أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - الشيوعيون في الحركة الوطنية الفلسطينية سنوات الاحتلال















المزيد.....

الشيوعيون في الحركة الوطنية الفلسطينية سنوات الاحتلال


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 23:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


الجزء الأول
كثيرون كتبوا، وآخرون يستعدون للكتابة، حول التجربة الفلسطينية تحت الاحتلال، وهي مسالة قيمة وضرورية، واضح إن من يكتب لا ينسى نفسه، وريما يقدمها طالما انه هو الراوي، وطالما أن الأمور حصلت سنوات العمل السري، فان عامل الإثبات لم يعد قائما أو ضعيفا، ولان ما نتحدث عنه غاب أو تغير، ونحن نمتاز عن سوانا بحب الذات، كفلسطينيين أو كبشر وربما نحن نتقدم في ذلك بفعل طبيعة الأمور التي فرضت ظروفا غير عادية منذ العقد الأول للقرن الماضي.
ولقد تميز الشيوعيون كنخبة رغم أن العقيدة تقول انه حزب الطبقة العاملة، إلا أنها ظلت إيقونة، يثبت ذلك تصرف الحزب الشيوعي الفلسطيني حين استبدل اسمه مستغنيا معه عن دوره في النقابات العمالية التي ظلت حاضنة للحزب وكوادره، ومنظماته الجماهيرية طيلة عمر الشيوعيون لا بل تأسس الحزب في رحم تلك النقابات.
ليس الموضوع هنا كتابة تاريخ بقدر ما هي قراءة تجربة، قد تساهم في مراجعة نقدية، حتى الحركات الإسلامية تجربها هذه الأيام، وليس دفاعا عن منهج اعتنقه بشدة بل في سبيل تصويب أمور أو لفت الانتباه، بالكف عن (الرضا عن الذات) لتفتح أفق بالتاريخ والممارسة هو المؤهل لوضع العربة على السكة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ، وليس مجرد المناداة بوحدة اليسار التي عكفت عليها كافة التنظيمات باستثناء (فتح وحماس) مقررين أن الطرفين يمين والجميع يسار، ولا ادري كيف يتم التقييم، اهو بالممارسة أو بالشعار والواقع؟ ومع ذلك تتفاقم الأزمة السياسية الفلسطينية والجميع يهرب إلى الأمام، احتفالات لمواعيد التأسيس، وتقديس لعناوين قيادية، غياب الأطر الجماهيرية الكفاحية بل أضحت بيروقراطية عقيمة،ناهيك إن الالتحاق بصفوف التنظيمات تصل إلى صفر مئوي، فشعبنا يقرر موقفه السياسي مبكرا من العمر ويلتصق به، حسب ثقافة الدين التي لا تسمح إن يكون المرء (بلا )أو (من بدل دينه فاقتلوه) وهي ثقافة ظلت قائمة رغم تجارب سنوات طويلة لم يلتفت له أي تنظيم كان لمعالجتها لأنها حالة ديمقراطية، وحرية تعبير عن الرأي!!!
واجهنا الاحتلال مجتمعا هشا فقيرا، وأحزاب وقوى خائرة، فهاجر كثيرون، والتحق كثيرون للعمل مع الاحتلال بالصحة والتعليم وكافة المؤسسات التي أقامها بأنواعها، واعتبر ذلك صفحة جديدة في التاريخ ولا يجوز الالتفات للماضي، لم تقدم التنظيمات شيئا على صعيد الصمود الاجتماعي،وبعضها لم يكن قد نشء وظلت في الخارج تتصارع بدءا من التكوين حتى النهاية( هنا ليس البحث عن الكفاح المسلح بل عن السياسي والاجتماعي) فقط هم الشيوعيون من التفت للبنية الاجتماعية وبادر بإحياء وتوسيع الحركة النقابية، ومواجهة الهجرة