أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - دموع الفرح (ق.قصيرة) بمناسبة الذكرى 6 لاستشهاد القائد الرمز أبو عمار















المزيد.....

دموع الفرح (ق.قصيرة) بمناسبة الذكرى 6 لاستشهاد القائد الرمز أبو عمار


زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 22:36
المحور: الادب والفن
    


بمناسبة الذكرى 6 لاستشهاد القائد الرمز أبو عمار/ فازت بالمرتبة الأولى بالملتقى الفتحاوى

عاد من عمله متعبا..قضاه في اجتماعات وجولات ميدانية.. لكنه أحس بانقباض في قلبه، لم يعتده من قبل.. اخذ حمامه المعتاد.. بادرته زوجته بحديثها التقليدي: الغذاء جاهزا أبا احمد كانت منشرحة.. تبدو عليها السعادة ..أردفت قائلة: اليوم ستأكل أصابع يدك.. فالأكل مما تشتهى؟ لم يبال كثيرا على غير عادته.. لكنه لم يشأ أن يكسر بخاطرها.. تقدم نحو السفرة بتردد..لا شهية له و نفسه عازفة عن الطعام..هناك ما يشغله؟ ولا يعلم طبيعته حتى الآن...
كان الغذاء شهيا ..تناول لقيمات منه، والقي بجسده على اقرب كنبة.. يقلب الفضائيات باحثا عن شيء يخرجه من ضيق غريب ألم به منذ الصباح.. يستقر على محطة أخبار..يومئ برأسه ..يتنهد.. يكز على شفتيه..فالأنباء لا جديد فها..والمباحثات الدولية بخصوص فلسطين على حالها..اقتراحات ومؤتمرات وفشل في تمرير اى منها في مجلس الأمن.. بسبب ذاك الفيتو اللعين، الراعي لدولة الاحتلال.. تصل أم احمد ..تحمل قهوته المفضلة برائحتها النفاذة المغرية ..يرتشفها بشغف..أحس بالارتياح..يشعل سيجارته ..ينفث دخانها بعيدا بزفير قوى يتلوى أمامه كثعابين من دخان...
فجأة ينقطع الإرسال ؟يظهر المذيع في خبر عاجل:طائرة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات تختفي عن الرادارات الليبية ويفقد الاتصال بها.. لا أخبار مؤكدة عما حدث لها؟ وسنوافيكم بكل جديد حال وصوله ألينا..يقف أبو احمد كمن مسه الجن على قدميه.. ترتجف يداه وقدماه..يسقط جهاز تحكم التلفاز من يديه..تصل زوجته من المطبخ على جملة تتكرر منه وما تزال: الله يستر..الله يستر..لا حول ولا قوة إلا بالله...
- ماذا حدث ؟ ماذا هناك؟..ترتبك وتتغير معالم وجهها ويتسرب الخوف إلى قلبها..
- طائرة أبو عمار اختفت ..ولا يعلمون عنها شيئا في ...لم تمهله الحديث.. دبت بصرخة مدوية، وهى تضع يدها على صدرها..اصفر وجهها ..حضر أفراد الأسرة كلهم .. انفجر البكاء والعويل..برزت الجدة تزحف متثاقلة بهمة وجهد جهيد.. لم تر عكازها بالرغم من وجوده مسندا على الجدار، حيث ناداها حفيدها: يا جدة لماذا لم تمسك بعكازك؟ أخشى عليك السقوط...يسارع إليها..تنفر منه..ابتعد عنى واخبرني:ماذا جرى لابو عمار؟؟ افهمن يا جدتي حالا.. ثم أخذت في النواح، وانضمت لباقي الأسرة وقد خيم الحزن والأسى ، واكفهرت وجوههم، واشرأبت الأذان والعيون تتنقل بين الفضائيات، علها تجد أو تسمع ما يبرد نيرانهم المتقدة بين الأفئدة.. وتستريح المقل التي احمرت كالجمر...
تتوالى المكالمات على أبو احمد..لا يسمع غير دعاء وتضرع إلى الله.. تبدأ الأسر كلها في صلاة خاصة..القلوب والعيون شاخصة إلى السماء...يطلبون الرحمة من الله..بان ينقذه وينجيه ومن معه...
تتابع الفضائيات الأخبار ببث حي ومتواصل.. لكن الأنباء الواردة ما تزال شحيحة.. يقلب المحطات الأجنبية، الأوروبية والأمريكية.. يسود الصمت أرجاء المكان..كانت جميعها تتناقل الخبر..كل العالم يبحث على حبيب الشعوب الحرة، وزعيم فلسطين والعرب .. الثائر الأسمر صاحب الكوفية..والأكثر شهرة وصاحب الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط ..هكذا كانت التعليقات وحديث المحللين.. لاشيء يبل ريق الجماهير التي جفت جراء فداحة الخبر وقسوته...
تسود حالة من الهمس وتكثر التمتمة وتتعالى.. تتحول إلى ضجيج مع صوت التلفاز، وتقليب المحطات.. يصرخ أبو احمد: الصمت،هناك خبر عاجل: الأقمار الاصطناعية الأمريكية والروسية تمسح الصحراء الغربية الكبرى..وتحصر بحثها جنوب الحدود الليبية.. يتنفس الجميع الصعداء.. يزداد ابتهالهم إلى الله بإنقاذ وسلامة القائد..دقائق وساعات مرت عصيبة، بطيئة وثقيلة، كأن الزمن قد توقف! المحال التجارية أغلقت أبوابها..والجماهير أخلت الطرقات والساحات وتكورت في بيوتها حزينة، تسترق السمع إلى الأخبار والدموع قد تحجرت فاستحالت كقطع من الجمر... رأى العيون تمطر سحابات حبّ بلا توقّفٍ .. يحاول التماسك .. يفشل فشلا ذريعا.. فنشيج قلبه قد وصل إليهم..
فلسطين ما تزال منتفضة.. هرول إلى بيت جاره لشراء سجائره كان قد اقفل دكانه والتزم بيته.. متسمرا أمام التلفاز.. فلمح دمعةً كسيرةً مختبئةً خلف العيون ..المتضرعة إلى السماء تطلب الحياة والنجاة للقائد الرمز...
بدأت الهواجس تغزو العقول..باحتمالية إسقاط طائرة القائد بواسطة صاروخ معادى !! تشكلت في صفوف المقاتلين مجموعات فدائية بالعشرات.. وضعوا أنفسهم رهن الإشارة لضرب مصالح وتجمعات العدو في كل مكان في العالم.. وما تزال تتزايد الأعداد والمتطوعين..بانضمام الشباب العربي من مختلف الأقطار..الكل في استنفار عارم..والرد حتما سيكون مزلزلا كما جاء في بيان مقتضب، لإحدى المجموعات الفدائية التابعة لحركة فتح التي يرأسها القائد أبو عمار..لهذا كان العالم مرتبكا حائرا لا يستبعد المحللين هذا الاحتمال بإسقاط غادر لطائرة القائد الرمز..فلم تنم ليلتها الجماهير الغاضبة.. خاصة الشباب في فلسطين والعالم الحر.. كأنهم قد أعلنوا بقسم موحد، على الانتقام والأخذ بثار الزعيم العربي وقائد الثورة الفلسطينية...
يكسر الترقب والانتظار خبر عاجل: رصدت الأقمار العسكرية مكان سقوط طائرة الزعيم الفلسطيني يا سر عرفات..فتزداد الابتهالات إلى الله بنجاة الزعيم..وتشرأب القلوب نحو السماء.
تتقدم على احد المحاور،مجموعات البحث المنطلقة من احد المعسكرات الفلسطينية في الجنوب الليبي نحو هدفها.. من بعيد هناك هياكل متناثرة من حطام طائرة.. ترتجف القلوب..تتقدم الآليات ذات العجلات العريضة والمجنزرة، وسط رمال الصحراء المتحركة ..يهرول الرجال..يُسمع التكبير: الله اكبر..الله اكبر... القائد حي يرزق ..انه يجلس على قطعة من حطام الطائرة.. ما أن رآهم حتى أشار بإصبعه إلى حيث المصابين: أنقذوهم أولا.. أنا بخير..يصلى ركعة شكر لله على رمال الصحراء الطاهرة..يبتسم كعادته.. لكنه يراقب شيئا في الفضاء ؟ يرجوه احد الضباط بان يتقدم لأخذ الإسعافات الأولية، قبل وصول طائرة الإنقاذ..لكنه يشير إليه بيده بان يتمهل قليلا ؟
تسود الدهشة عيون الجنود ..يعلمهم لاحقا بأنه كان يرى أمامه ربوع فلسطين.. يستمع لصوت أذان المسجد الأقصى المبارك.. فيخر الجميع سجدا لله .. يرفعون شارات النصر بحياة القائد الأوحد.. يرجونه ثانية التقدم لمغادرة المكان فورا.. فهناك رضوض وجروح قد إصابته..فقد حماه كل من كان في الطائرة..مشكلين له طوق نجاة بأجسادهم .. لكنه يصر على التريث قليلا ؟ قائلا: لحظة من فضلكم !.. لا أريد ترك الملائكة! إنها في وداعي الآن .. لقد صلينا جماعة في المسجد الأقصى...
ينتظر الرجال ملبين إرادة رمز عزتهم وثورتهم.. والدموع في العيون كشلال تنهمر من الفرح و كسحابات حب وتقدير للقائد المجاهد، تغسل الوجوه فتنعشها في أجواء ملتهبة الحرارة ...ثم تأتى طائرة عمودية خاصة فتنقل الزعيم على الفور...
يذاع خبر نجاة أبو عمار لكل شعوب الأرض.. توزع الحلوى وشراب التوت في كل مكان .. وتُسمع ضحكات أبو احمد مع أسرته.. ينادى: الم تجهز صينية الكنافة بعد يا أم احمد؟ فالأصدقاء على موعد معنا بعد صلاة العشاء ، للاحتفال بسلامة.حبيب الجماهير.
- انتهت –



