أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد السوره ميري - الكورد والاعتذار من محتليهم















المزيد.....

الكورد والاعتذار من محتليهم


ماجد السوره ميري

الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فلك الدين كاكائي
ترجمة : ماجد السوره ميري
عندما دخلت الولايات المتحدة الامريكية و حلفائها العراق عام 2003، عمدت لاستصدار قرار من مجلس الامن الدولي تحتل بموجبه عراق ما بعد حزب البعث العربي، وهذا يعني ان مصطلح (محتل) مصطلح دولي، سياسي، قانوني وأخلاقي!.
يطلق سكان اليمن الجنوبي اسم المحتل على حكومة صنعاء الحالية و يطالبون بالتحرر من صنعاء واعادة تأسيس دولة اليمن الجنوبي الذي قضمته وابتلعته حكومة علي عبدالله صالح عام 1994.
واضح ان سكان شمال وجنوب اليمن كلهم عرب مسلمون أصحاب الارض والماء والهواء والتاريخ نفسه، لكن التمايز وحب الذات والمناطقية التي تتصف بها حكومة شمال اليمن(صنعاء) جعلتها تمعن في الظلم و العدوان على سكان الجنوب (عدن) ما اضطرهم الى وصف الشماليين بالمحتلين!.
ليست كل أقوال الكورد المأثورة جميلة، أحدها يقول:اليد التي لا تستطيع ان تقطعها، عليك ان تقبّلها!". أي قبل يد الظالم الذي طالما سامك العذاب!. أو يقول :المضطر يسمي عشيق امه (عمي)!.
صروف الزمان علمت الكورد ان يسموا محتليهم: إخوان، أصدقاء، حلفاء وذوو قربى..! وكنا نحن أيضا من زاد في طين هذا الموروث بلة، فتقاتلنا داخليا لنثبت أينا الأخ الأقرب والصديق الأعرق او الحليف الأوفى لهذ المحتل او ذاك.
**
دوما يطلب الكورد الاعتذار من المحتل، عن الأخطاء التي لم يقترفوها، في وقت كان يجب ان يعتذروا لأنفسهم عن الاخطاء التي اقترفوها بحق انفسهم.
في العراق، كان الكورد دوما اخوانا للعرب، وحاولوا دوما ان يكونوا عراقيين ومخلصين لهذا البلد اكثر من اي شخص اخر.
ولو وقع العراق في ازمة سياسية ، كفشل حكوماته، فالكورد موجودون ومادام الكورد موجودين فلا خوف على العراق!
في ايران يتعين على الكورد ان يكونوا ايرانيين اكثر من الفرس و الاذريين والعرب. في سوريا كذلك. فهذا هو تاريخ الشرق الاوسط الحديث يحدثنا أن الكورد السوريين، سواء أكانوا في دمشق أو في الجزيرة، شكلوا الشريحة الاولى في سوريا التي قارعت الاحتلال الفرنسي وبأيديهم رفعت اولى رايات"استقلال دولة سوريا" في الجزيرة و القامشلي.
في تركيا ايضا ، يناضل الكورد منذ عشرات السنين حتى يقولوا:(نحن موجودون!)..ولكن هذا يعد طلبا غير شرعي لحد الان.
سألني حميم لي: ماذا تريد من مطالبتك بالصداقة الكوردية التركية؟!
فقلت: يا أخي! لعلني أنجح في هذا؟ فطوال سنين عديدة طالبت بالاخوة العربية الكوردية، فلم نحقق شيئا. و أمضينا سنوات أخرى في صداقة و قرابة الايرانيين فلم تك ذات بال. فمازلنا نردد مع انفسنا هذا الطلب، وهاأنذا أجرب حظي مع الاتراك هذه المرة، عسى ان يستجيبوا لصداقتنا! واكتب هذا المقال في مناسبة كهذه:
في مطلع هذا الشهر أعلن حزب العمال الكوردستاني PKK عن تمديد وقف اطلاق النار من جانب واحد مرة اخرى، يستمر حتى موعد اجراء الانتخابات المقبلة (في حزيران 2011).
بعد قرارات عديدة مشابهة، لم تنبس الحكومة التركية ببنت شفة لتستجيب ايجابا لهذا القرار، ولم تقل: حسنا، هاأنذا ايضا أعلن وقف اطلاق النار!
فوقف اطلاق النار أنفع لو اعلن من طرفين، لا من طرف واحد! ولكن هكذا هو قدر الكورد ان يكونوا دوما هم المبادرين للسلام و، التحالف و الاخوة و الصداقة.
***
منذ عام 25 للهجرة، (اي قبل 1406 سنوات) فنحن الان في العام 1431 للهجرة، انتفض الكورد وقاتلوا في جميع أقاليمهم ومناطقهم ضد المحتلين على اختلاف السنتهم و ثقافاتهم، حتى وصل الامر للمحتلين الغربيين (اي انهم دافعوا عن كل سكان الشرق، لا أنفسهم فحسب). ولكن اجبروا دوما على الاعتذار وطلب السماح من المحتلين!.
