معاداة الشعوب والحرية ، ساهم في أزمة عزلة إسرائيلية غير مسبوقة ، ولعل التشرذم العربي هو من لا يساعد على الاستفادة من هذه الفرصة كما يجب ، والانقسام الفلسطيني يازم عملية النضال من اجل دحر الاحتلال ، قديما أنقذنا المماليك من التتر وألان ما رأي أصحاب القرار ؟ وللحديث بقية ........



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يلتقط الكستناء من النار ؟
- المرحلة والمتطلبات والمهام الراهنه
- لا تنازل للاحتلال
- الرهان فقط على الجماهير العربية وقواها التقدمية الوطنية
- حتى لا نقاد الى الجنة بالسلاسل
- لا يجوز لقوى اليسار والديمقراطية الانتظار والنقد فقط
- مرحلة الحراك السياسي الفلسطيني
- ملاحظات اولية لمؤتمر حركة فتح
- على ماذا يختلف التحالف الاستراتيجي لاميركا مع اسرائيل
- على اعتاب مؤتمر حركة فتح
- ازمة اليسار الفلسطيني
- اسرائيل خاطبت اوباما وليس الفلسطينين
- من ذاكرة حزيران 67
- مراجعة التجربة الشيوعية العربية ضرورية
- صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية الفلسطينية
- مواسم الاستوزار الفلسطيني
- يا عمال العالم اتحدوا
- عشت ذكرى الاول من ايار
- المتغيرات الموضوعية والواقع الفلسطيني
- قمة العرب لم تصل الى قمة العالم


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - الواقع والازمة والمستقبل