أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - قراءة في ديوان - الواحدون - للشاعر السمّاح عبد الله














المزيد.....

قراءة في ديوان - الواحدون - للشاعر السمّاح عبد الله


السمّاح عبد الله
شاعر

(Alsammah Abdollah)


الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 14:49
المحور: الادب والفن
    



شعرية الأداء اليومي في ديوان " الواحدون " للشاعر السمّاح عبد الله


" السماح عبد الله " أحد شعراء الثمانينات الذين أعادوا للشعر حيويته وارتباطه بالوقائع اليومية المعاشة دون أن يقعوا في المطابقة الساذجة بين الفن والحياة . فقد اعتمد المجاز البسيط والمفردات القريبة والتراكيب الحميمة التي لا نفور فيها ، خاصة في ديوانيه السابقين "خديجة بنت الضحى الوسيع" عام 1988م و"مكابدات سيد المتعبين" عام 1992م حيث سيطرت عليه فيهما العلاقة الأزلية والحديثة بين الرجل والمرأة، بكل تجلياتها المختلفة حتى أصبحت تمثل لديه رؤية للعالم . فقد استطاع من خلالها أن يكشف عن تناقضات هذا الواقع وتنافره دون أن يلمس بشكل واضح وصريح آليات هذا الصراع الاجتماعي . وقد جاءت شعريته متوافقة تماما مع هذه الرؤية فالبناء ليس حاداً ولا صارماً وإنما يخضع بدرجات كبيرة لإيقاعه الداخلي والرغبة في الإشباع اللغوي لتثبيت الدلالة أو لاستكمال الموسيقى الباطنية .


وقد لعب الإيقاع دوراً مهماً في هذه التجربة إذ أنه لم يكن زخرفاً خارجياً أو أداة لتوليد الدلالة وإنما كيانا غامضاً يتوالد مع الدفقات اللغوية.


وفي ديوانه "الواحدون" الصادر مؤخرا عن دار التلاقي للكتاب في طبعته الثانية ، يندفع إلى تجربة من نوع خاص ، لها هاجس معرفي حيث أصبح الشعر لديه ليس نقياً كما حدث ولا موهبة فقط وإنما نوع من الحث الشعري عن الفرادة الإنسانية بعيداً عن أخلاقيات القطيع أو الحشد. وقد كشف عن تجلياتها المختلفة داخل السباقات الإنسانية ، فقد اختار عدداً من الشخصيات في عدد من الثقافات ليفضح بها واقعنا المعاش وما به من تناقضات واضطهادات لكل هذه التماثلات الحادة والبارزة ، وإن كان أكثر التمثيلات حضورا هو الشاعر بحسه الرسولي لتخليص الواقع من الشرور أو ممارسة تدميره بحس وجودي خالص لا يخلو من إنسانية دفينة مثل بودلير :



" لهذه المدينة العجوز شيق للمومسات
للشجر الليلي رجفة تجتاح أوصالي
لصوتي المشروخ رنة
، ترضي غروري
يا ألمي
سأبتدي بك الكلام "
صـ48


أوفى فضح لحظة تاريخية مأزومة تتجاور فيها الأنساق الحضارية المختلفة ، دون أن ينتصر الحديث ودون أن يُهزم القديم كما حدث مع شخصية "عمر الخيام"


" اقتليني
، واتركي دمي الجميل على حدود بيتي
كي يتسلق الجدار وحده
، كزهرة برية
، تقود ضوء النجم
، أو
، تهدي خطا الرفاق
اقتليني
، متعب أنا أيتها المدينة العبوس"
صـ35-36


أو في كشف الازدواجية الحادة والملموسة في السلوك الإنساني من خلال نموذج أبي نواس الذي أسس شعرية خاصة قائمة على التجربة الحسية . والقصيدة تفضح أيضا دور الشعراء في الحياة السياسية .