الجماعية، وتشجيع الناس، فقد اصدر بيانات للتوزيع الجماهيري لردء روح الهزيمة والاستعداد لمواجهة الاحتلال، وبناء المنظمات الجماهيرية، فكانت الحركة العمالية قاعدة ومركز التعبئة والتنظيم صناعة الكوادر حين لم تكن الجامعات قائمة والحركة الطلابية ضمن قطاع الطلبة الثانويين، فقد كانت جامعة بير زيت الوحيدة صغيرة ومحدودةالامكانيات وقامت جامعة بيت لحم عام1973 ثم جاءت جامعة النجاح بعدها بسنوات، وبالتالي فان القطاع الأساسي كان الحركة العمالية والتي ظلت مستهدفة من لحظة الاحتلال الأولى حتى عام 1991 حين تحولت لجهاز إداري يهتم بالعلاقات خاصة مع( اتحاد العالم الحر) ثم يقيم مفاوضات مع الهستدروت ويتلقى دعمها المالي!!! وانتهى دورها الريادي حين حققت الوحدة السياسية بين الأطر والتنظيمات فغاب دورها الكفاحي وانصر في إصدار بيانات وقيادتها تعمل برواتب.
إن سنوات الاحتلال الأولى كانت السنوات الأصعب في مواجهة الاحتلال وترسيخ ذهنية المقاومة، وقد جهد الشيوعيون على تعبئة جماهيرية وإخراج الناس من حالة الرعب والسلبية وفرضت على كوادر الحزب ( العمل بعلنية مع الجماهير وسرية عن الاحتلال) وقد كلف هذا خسائر كثيرة، واستمرار لهذا النهج قرر الحزب يوم2/11/1968 تنظيم مظاهرات مهما كان حجمها ضمن الحضور الوطني والتعبئة الثورية، وكانت ناجحة ومثيرة وخسرنا مبعدين اثنين ومعتقلين اثنين في بيت لحم والخليل مثلا.
وقد اهتمت إسرائيل لإبعاد الكوادر الشيوعية منذ ساعات الاحتلال الأولى أفواجا وأفرادا، وكذلك الشخصيات الليبرالية والمثقفين وخاصة في مدينة القدس مبتدئة في عملية التهويد والعزل، بالطبع كانت الاعتقالات الواسعة تجري مترافقة مع عمليات التعذيب الهادف إلى إرهاب المواطنين عن المقاومة ورفض الاحتلال،وكانت متابعات الصليب الأحمر متواضعة والتضامن الدولي معدوم والإعلام مفقود، وبالتالي كان الصمود ورفض مناهج الاحتلال وإقامة التجمعات الجماهيرية تحت مختلف المسميات نهجا للشيوعيين على طريق إنهاض شعبي واسع مقاوم.
وهنا يجب أن نلاحظ أن الأردن تعاملا مع ما كان باعتباره صاحب الولاية حتى فقدها بالاحتلال، وتحقيقا لقرار مجلس الامن242 استمر بعلاقاته مع الضفة سواء عبر الجسور المفتوحة، ومناهج التدريس ورواتب المعلمين والموظفين واستمر بعضها إلى اليوم( الأوقاف والمسجد الأقصى)وهذا الوضع كان غير طبيعي بعد انطلاق المقاومة وولاية م ت ف / وهنا نشئت ازدواجية ولاء، من ناحية أخرى استمرت العلاقة مع الأردن سواء بالمصلحة أو العلاقة السياسية ،أو غير ذلك من الترابط الاندماجي الذي تحقق اجتماعيا حتى فك الارتباط ، وكذلك فقد قامت علاقات نفعية انتهازية مع الاحتلال سواء بالعمل أو المال أو بالقناعة بعد الهزيمة وكأن إسرائيل قدر هذه الأمة!!!!!
وقد أنشأ الأردن المكتب التنفيذي لشؤون الأرض المحتلة وأصبح له مكانا هاما في الضفة يتابع البلديات ويعين الموظفين ويعزلهم وبحكم هذا الدور تحولت مسؤوليته إلى درجة وزارة .وحين شكلت اللجنة المشتركة كان المكتب طرفا إلى جانب م ت ف .
مرحلة السبعينيات

