أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - رحلة العمر5 (قصة قصيرة)















المزيد.....

رحلة العمر5 (قصة قصيرة)


زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 3031 - 2010 / 6 / 11 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


ح5
في صباح اليوم الثالث حسب التوقيت القمري.. حضر مرافقه حسب الميعاد، ليصطحبه في رحلة على أطراف المملكة.. صعد معه مركبته الغريبة وانطلقا...هبطا في سهل قريب من غابة تبدو كثيفة الأشجار..تعثرت قدماه في نتوء يخرج من السطح ..نظر بغيظ إلى موضع قدميه فقد آلمته الوكزة.. صعقته المفاجأة ! إنها أحجار كريمة من الياقوت والزمرد..وهذه رمال من الذهب تختلط بحبيبات لها بريق الماس..التقط حفنة بكف يده .. جحظت عيناه .. خاطب مرافقه: انه ماس يختلط برمال من الذهب الخالص..رمقه مرافقه بنظرة غريبة وأومأ له مصدقا كلامه.. الآن أيقن بأن نبوءته في إيجاد الكنوز قد تحققت ! وتأكد بأنه في عالم لا ينتهي من الخرافية و الأعاجيب.. فيه كنوز لا عدد لها ولا حصر..أليس هذا ما جاء من اجله؟ خاطب نفسه قبل أن يسمع مرافقه يقول له: سنبدأ من هنا سيرنا على الأقدام، لترى عن قرب عالم النبات والحيوان في ممالكنا ..
هو: هز رأسه موافقا.. كان متشوقا لمزيد من المعرفة، متلهفا لاستكشاف ما تخفيه هذه المملكات الخرافية .. توغلا في الغابة.. ظهرت أشجارها بوضوح تام.. كانت جذورها ملتفة، تخرج من باطن الأرض باتجاه الأوراق.. فهذه مجدولة وتلك متشابكة، تحمل أوراقا مفلطحة، عريضة، شديدة الاخضرار.. كانت الأرض مكسوة بنباتات وأزهار، تفوح منها روائح زكية.. تتلوى خلالها جداول مياه عذبة، باردة،رقراقة، لم يذق مثلها على سطح الأرض..ينظر من حوله، فيجد أشجار فواكه تشابه التي يعرفها، لكنها مختلفة الأحجام والألوان والمذاق.. يجمعان بعض منها .. ينتبه إلى وجود طيور كثيرة، تصدر زقزقات جميلة.. كانت بلون وحيد لكل مجموعة! لا تشترك بألوان متعددة، وهذا موضع اختلافها ..كان يوجه كلامه إلى مرافقه.. فيبتسم له، ويهز رأسه غير موافق؟.. يجيبه : انظر جيدا واستمع عن قرب.. ليكتشف فعلا بأنها تتحدث فيما بينها بلغة الرهط ! فتبادل معها الحديث ..وهنا عادت مشاهد استهجانه.. ووقف مذهولا مما يرى ويسمع.

استمرا في المسير حتى وصلا إلى بحيرة تحفها الورود من كل نوع ولون.. تساءل :هل لها اسم معين كما يحدث على سطح الأرض؟ أجابه: انظر هناك.. ماذا ترى ؟ يا الاهى.. إنهن نساء عاريات، يسبحن في البحيرة..أجابه : هن العذارى من الرهط.. يحضرن إلى هنا يوميا، فهذه بحيرة العذارى.. يغادران المكان وقد تلبسه الخجل.. يصعدا المركبة ليطوفا بعيدا في أجواء خارج نطاق المملكة.. يقتربان من السطح ليرى عجبا !
هو: يسأل صاحبه عن هذه المخلوقات طويلة القامة التي يراها.. يجيبه: أنهم رهط المردة والعمالقة ..شديدي البأس في طباعهم وتصرفاتهم..لن نعرج إليهم حتى لا يثيرون مشاكل نحن في غنى عنها الآن.. ثم يمرون برهط من الأقزام.. فينبهر لسرعة تحركاتهم بلمح البصر.. وعراكهم فيما بينهم.. فيخبره: إنهم الأشد خطرا.. وحذره بان لا يخالطهم، كونهم يتمتعون بغلظة في القلب، وقلة في الفهم للآخرين، بل ويكرهون الغرباء عن رهطهم، وأنهم خطرون للغاية، فالشرر يخرج من عيونهم دوما، لهذا تراها حمراء كالجمر.. لهم قدرات خارقة في التنقل والتحرك، فلا تلحظها بعينك الآدمية...

يستمران في التحليق بسرعة مناسبة، ليتمكن من مشاهدة بحيرة أخرى ، كانت تبدو اكبر حجما من بحيرة العذارى..تحفها النباتات والأشجار، يرى تحركات لقطعان من حيوانات مذهلة قادمة ..
هو: يطالبه بالهبوط بجانب البحيرة، ليكتشف بأنها مياه عذبة باردة.. أحس برغبة تدفعه إلى السباحة فيها ، لكنه تراجع عن فكرته، عندما رأى قدوم بعض الحيوانات الغريبة.. كانت تشابه الخيول والجمال والثيران، لكنها تختلف في التكوين والشكل والأصوات.. حيث سمع همهمتها كأنها تتحدث فيما بينها! ..كان قطيعا جاء بغرض الشرب.. وما أن رأته حتى تعالت أصواتها بالضحك !!
صاحبه: لا تستهجن ! إنها حيوانات ضاحكة! مثل ساكني سطح الأرض.. صمت ولم يعقب على ما قاله.. كان طوال الرحلة يسجل مذكراته، مبهورا بما يرى من عجائب وغرائب باطن الأرض.على نهاية اليوم القمري.. اكتفى بما شاهده فطالبه بالعودة إلى بيته، فكان ما أراد...