طلب الاخوة والتعاون والسلام من السلطات المحتلة، يعنى الاعتذار و السماح بالضرورة..! الاعتذار عم؟! الاعتذار عن النضال والكفاح والتضحيات! كأنه قد اقترف جريمة كبرى بتضحياته الجسيمة التى حفظت له جزءا من شرفه الانساني!
****
لا ادري هل بقيت طرق لم نسلكها حتى تثق بنا أنظمة هذه المنطقة وشعوبها المتسلطة، وتدرك اننا اناس مسالمون ودعاة خير ونقدس الارض ولنا كرامة و شرف؟
هل بقي سبيل نرضي بها المحتلين، كوننا نريد لهم ان يعيشوا معنا جنبا الى جنب؟!
اذا لم يزعل سياسيو كوردستان الحاليون ولم ينزعجوا من جملة الافكار هذه، يمكن ان اقول لهم: كلا، اخوتى و اخواتي السياسيين! لاتهن عزيمتكم، اطلبوا السلام و الامن والتعاون انتم ايضا ولكن مع الاحتفاظ بشرفنا الانساني. انا لا اقصد ان تتركوا كل عمل وجهد سياسي و تتوجهوا نحو الجبال. فهذا لن يداوي جرحنا الراهن. بل طالما كان هنالك باب لم يطرق فان من الافضل ان نتحرك نحو اهدافنا بصورة سلمية وهادئة و بخطى متأنية، وان اقفلت كل الابواب فذاك حديث آخر!
انا انوه لثقافتنا الكوردية، فقد تعلمنا بضورة سيئة ان نعتذر عن "الماضي" ونطلب السلام والاخوة!
ولعله يوجد سبيل اخر هو أن نتكلم بصوت عال، على الاقل بالكلام والتحركات السلمية، كالاعتصامات العامة و التظاهرات، وعقد مؤتمرات قومية عامة تجمعنا، حتى نتكلم معا عن همومنا و هواجسنا!.. فأبواب هذه السبل مشرعة، ونحن لا ننظر الى بعضنا –لاسمح الله – بروحية التعالي والتكبر وغيرها من التفاهات! اعتقد ان احسن السبل أن يحترم بعضنا بعضا وأن نحافظ على حرية تعبير بعضنا، وأن نحترم ارادة و تطلعات القوميات الاخرى. فاذا لم يحترم بعضنا بعضا يجب ان لا ننتظر ان تحترمنا السلطات الاقليمية. فنحن لم نبرأ لحد الان من الداء الذي يجعل بعضنا ينظر الى البعض الاخر بعين الصغار، ونعظم المحتلين في أعيننا.
فيما يخص نهج الاخوة والصداقة و التعاون بين الكورد و الشعوب الاخرى في الشرق والعالم، فأنا اكرر بان التعاون بين كل الشعوب ضرورة انسانية و اجتماعية بل واقتصادية ايضا. واذا استطاعت كوردستان ان تستقل ذاتيا بصورة كاملة فيجب الابقاء على دعم و صداقة وتعاون شعوب المنطقة.
في الفقرات السابقة قصدت أن أقول إنّا اخطأنا الفهم، فتصورنا أن السكوت عن الظلم والاحتلال والقمع يعني الصداقة والأخوة بين الشعوب.
كلا!إن أنجح أنواع الصداقة و التعاون يتجسد في التواصل بين الشعوب الحرة والمستقلة، لأن الظالم والمظلوم لا يصبحان صديقين متعاونين ابدا!
لذلك فإن من شروط متانة الصداقة و الأخوة والتعاون، أن يكون الطرفان أو الأطراف كلها متساوية وحرة ومستقلة.



#ماجد_السوره_ميري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة القبض على قريتي في ذكراها الخامسة والثلاثين
- قبل أن يذهب الورد الى الحررررررررررب (شعر : قوباد جليزاده)
- خوف مشروع!!
- كَاليري الألوان والرياح (شعر : قوباد جلي زادة)
- من لِ (وِلدِ الخايبة)؟
- اغنية السراب (قصيدة لقوباد جلي زادة)
- -الحجيج يمرون من هنا- قصيدة لقوباد جليزاده
- عبد المجيد لطفي .... عملاق آخر في طي النسيان
- ثورة الرابع عشر من تموز في يوبيلها الذهبي ما لها وما عليها
- د . كامل حسن البصير علم بارز … طواه النسيان !
- 30 حزيران ذكرى اندلاع الثورة العراقية الكبرى
- الفنان الخالد حسن زيرك في ذكرى رحيله السادسة والثلاثين، ما ز ...
- الخامس عشر من حزيران عيد الصحافة العراقية
- مندلي تستصرخ الضمير الإنساني ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد السوره ميري - الكورد والاعتذار من محتليهم