أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - فانوس رمضان (قصة قصيرة)














المزيد.....

فانوس رمضان (قصة قصيرة)


زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 23:34
المحور: الادب والفن
    


جرت إليه وهى تبكى..لم تمهله التقاط أنفاسه..بادرته: بابا ..لم تحضر لي الفانوس الذي وعدتني به.. نظر إليها بعطف وحنان ، مسح على رأسها.. ضمها إليه ضاحكا ثم أجابها: وجدتك نائمة بعد الفطور مباشرة.. ألم اقل لك بأننا سنذهب سويا للسوق كي تختاري لون الفانوس..لا عليك صغيرتي، بعد انتهاء مسلسل رمضان سنذهب فورا.. لم يرق لها حديثه ولم تستوعب قوله، فتملصت من بين يديه هاربة كقطعة صابون..وفى ركن من البيت، جلست مقرفصة تبكى بحرقة..كان الجميع مشدودا نحو التلفاز، فأولى حلقات باب الحارة قد بدأ.. كانوا يستدعون بان لا ينفذ وقود مولد الكهرباء ، أو يعطب كعادته...
بلمح البصر لبس جلبابه من جديد.. فقد عاد لتوه من صلاة التراويح وعرقه لم يجف منه بعد ..حيث غرق المصلين في أجواء من الحر والرطوبة.. وهم ما يزالون في صلاتهم بعد أن صمت مولد الكهرباء فجأة؟ فتعطلت مراوح الهواء عن الحركة.. ولعلع صوت الإمام جهورا، فكانت تزداد نبرات صوته كلما تصبب العرق أكثر...
- اقترب منها: صغيرتي أنا جاهز، هيا بنا..
- نفضت حزنها ..جففت دمعها بلمح البصر.. نهضت مسرعة وهى تقول:انتظر أبى قليلا .. ثم سمعها تخاطب أختها الأكبر وبيدها المشط .. وعلي وجهها كانت تقفز علامات الفرح...
عادا للبيت بمشقة؟..بعد أن تجولا في سوق شبه مغلق، فالظلام يتشح هذه الأمكنة في مثل هذه الأوقات، خاصة بعد صلاة التراويح..وبداية مسلسل باب الحارة الذي منع تجوال الكثيرين على مدار سنوات.. كانا يتلمسان قدميهما عبر طرق قد انطفأت مصابيحها..على ضوء ينبعث من فانوس يتأرجح بيدها الصغيرة.. كانت تغنى معه: رمضان جانا..أهلا رمضان.. وعلى ثغرها البريء قد ارتسمت أجمل ابتسامة.. كانت أرق من نبع عذب، لم تمسسه يد إنسان.. وأكبر من حجم الكون !!
إلى اللقاء.



#زياد_صيدم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءة شهرزاد 3 (الأخيرة)
- نبوءة شهرزاد 2
- صراصير على قدمين !
- نبوءة شهرزاد 1 (قصة قصيرة)
- رحلة العمر 7 (الأخيرة)
- رحلة العمر6 (قصة قصيرة)
- هرولوا إلى قاهرة المعز 3 - النداء الأخير-
- رحلة العمر5 (قصة قصيرة)
- الجرائم الصهيونية والفيتو الأمريكي إلى متى؟
- رحلة العمر 4 (قصة قصيرة)
- رحلة العمر 3 (قصة قصيرة)
- رحلة العمر 2 ( قصة قصيرة )
- مستر تريمال وأنفاق الجحيم؟.
- رحلة العمر 1 ( قصة قصيرة )
- صديق الأسرة ! (قصة قصيرة )
- حظوظ عرجاء !! (ق .ق. ج)
- س. ص ! (قصة قصيرة)*
- غزة.. دخان يا كييفي الدخان
- ومضات غزلية (ق. ق.ج)
- حكايات من طوكر!(ق.ق.ج)


المزيد.....




- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد صيدم - فانوس رمضان (قصة قصيرة)