#زياد_صيدم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتصارعن مع البحر ( قصة قصيرة)
- الأسباب الحقيقية لتأجيل المصالحة الفلسطينية.
- لم تنته الحكاية ! ح1 (قصة قصيرة)
- صياد بلا شبكة (ق.ق.ج)
- فانوس رمضان (قصة قصيرة)
- نبوءة شهرزاد 3 (الأخيرة)
- نبوءة شهرزاد 2
- صراصير على قدمين !
- نبوءة شهرزاد 1 (قصة قصيرة)
- رحلة العمر 7 (الأخيرة)
- رحلة العمر6 (قصة قصيرة)
- هرولوا إلى قاهرة المعز 3 - النداء الأخير-
- رحلة العمر5 (قصة قصيرة)
- الجرائم الصهيونية والفيتو الأمريكي إلى متى؟
- رحلة العمر 4 (قصة قصيرة)
- رحلة العمر 3 (قصة قصيرة)
- رحلة العمر 2 ( قصة قصيرة )
- مستر تريمال وأنفاق الجحيم؟.
- رحلة العمر 1 ( قصة قصيرة )
- صديق الأسرة ! (قصة قصيرة )


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - دموع الفرح (ق.قصيرة) بمناسبة الذكرى 6 لاستشهاد القائد الرمز أبو عمار