أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله السكوتي - سروال جامن














المزيد.....

سروال جامن


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 13:02
المحور: الادب والفن
    


( سروال جامن )
هناك هناك حيث البرد الذي يضرب جدران بيوت القصب فيهزها فتتمايل طربا وحزنا مع الريح الباردة التي تمشط شعر ماء الهور الازرق ، هناك حيث تجد السمر مقترنا مع الظلم والحيف والاستلاب ، وفي ليالي الشتاء الباردة التي اعقبت نهارا شاقا في الخوض في ماء الشلب حد وسط الانسان ، هناك حيث تشقق الاقدام سمة ملازمة والوجوه السمراء التي اكتسبت سحنتها من تربة العراق ، التأم شمل ديوان حمود المغامس ، ودارت القهوة مرارا بين الحاضرين ، واكتظ المضيف بدخان السكائر فاختلط بدخان كوانين الشتاء ، حيث تبدأ حكايات السمر والتفكه والمزاح ، الفلاحون واصحاب الارض تحت راية واحدة ، راية العشيرة وبيرغها الكبير الذي يوضع في مقدمة المضيف ، كان جامن جالسا حين تناهى اليه صوت محيسن وهو يقول : ( جامن كلّي شنهي الياخذ نسوان ثلاث ايخلّنه يمشي امهلّي ) ، فتحرك جامن في مكانه واعتدل في جلسته وقال : ( شنهي امحيسن اتريد اتمزهد عليّه ) ، فجذب امحيسن نفسا طويلا من سيكارته وكانه يستجمع الكلمات : ( لا بلله ابروح ابوك ، انته ماتلبس الزبون بليّه سروال طويل ، جا شجاك اليوم كراعينك طالعه ) ، فبرر جامن موقفه بحكاية ملات المضيف بالضحك حين قال : ( تعرف انه اتزوجت الثالثه وتورطت اطيتهن سروالي الطويل ايغسلنّه ، آنه ادري يتعاركن عليه ، وكل وحده منهن تاخذ منّه وصله ، او داعتك سونّه افخاذ واجتاف ، سرّدنّه اتسرّد ،او هنّه عود كل وحده منهن اتريد اتكلّي آنه احبنك اكثر منهن ) ، لم تكد تنتهي حكاية جامن حتى نزت ضحكة من نهاية الديوان ، وتبعها سؤال خبيث : ( ابروح ابوك ابو موحان اشسويت الهن ) ، وكان جواب جامن ان ضرب كل واحدة منهن ( اجماغ ) ، ( طكيتهن كل وحده اجماغ ، او خلصت وهالتشوفني رديت اتعذر موش آنه ) ، فجاوبه امحيسن بخبث : ( ابو موحان الليلة وين اتنام لو تظل مثل ذيج الكالت ) :
( كلبي مثل طير المخنجر
يكضي نهاره بالتفجر
اتسلم الشمس جاوين اوجر )
فعلم جامن ان امحيسن اراد ان ينتقص منه ، وتذكر ان محيسن قد طلّق امرأته مكرها بعد ان يئس من انها ستلد له غلاما او كما يسميه هو ( احزام ظهر ) ، فاراد جامن ان يعرض به فقال : ( لاخويه امحيسن اكول مثل ذيج الكالت ) :
(مرّيت بالدار اعجبتني
او بتراب ذاريها عمتني
او بحباب كلبي ذكرتني )
فانتفض امحيسن والزعل باد عليه وهو يهدد ويتوعد ، فتدخل الشيخ وصرخ بهم : ( شنهي هوّه حجي لو ...... اليدك الباب يسمع الجواب ، اكعدوا او سمّوا باسم الله ) ، فصمتوا ودارت القهوة بامر الشيخ مرتين او ثلاثة لازاحة مادخل من غبن على القلوب ، وكان الليل قد قطع ثلثه فشعر جامن بالنعاس يداعب عينيه ، فتقدم الى الشيخ بطلب الاذن بالمغادرة ، فاعتنقه امحيسن وطيب خاطره بقبلة على جبينه ، فودعهم وذهب الى داره ، ولم ينفض الديوان عند هذا الحد وانما كان سروال جامن الحديث المتبقي لتلك الليلة ، وكان ملح ديوان احمود المغامس ليال عديدة ، ومن ثم انتقلت حكاية سروال جامن الى القرى الباقية ، وصار فاكهة للمواقد وحديثا للسمر ، (واحنه انخاف ايصير بينه مثل ماصار ابجامن ) ، ونصبح حكايات الدواوين التي لاتنتهي .
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقنع الحمار
- شهادة الحمير
- يناطح بكرون من طين
- برسي صوت وعندي خطبه ومايخلوني حسافه
- عد دك الكبه صيحوا قرندل
- لاداعي ولامندعي
- عنزة وان طارت
- يجتفنه فصوع ويهدنه فصيعان
- يارب اخذ امانتك
- هواء في شبك
- من حفر البحر
- سولفونّه بسالفة الثور
- السر بالسردار
- شرب ميهم وصار منهم
- اذا ماتشوف لاتصدك
- هذا خياس عتيك
- المبلل مايخاف من المطر
- المجرشة
- (كول ماعنده ذيل )


المزيد.....




- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله السكوتي - سروال جامن