أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - لويس عوض : صورة جانبية














المزيد.....

لويس عوض : صورة جانبية


السمّاح عبد الله
شاعر

(Alsammah Abdollah)


الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 18:08
المحور: الادب والفن
    



هبطنا، أنا والصديق الشاعر " م . م "، من سطوح الهيئة المصرية العامة للكتاب حيث مقر مجلة القاهرة التي كنا نعمل بها محررين ثقافيين، متجهين إلى مكتب الدكتور سمير سرحان رئيس مجلس إدارة الهيئة في أحد استدعاءاته لنا، دخلنا مكتبه، فإذا بالسيدة السكرتيرة تشير لنا بالانتظار قليلا نظرا لأنه يجري لقاء تليفزيونيا هاما، فاتجهنا إلى الآنتريه لنجلس في انتظار فراغ سيادته من لقائه الإعلامي، وبمجرد جلوسنا فوجئنا بأن من يجلس في مواجهتنا تماما هو الدكتور لويس عوض، لم يكن يفصل ما بيننا سوى هذا الحيز الصغير الذي تشغله منضدة الآنتريه، وبرغم هذا القرب إلا أننا أنا و " م . م "، ولسبب ما لا أعرفه لم نلق عليه السلام، هو بدوره بدا كما لو كان هذا الأمر لا يعنيه على الإطلاق، كان منهمكا في تدخين سيجارته التي لا تريد أن تنتهي، وكان واضعا ساقا على ساق، وكان من الواضح أن هذا الوضع - وضع الساق على الساق - لا يريحه تماما، وكان كلما أراد أن ينفض طفية سيجارته في طقطوقة السجائر، يمد يده إليها ويأخذها ويقربها من يده الأخرى الممسكة بالسيجارة، وينقض فيها طفيتها ثم يعيدها إلى منضدة الآنتريه مرة أخرى، وكان بين الحين والحين ينظر إلى سقف الغرفة، وأحيانا يلوي عنقه ملقيا نظرة إلى باب حجرة الدكتور سمير سرحان، وبالرغم من أنني لا أحب أن أدخن سجائر صديقي " م . م " لأنه كان يشرب سجائر السوبر الطويلة والثقيلة، إلا أنني طلبت سيجارة من علبته لأن علبتي تركتها على مكتبي، أشعلتها وأشعلت له سيجارته ووضعت ساقا على ساق – كان هذا الوضع مريحا جدا بالنسبة لي - ومددت يدي لطقطوقة السجائر وقربتها من يدي الممسكة بالسيجارة نافضا فيها طفيتها، ونظرت إلى سقف الغرفة، وبدأت أناقش إحدى القضايا العميقة مع السيد " م . م " الذي كان يحب مناقشة مثل هذا النوع من الموضوعات .

كان السيد " م . م " بالكاد قد استطاع الإمساك بأطراف الحديث، وبالكاد بدأ يدلي بدلوه في القضية، حتى فوجئنا بالشاعر " م . أ " يدخل علينا مهللا وصاخبا كطبيعته، سلم علينا بعناق حار وجلس بجوارنا، وما أن جلس حتى لمح الدكتور لويس عوض ، فانتفض صارخا :

أهلا بأستاذنا الجليل، وهجم عليه يحتضنه ويقبله ويشد على يده ، ثم جلس بجواره ونسى أمرنا تماما، وأخذ يكيل له المديح المبالغ فيه ويعدد عليه أسماء كتبه وعناوين مقالاته، بل ويُسَمِّع عليه أجزاء منها، كل هذا والدكتور لويس عوض لم يتحرك من مكانه وطل ناظرا إليه بصمت، حتى قال له الشاعر " م . أ " ولكنني أعتب عليك يا دكتورنا لأنك لا تقرأ أشعارنا ولا تكتب عنا، وقبل أن يكمل حديثه، فوجئت بصديقي " م . م " يصرخ في وجه " م . أ " : ما كل هذا النفاق يا رجل، هل تريد أن تحصل منه على صك الغفران ؟، كان يتحدث بعصبية، وبالرغم من أنه كان يوجه حديثه إلى الشاعر " م . أ " إلا أنه كان ينظر في عيني الدكتور لويس عوض ، كان حادا جدا وكان على وشك استكمال تأنيبه ولم ينقذ الموقف سوى تدخل السيدة سكرتيرة الدكتور سمير سرحان طالبة من الدكتور لويس عوض التفضل بالدخول .

سنوات مرت، تركنا سطوح الهيئة المصرية العامة للكتاب، وانتقلنا لشقة ماسبيرو، وتغير رئيس تحرير القاهرة وأتى لنا الدكتور غالي شكري بدلا من الدكتور إبراهيم حمادة، وإذا بالدكتور غالي يطلب مني التوجه معه لجريدة الأهرام لاستكمال حديثنا في السيارة، وفي أحد ممرات الأهرام قابلنا الدكتور لويس عوض وصافحنا وبدأ يتحدث مع الدكتور غالي شكري وأخذهما الحديث إلى أحد المكاتب الذي لا أدري إن كان مكتب الدكتور لويس أو الدكتور غالي، لكن الشاي أتى وشربناه وشرق الكلام وغرب، فانتهزت فرصة ما، وذكرت له حادثة مكتب رئيس هيئة الكتاب والشاعرين " م . م " و " م . أ "، لكنه لم يكن متذكرا لها على الإطلاق.

سنوات مرت، وكنت ماشيا في شارع القصر العيني، ففوجئت بالدكتور لويس عوض واقفا على رأس الرصيف، ظننته يريد أن يعبر الشاعر، فتقدمت إليه وسلمت عليه وطلبت منه أن أعاونه، لكنه أوضح لي أنه ينتظر عربته، فوقفت معه وتحدثنا في بعض الأمور الثقافية، لكنني انتهزت فرصة ما، وعرجت على موضوع مكتب رئيس هيئة الكتاب وواقعة الشاعرين الشهيرة وأكدت له أنها كانت المرة الأولى التي أجلس فيها إليه عن قرب، ففوجئت به يتذكرها بكل تفاصيلها، بل ويسرد عليّ ما كان يفوتني من وقائعها وكان مندهشا من موقف " م . م " أكثر من اندهاشه من موقف " م . أ "، كانت العربة التي ينتظرها قد أقبلت، ونزل السائق ليفتح له الباب الخلفي، في نفس الوقت الذي كان فيه الدكتور لويس عوض يسألني : لماذا فعل " م . م " ما فعله؟

لم يكن لدي الوقت لأجيبه، كان قد ركب العربة بالفعل، ولو كان لدي الوقت ما استطعت العثور على إجابة .

يا له من رجل ينسى ويتذكر، ويطرح الأسئلة ولا ينتظر الإجابات .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السمّاح عبد الله



#السمّاح_عبد_الله (هاشتاغ)       Alsammah_Abdollah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديح العالية
- الطوافة
- سَرْدِيَّةٌ أُخْرَى لِلرَّائِيَةْ
- هواء طازج - 3
- سلفادور دالي
- انخطاف
- ورود يانعة لنا كلنا من رجل واحد
- انظر وراءك في فرح لتكتب شعرا حقيقيا
- من أين أقتطع خبزة القصيدة ؟
- خراب السقيفة
- فرلين
- عن مكاوي سعيد
- تصاوير ليلة الظمأ
- أقوال المرأة البليلة وتفاسير أقوالها
- أغنية البحار
- فتنة الذكرى
- معزوفة للحمائم البعيدة
- الشهداء
- استراحة المحارب
- خدعة


المزيد.....




- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - لويس عوض : صورة جانبية