تمر الأيام والشهور.. يقضيها مع زوجته التي كانت تحدثه عن طباع سكان هذه المملكة، وعاداتهم، ثم تدريجيا بدأت في تعليمه بعضا من أسرار المعرفة، التي لا يحلم بشر أن يعرفها ويتعلمها.. من حيث مزاولة بعض القدرات الخارقة، كنمط حياة له في فترة وجوده.. يستمر الحال هكذا.. حتى أصبح قادرا على فعل ما لا يفعله بشر على سطح الأرض !.

مرت ثلاثة أعوام على وجوده في المملكة.. أتقن خلالها كثيرا من الأشياء، وعرف أسرار كثيرة ..كانت حياته حافلة بكل جديد وغريب على مدار الوقت.. لكن أمرا كان يزعج زعيم الرهط ويقلقه؟ حتى فاض به الأمر، ولم يعد يحتمل الصبر، فطلبه للقاء عاجل؟...

هي: استيقظت هذا الصباح على غير عادتها.. كان قلبها مقبوضا.. أحست بضيق يعترى جسدها خوفا على زوجها..أسرعت نحو أولادها تطمأن عليهم.. الكل بخير، حمدت ربها، عرجت إلى مكتب زوجها، راجعت التقويم الخاص، الذي تحسب من خلاله الشهور والسنين من اليوم الأول لغيابه، تنهدت.. كانت تحس بان الأمل قوى بعودته.. فاليوم يصادف مرور أربعة أعوام على غياب زوجها..وثلاثة أعوام من لحظة وصول رسالته الوحيدة إليها، والتي اخبرها بوجوب بقائه خمسة أعوام حيث يكون ..وهكذا استطاعت بنباهتها أن تعلم بان رحلته استغرقت عاما كاملا، وهو يشق طبقات الأرض حتى وصل إلى مكانه.. لم تُعلم أحدا بالأمر.. واحتفظت بسر الرسالة في قلبها، وبقيت تنتظر عودته بصمت،وانقضاء السنوات الثلاث المتبقية، حسب تقويمها وفهمها! بفارغ الصبر ...
مرافقه: حضر ليصطحبه إلى زعيم الرهط حسب الميعاد.. ألم تتبين أمر هذه الدعوة الغريبة المفاجئة تساءل موجها حديث إلى مرافقه.. أبدا لا علم لي بالأمر أجابه..وصلا قصر الزعيم.. فدخل هو مسرعا حيث يعلم الطريق جيدا.. فكثير من المرات حضر إلى جلساته، ليستمع إلى مجلسه فيتعلم، ويستفيد من أمور كثيرة في الحكم والإدارة، وحل الأزمات، وديمقراطية القرار، وشفافية النقاش وما شابه..كما انه أصبح كفرد من الرهط، قد أوصى عليه الزعيم بنفسه بقرار عمم قبل سنوات.. فتحوا له الأبواب.. مر سريعا إلى غرفة الزعيم حيث يكون..مثُل أمام يديه صاغيا مطيعا ينتظر حديثه، هي عادات يتبعونها تجاه الزعيم الأوحد، احتراما لمكانته وقدسية أوامره وأقواله الحكيمة...

كانت تبدو عليه علامات القلق .. والحيرة؟ طالبه بالجلوس فجلس صاغيا ..
زعيم الرهط: يا ضيفنا العزيز، قررنا مع زوجك أن تزورا الطبيب المختص لدينا.. فحتى اللحظة لا بوادر للحمل وإنجاب أطفال؟ وهذا يقلقنا للغاية.. حيث لم يتبق لك هنا غير سنتين؟ وتكون حريتك كما هو عهدنا معك..
هو: تفاجأ فعلا بالطلب.. لكنه تنبه إلى حقيقة لم يفكر بها سابقا؟ ..وهو يعلم بمدى أهميتها القصوى للزعيم .. فوافق فورا على الذهاب لعيادة الطبيب المختص برفقة زوجته.
خرجا من عيادة الطبيب بعد أن أتم الفحوصات اللازمة، واخذ العينات الضرورية للفحص ..على أن تكون النتيجة غدا عند زعيم الرهط .. أفادهما الطبيب حسب الأوامر الصريحة له من الزعيم.

في اليوم التالي جاء مرافقه على عجالة من أمره.. يبلغه بان الزعيم يريد لقائه مع زوجته فورا وعاجلا.. فامتثلا للأمر.. وذهبا في الحال ..
- يتبع -
إلى اللقاء.



#زياد_صيدم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرائم الصهيونية والفيتو الأمريكي إلى متى؟
- رحلة العمر 4 (قصة قصيرة)
- رحلة العمر 3 (قصة قصيرة)
- رحلة العمر 2 ( قصة قصيرة )
- مستر تريمال وأنفاق الجحيم؟.
- رحلة العمر 1 ( قصة قصيرة )
- صديق الأسرة ! (قصة قصيرة )
- حظوظ عرجاء !! (ق .ق. ج)
- س. ص ! (قصة قصيرة)*
- غزة.. دخان يا كييفي الدخان
- ومضات غزلية (ق. ق.ج)
- حكايات من طوكر!(ق.ق.ج)
- ابتسامات ما بعد الموت ! (قصة قصيرة)
- لحى.. ولكن! ( ق. ق. ج )
- صخب الموانئ 12 (الأخيرة).
- صخب الموانئ 11
- رهان مع الشيطان 3.
- ثرثرة فلسطينية قبل القمة العربية
- صخب الموانئ 7،8
- رهان مع الشيطان 2 .


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - رحلة العمر5 (قصة قصيرة)