أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حزبون - ثقافة الفكر السلفي العصبوي














المزيد.....

ثقافة الفكر السلفي العصبوي


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3190 - 2010 / 11 / 19 - 00:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحيانا يحتاج المرء إلى مراجعة شخصية لمسيرته لقراءة أسباب النجاح أو التراجع، يصل إلى تأثير المحيط، ودوره فيما وصلت إليه الأمور سلبا أو إيجابا، ولكون المحيط لا يتكون في فراغ، بل يفعل الزمن وعوامله، مما يجعلنا نصل إلى نتيجة مفادها أن تترك التفاعلات تجري دون تدخل أو بتجاهل معناها أن تصبح مجرد مادة بشرية ضمن محيط هائج يدفع بك في كل اتجاه، حتى الغرق، وهذا بالضبط ما تفعله الأديان بالبشر، بغض النظر عن المسميات العقائدية، ومفهوم القضاء والقدر، كان وهابيا جبريا أومعتزليا أو شعريا أو مسيحيا....
لفت انتباهي في لقاء فضائي مع شيخ الأزهر يتحدث عن تجربته الشخصية، وأنه وجد الناس في فرنسا يصلون فقط يوم الأحد وهذا يؤدي إلى (خواء ) روحي، وإن الإسلام يفترض أن يظل الإسلام يفترض أن يظل الإنسان يصلي طول يومه وليله، ومعروف إن على المسلم حين يمارس الحب مع زوجته عليه أن يدعي دعاءا خاصا، وهكذا يصبح المسلم شخصا (معلبا) لا مجال له للفكر خارج هذه السطوة العقائدية، مما يفسح المجال للتعصب بفعل هذا (الانطواء) .
لا ضرورة هنا للبحث في أمر الحضارات، لان الواقع أخطر، فالإنسانية تتعرض إلى عبث مردة الإيمان، وإن الله خلق( الإنس والجن ليعبدون) وبالتالي لا دور آخر للإنسان على الأرض، بل أكثر فإن الخروج عن هذا النهج اللاسلاموي يعتبر (كفرا) واعتداء على المسلمين يستوجب الجهاد، وهذا جوهر الاعتداءات على المسيحيين في العراق وغير العراق.
في منطقة (الخبر) بالسعودية سئل إرهابي أحد الأسر قبل قتلهم هل أنتم مسلمون، فقالوا نعمن فقال أين لحاكم!!؟؟ فأطلق النار وقتلهم وفي كنيسة النجاة قال أحد الإرهابيين أنتم كفرة!! وفجر حزامه، إذا هي التعبئة على طريقة (حسن الصباح) حين أطلق مجموعة القتلة بعد أن روضهم بذات الأسلوب مع الاختلاف بالشكل فكانت حركة ((الحشاشين))!!!!!
لقد وضعت الماركسية أمام البشرية بديلا وطريقا يمتاز بالمعرفة، وهو ( الدايلكتيك) (علم القوانين العامة للحركة)، فلم تترك له فراغ(للخواء) ولا انغلاقا (للانطواء) والعدوانية وعدم سماع رأي الآخر، بل والحكم على الناس حسب درجة قبولهم أو اعتراضهم على قناعته أو رأيه، مما غذى منابع التطرف والتي وصلت للقتل والإرهاب.
لست هنا لمناقشة أمر الوجود (الميثالوجي) أو عدمه، فهذا ليس الأمر إنما الأمر الأهم هو (الفكر) فلماذا لا يفسح مجالا للفكر؟ فهذا الإمام السيوطي يقول( من تمنطق فقد تزندق) فهذا إرهاب فكري، ليس ضروريا أن ينتقل الناس الى الماركسية ليصبحوا أكثر وعيا، لكن لا يمكن أن تكره الناس على رفض الفكر ليصبحوا آلات مجردة (ريبوتات).
خاض الخليفة المأمون معركة دار الحكمة ومضمونها ( العقل بدل النقل) والآن المطلوب هو ذاته للخروج من صومعة الجمود والنقل العصبوي ورفض عنصر الزمن وليّ عنق التاريخ ليلتزم بما اجتهد به أعراب القرن السادس، وتجاهل إنتاج البشرية من العلم والمعرفة والابتكار، ونعتهم بأنهم أقاموا مجتمع إباحي!!!! هذا ما نحسن عمله نعت الناس بالفسوق، وإننا أبناء الله المقدسين؟؟؟!