"أنا البهلوان الجميل
سأنزل خمارة
، وأنادم من لستُ أعرفهم
، وأناقشهم في السياسة
، والجنس
، والدين
، حتى إذا ما سرت هذه الخمرةُ العرَقيةُ في الجسم
، أرقص قدامهم وأغني :
، ( أنا البهلوان الجميل )
أيهذا الغلام المسائي
، رتبْ لنا جلسة
، إن أمي زانية
، وأبي
، خاسر في التجارةِ
، والناس شخصان :
، مبتسم دائما
، ونبي قتيل"
صـ 69


أما انفصال الإنسان وتشيؤه في الحضارة الحديثة، انفصال العامل عن قوة عمله وانفصال الشعر عن الشاعر لأسباب اجتماعية وسياسية فلم يجد الشاعر نموذجاً أكثر من اغتراب المتنبي


"رأيته يوم الثلاثاء
وكنت جالساً على المقهى
، أرشف كوب الشاي
حدقت فيه
، كان وحده يجلس في الركن
، المقابل
ينظر بين الحين لي
، ثم يعيد الطرف للطريق
، كان في جلسته مشابها للشعراء
، والقُوَّال
ويرتدي ملابس تدل أنه مغترب
، سيجته بنظرتي
قام
، ودسَّ في يد النادل
، عملة قديمة"
صـ 64


أما إنسانية الوجود وأهلية الفعل البشري، دون نفعية ممقوته كأنها من أفعال الدراويش والمتصوفة الكبار فقد كرسَّها في قصيدة "فيرلين"


" وكلما ابتردت
، خفتُ أن يكون رامبو لا يزال عارياً
، في غابة ما
لذا قررت أن أسوح في
الوديان خلفه
أكون متعباً جداً
وحاملاً داري على يدي
لأنني أعرف أنه
بلا سكن"
صـ57


أما الشخصيات التي لعبت أدواراً اجتماعية و سياسية فقد جاءت في الديوان لتكشف عن خصوصية إنسانية ما في شخصيتها ففي قصيدة "تروتسكي" قائد الجيش الأحمر والمنظر الأممي الخارج على الدولة والمنبوذ في المكسيك يلتقط الشاعر فعل الخيانة


"الرسائل لا تصل أبداً
والمقاهي
ثورة تهدأ على حواف المقاعد
والميادين مقصلة القرويين
وراكبو القطار
يموتون قبل أن يصلوا
فاحذر جميع الهواء
وإن رأيتهم يلتفون في غير أوقات
الثورة
فشكْ في الأمر
واعلم
، أن ثمة خيانة تلوح"
صـ63


أما مع "ماركس" فهناك مواجهة بين الذات وتموضعاتها الخارجية وكأن الشاعر يريد أن يفصل بين الأنا والذات في لحظات التحقق الكبرى.


"ذلك الغامض المتعب
الذي أنت أسكنته حجرتك
ورتبت طقس الهواء الذي كان لك
لكما
ثم واجهته بالمرايا
هو الآن يخطو على خشب الوقت
كالشجر المتمترس
مثل الجميلين
هل حين ينظر في جُدر الغرفة الواسعة
ويواجه سطح المرايا
يراك ؟؟ "
صـ 24


إن شعرية "السمّاح عبد الله" تأخذ أهم سماتها من الأداء اليومي للغة سواء في الإشارة أو التلميح أو في البناء العفوي لمنظومة الدلالات وأخطر ما يواجه هذه الشعرية هو تكرار الأفعال الشعرية أو تناسخها دون وعي الشاعر أو الوقوف عند إغرائها الخارجي بما يحمله من وهم شعبوي دون اكتشاف الجوهري فيها ودون تطويره بقانون خاص ينفصل قليلاً عن الموروث القريب ليكشف بنيته الأساسية وأهم عناصرها حتى تراكم لشكل مختلف وإن ظل مرتبطاً بشكل أو بآخر .



#السمّاح_عبد_الله (هاشتاغ)       Alsammah_Abdollah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثون عاما مع مجلة الشعر
- أَلاَ يَا سَقَى اللهُ تِلْكَ الْأيَّامْ
- السماح عبد الله ومحاورة المألوف ، د. علي عشري زايد
- أوراقٌ للنشرِ في هيئةِ الكِتابْ
- لويس عوض : صورة جانبية
- مديح العالية
- الطوافة
- سَرْدِيَّةٌ أُخْرَى لِلرَّائِيَةْ
- هواء طازج - 3
- سلفادور دالي
- انخطاف
- ورود يانعة لنا كلنا من رجل واحد
- انظر وراءك في فرح لتكتب شعرا حقيقيا
- من أين أقتطع خبزة القصيدة ؟
- خراب السقيفة
- فرلين
- عن مكاوي سعيد
- تصاوير ليلة الظمأ
- أقوال المرأة البليلة وتفاسير أقوالها
- أغنية البحار


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - قراءة في ديوان - الواحدون - للشاعر السمّاح عبد الله