شكل خروج المقاومة من الأردن، ووفاة عبد الناصر تراجعا معنويا لشعبنا في الأرض المحتلة، وشكل نهوضا لرجالات الأردن وهو قطاع ظل مهما ومؤثرا وله قاعدة اجتماعية عززته أنشطة اللجنة المشتركة فيما بعد والمكتب التنفيذي الذي رأسه شوكت محمود في عمان،وتناقلت الناس أحاديث عن تصرفات سلبية لرجال المقاومة في الأردن وجرى تصويرهم (زعران) وبهذا اكتملت الصورة،وأصبح الحديث الوطني في الأرض المحتلة مقتصرا على هامش شعبي ضيق، وبدأت تتكون قواعد مجتمعية تجد مستقبلها مع إسرائيل خاصة حين تحسن الوضع الاقتصادي وتكاملت عملية اللاحق ، وتنامت دراسة اللغة العبرية وتعبيراتها وانفرجت حالة العمل في إسرائيل وأصبح معزولا من ينتقد أو يعارض، وانكمشت الحركة الوطنية، فاتجهت إسرائيل إلى استغلال الأمر، ودعت إلى انتخابات بلدية عام1972 التي تمت رغم دعوات (م ت ف) لمقاطعتها ورغم جهد كبير بذل لهذا الأمر وكانت النتائج تشير لنجاح رجالات الأردن وشخصيات مرتبطة مع إسرائيل وعدد قليل من الشخصيات الوطنية المستقلة.
جاءت حرب أكتوبر لعام 1973، وقرارات الرباط، لتحدث عودة واسعة للوعي الوطني وإدراكا عاما بعدم قدرة الاحتلال على الديمومة فشكل الشيوعيون الجبهة الوطنية واتسعت عضويتها فكان رد الاحتلال عصبيا وردة فعله واسعة وأبعد الكثير من الشيوعيون علما بان الإبعاد بأفواجه المتكررة ضم دائما قيادات شيوعية في محاولة لإنهاء دورهم، ومعروف موضوع إبعاد الثماني من قيادات الجبهة الذين اعتصموا على الجسر وحاولوا العودة بحيث احدث تحركهم أثرا مهما في تخفيف وتيرة الإبعاد.
عام 1975 أعلن (بيرس) في زيارة لبلدية بيت جالا عن مشروع الحكم الذاتي، وقرر بصفته وزيرا للدفاع (مسئولا عن الأراضي المحتلة) بأنه سينظم انتخابات عامة للبلديات التي سيكون لها دورا في مشروع الحكم الذاتي وتوسيع صلاحياتها، وانطلقت المظاهرات في الضفة الغربية والقطاع وشكلت انتفاضة سقط خلالها عددا من الشهداء والجرحى والمعتقلين وبالتالي فهي كانت أرضية الرفض لمشروع الحكم الذاتي.
شجعت حرب أكتوبر والاعتراف بالمنظمة ممثل شرعي وحيد، وخطاب وحضور أبو عمار للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات الرباط والجزائر.
وبهذا التأثير وهذه الإبعاد جرت انتخابات البلديات في 12/4/1976 تحت شعار( نعم لمنظمة التحرير الفلسطينية لا للإدارة المدنية ) وكانت القوى الوطنية شكلت القوائم الانتخابية بقيادة الجبهة الوطنية وقيادة الشيوعيون وشخصيات وطنية أبرزها المرحوم كريم خلف وبسام الشكعة واحمد حمزة النتشة وقاطع الانتخابات الجبهة الشعبية وتحالف للجبهة الديمقراطية التي بدا حضورها متواضعا مع الشيوعيون عضو فاز في بلدية البيرة، وكان أبرز تلك المعركة خروج الخليل من عباءة الشيخ الجعبري رغم إبعاد إسرائيل للدكتور النتشة وقد فاز بالرئاسة المرحوم فهد القواسمي، وسقط مشروع بيرس للإدارة المدنية.
جاءت نتائج الانتخابات عام 76 انتصارا للمشروع الوطني ورفضا للإدارة المدنية ورافعة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت أول إطار جماهيري يعلن بيان رسمي إن م ت ف ممثلا شرعيا وحيدا لمنظمة التحرير الفلسطينية هو مجلس الاتحاد العام للنقابات بقيادة الشيوعيون، وهذه الحركة حركت معاداة الشيوعية في أوساط الحركة الوطنية، ونظمت إطارات جماهيرية للاستيلاء على دورهم في قيادة المنظمات الجماهيرية،وحين أخذت قيادات الشيوعيون المساومة تحت مبررات أسقطها التاريخ والتجربة، وصلت بهذا النهج إلى التخلي عن الحزب لصالح التوافق وليس لأي سبب آخر، فحين أصبح للحزب جمهورا عريضا وتحول إلى حزب جماهيري لم تستطع القيادة المواصلة، فأطالت زمن عقد المؤتمر الثاني رغم انتهاء المناطق من مؤتمراتها وانتخاب ممثليها أكثر من عام ونصف ثم قالت المركزية بعد أن قراءة النتائج وإشاراتها التي تقول لم يعد لكم مكان...... قالت لقد أصبح الحزب واسعا حتى من الممكن أن يصبح شاب في الثامنة عشر عضوا في المركزية كما قال يومها الأمين العام... وهكذا ألغيت نتائج المناطق وتم اختيار مندوبين حسب مقاس القيادة وتغير الحزب اسما ومحتوى.



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للوصاية الدينية نعم للديمقراطية
- الواقع والازمة والمستقبل
- من يلتقط الكستناء من النار ؟
- المرحلة والمتطلبات والمهام الراهنه
- لا تنازل للاحتلال
- الرهان فقط على الجماهير العربية وقواها التقدمية الوطنية
- حتى لا نقاد الى الجنة بالسلاسل
- لا يجوز لقوى اليسار والديمقراطية الانتظار والنقد فقط
- مرحلة الحراك السياسي الفلسطيني
- ملاحظات اولية لمؤتمر حركة فتح
- على ماذا يختلف التحالف الاستراتيجي لاميركا مع اسرائيل
- على اعتاب مؤتمر حركة فتح
- ازمة اليسار الفلسطيني
- اسرائيل خاطبت اوباما وليس الفلسطينين
- من ذاكرة حزيران 67
- مراجعة التجربة الشيوعية العربية ضرورية
- صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية الفلسطينية
- مواسم الاستوزار الفلسطيني
- يا عمال العالم اتحدوا
- عشت ذكرى الاول من ايار


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - الشيوعيون في الحركة الوطنية الفلسطينية سنوات الاحتلال