لا يمكن إنجاح حوار الحضارات، أو الحوار بين الأديان، أو وقف الإرهاب، خارج مضمون الفكر العصبوي ورفض الآخر، فالمدارس الوهابية وما نتج عنها حتى القاعدة لا تستطيع( وليس لأنها لا تريد) إن تستوعب أحدا خارج إسلاميتها أو منهجها فهم مكلفون من الله -حسب سيد قطب -بمحاربة العالم حتى يرفع على الأرض شعار لا إله إلا الله ، والإسرائيليون يحتلون فلسطين باسم الدين وإنهم شعب الله المختار وكما قال دستوفيسكي : لا يوجد يهوديا بدون الله ، فهم صحابته ويضطهد البشرية بواسطتهم ، والمسلمون ن - خير امة أخرجت للناس - ويستخدمهم الله لإرهاب البشر وقتل الأطفال والآمنين ، وباقي الناس بين هؤلاء واؤلئك فهم شعب الله المحتار .
فكل محاولة تزويق الإشكال الدينية تحت عناوين الحوار( هراء ) ونفاق لا ترجى منه فائدة ، فالمواجهة مطلوبة ، والصراع الأيديولوجي هو الحل ، والقادر على حسم الصراع بين ذهنية التخلف والتعصب وعقلية الواقع والموضوعية والمستقبل الحر للبشرية معتقدا ورأيا وممارسة سواء دينية أو غير ذلك ، فلا وصاية ولا وسطاء بين الخالق والمخلوق ، إما الأركان إلى تلك المحادثات الاحتفالية وخطابات المنافقة فلن تصل إلى نتيجة إن لم تفاقم الأمور .
إن مراجعه بسيطة تشير إلى إن ما يدعى ( الصحوة ) لم تكن إلا ردت في الزمان واغترابا بالمكان ، كان يمكن إن تكون( نهضة) لوان منظمي تلك المرحلة بشعار ( الإسلام هو الحل ) وجدوا في عملية النهضة ضرورة للتفاعل مع الواقع ، والأخذ بمعطيات العصر ، وحيث - لكم في رسول الله أسوة حسنة -فان التمسك بما سلف يعيد روحانية الماضي ولا يخاطر بالحاضر الواسع والمستقبل الغير مضمون ، فهذه ذهنية انطلقت لمواجهة الهزائم التي منيت بها شعوبنا بفعل أنظمتها الفاسدة والشمولية ، لكنه انحرفت للتحالف مع الأنظمة وتكون بنيتها الفوقية وتمنع الشعوب من الاعتراض على ( ولي الأمر ) وتبني نظام سياسي ديمقراطي يستطيع ان يواجه الاحتلال والاستعمار والتخلف ، فكانت هذه الأفكار اخطر أدوات الاستعمار الجديد وهي ( التخلف ) ، الم تتحالف أميركا مع الحركة التي أفرزت طالبان والقاعدة في النهاية ، فقط لضرب الاتحاد السوفيتي والفكر التقدمي ؟



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراهن الفلسطيني والخيارات
- حول منع العمل واستهلاك منتج المستوطنات
- لا زالت الطبقة العاملة قاطرة التاريخ
- المفاوضات والمرحلة الراهنة
- المفاوضات والاستيطان
- الحركةالنقابية الفلسطينية تاريخ واقع افاق
- الضمان الاجتماعي للعمال الفلسطينين
- القضية الفلسطينية حتى لا ننسى
- قراءة في التجربة الشيوعية الفلسطينية
- اتسع الرتق على الراتق
- المطلوب رؤية فلسطينية ثورية
- وحدة الموقف ووحدة الهدف
- حزب شيوعي ام وحدة يسار؟
- ليلغى قرار منع الانتخاب ولتستقل المجالس البلدية
- قراءة في الانتخابات المحلية القادمة
- عن المفاوضات والنضال
- الاليات المطلوبة لعزل المستوطنات ومنتجها
- عاشت ذكرى ايار المجيدة
- الاحتلال منشئ العنصرية والعبودية
- نحو حركة نهضوية عربية


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حزبون - ثقافة الفكر السلفي العصبوي